تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" وهو أنظر من رأيناه من أهل الفنون، ومن أجمعهم للعلوم، وأحسنهم كلاماً في الأشياء الدقيقة، وأجلدهم على ذلك، مع الغاية في الإتقان والرجوع إلى الحق في المباحث، ولو على لسان آحاد الطلبة " [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=548372#_ftn7).

ولله در الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى إذ يقول:" والمؤمن الصادق الإيمان، المتأدب بأدب الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، يقبل النصيحة ممن هو أكبر منه، وممن هو أصغر منه، ومن أعلم منه، ومن أقل منه علما، كما قال عمر أمير المؤمنين على المنبر – وهو عمر – حين يعلم الناس ويرشدهم، فأخطأ حكما ردته عليه امرأة، قال غير متردد ولا مستكبر: امرأة أصابت وأخطأ رجل" اهـ[8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=548372#_ftn8).

هذا وإن ممن كنت أربأ به أن يتمادى في باطل، أو يلاج في غواية، أو يستنكف عن الثوبان إلى الحق: الأستاذ الشيخ بوخبزة!!.

ذلك أني كنت ذكرت في رسالتي ((نظرات عابرة حول شريط الخرافة: 1 - في البدء رهانان)) أن الشيخ بوخبزة قال في سياق حديثه عن رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقظة: أن هذه الدعوى ادعاها المتأخرون من الصوفية والدجاجلة، وأن هذه الدعوى لم يدعها أحد من أهل العصور الفاضلة، وإنما بعض مشاهير الصوفية من أمثال السري السقطي والجنيد وذي النون، وإنهم اعتذروا عنهم بأن ذلك تخيلات صدرت منهم في أحوال خاصة، وأن الخليفة ببغداد استدعى ذا النون فلم يجد عنده شيئا مما يستنكر فأرجعه إلى بلده.

ثم قال – أي بوخبزة – أن الذهبي قال: والشأن في صحة ذلك عنه وعن أمثاله.

ثم قال – أي بوخبزة -: " وهذه كلمة ذهبية من رجل نقادة معروف " انتهى ما أردت نقله.

ثم بينت ثمة مماسكي على هذا الكلام بما حاصله أن كلامه لا يخلو من أحد حالين: دعاوى مرسلة تفتقر إلى إثبات وبينة، أو تحريف حقائق وكذب في النقل يحتاج إلى توبة [9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=548372#_ftn9).

وجعلت الجواب على هذه المماسك رهانا للاسترسال مع الشيخ وأشياعه في بسط نظراتي على ما أثاروه في شريطهم " الخرافة " من اعتراضات على الجماعة ومنهجها.

وكنت أخال الشيخ من الشجاعة العلمية بمكان يحفزه على توثيق أنقاله، واستدراك خطئه، وتقويم فَنَدِه، لاسيما والشريط الذي حوى كلامه قد سرى بين أتباعه، وانتشر بريده في الأنحاء، بما أقيم له من دعاية، وبما مُدَّت له من " حماة الدين!! " من أيادي العناية.

وما كان ذلك ليضيره، بل كان سيكون أحفظ لماء وجهه، وأرفع لقدره بين أترابه، وعنوانا على خلوص النية، وشاهد صدق على سلامة الطوية.

ورحم الله الشيخ الحسن بن زياد اللؤلؤي الفقيه الحنفي [10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=548372#_ftn10)، استفتي في مسألة فأخطأ فيها، ولم يعرف الذي أفتاه به، فاستأجر مناديا ينادي أن الحسن بن زياد استفتي في يوم كذا وكذا في مسألة فأخطأ، فمن كان أفتاه الحسن بن زياد بشيء فليرجع إليه، ثم لبث أياما لا يفتي حتى جاء صاحب الفتوى فأعلمه أنه قد أخطأ، وأن الصواب خلاف ما أفتاه به [11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=548372#_ftn11).

إلا أنه يبدو أن الشيخ قد انبثق عليه أمر هذا الرهان، وأظله على غير انتظار، فتركه معتقل اللسان، وارتضى عن البينة والبرهان بدلا حكمة الصمت وفضيلة التغافل!!.

وقد صدر شريط " الخرافة " في جزئه الثاني، وكنت أنتظر من الشيخ تعقيبا على هذا الرهان، إما بتفنيد كلامي وبيان زغله، أو الإقرار بصوابه والإذعان لحقه.

ولكنه أبى إلا أن يركب متن تيهه، فالله أعلم بالباعث له على ذلك، وإذا أحسنت الظن به قلت إنه استجهال واستصغار لقدر المراهن، ولو أنه أفاء إلى الحق لوجد ظله ظليلا، وأصاب تحته مثوى ومقيلا.

وهبني كنتُ نكرة من النكرات، أو غفلا من الأغفال، بل قلا ابن قل، أليس الحق أحق أن يتبع متى تراءت أعلامه، وأسفرت تباشيره، وإن صدر من خصم بغيض؟!.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير