تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[هشام العثامني]ــــــــ[26 - 03 - 07, 12:29 ص]ـ

إلى الأخ طارق – كفاني الله وإياه شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير -: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فدعني بدءا أرق بين يديك شكري الجزيل على ترحيبك الجميل، وعلى ما أبديته من تلطف في العبارة، ولا غرو فإن الأدب حلية لطالب العلم.

ولست أخي الكريم ممن يستهويه الوقوف عند العبارات، ولا مغرما بالتدقيق في الجمل والكلمات، غير أني أراني مندفعا إلى ذلك معك، فخذ من رؤوس الأقلام:

قولك:" إنما قصدت بهشيم ملاطفتك, وأردت بتصغير اسمك مداعبتك": فهذا فتح جديد في عالم النقد، وأنا أهنيك على مذهبك النقدي الجديد هذا، الملاطف الملاعب، الذي أنت ابن بجدته، وعنترة فوارسه.

قولك:" فلسنا من قوم يستهينون بإخوانهم": نعم صدقت، وإنما تلاطفونهم وتداعبونهم!!.

ولكم كان ذلك - لو صدق - سيكون أقر لعيني، ولكن للأسف الشديد واقع الحال يكذب لسان المقال، ولن أحوجك أخي إلى تكلف عناء تقصي ردودكم، وتتبع سجالاتكم، وإنما أدعوك لترفع طرفك إلى عَلٍّ، ولتنظر بعين النصفة إلى كلام أستاذك العلمي وصديقيك الذين تعقبا كلامي.

قولك " فقد اعترفت بإنصافي على كره, وألبسته ثوب ذم ولا يليق ذلك": لست أدري أخي الكريم هل قولك اعترفت يعود الضمير فيه علي أو عليك، وسياق الكلام أنه عائد علي، والحقيقة أني لست أدري أين اعترفت بذلك، وكيف يجتلب يا أخي إنصاف مع ضيم، وأنى تشرق شمس مع غيم؟، أما إذا فهمت ذلك من قولي " مكره أخاك لا بطل " فحسبت أن الضمير عائد علي، فرحمة الله على أهل الأدب!!

قولك:" أخطأ شيخي لأنه ليس نبيي, فاعترفت بذلك ,كما اعترف هو ": بالله عليك يا أخي أين اعترف بذلك؟، أفي مثل الهمسات التي همست بها في أذني؟!، بل وليس يكفيني إلا ما تلزمون به خصومكم، الرجل أخطأ باعترافه كما تقول في شريط لا أظنه يخفاك كيف روج له، فالواجب عليه أن يقر بخطئه على الملأ، وكان قد شارك في الجزء الثاني من شريط خرافتكم فلماذا لم يستدرك خطأه، ويعلن رجوعه عنه؟!.

قولك:" ولست أدري إن كان نبيك أو يشبهه أو يقاربه " لا دريت ولا تليت، والله حسيبك.

وقولك:" فليس عندنا أحد معصوم من الزلل غير نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وأما أنتم فلست أعرف مذهبكم في هذا " ستعرف مذهبنا في ذلك غدا إن شاء الله تعالى بين يدي الله عز وجل عندما تقف بين يديه الخصوم، إذ يحاجك الملايين من أبناء هذه الجماعة الموحدين على مثل هذه الكلمة التي لا تحتمل إلا التكفير الصراح،فأعد للمسألة جوابا، فيا طولها وقفة، وعلى نفسي أبكي لا على غيرها.

ولست والله أدري كيف استقام بنانك لخط هذه الكلمة، أم كيف استسغت إطلاق مثل هذه العبارات، وما جئت هنا واعظا، ولكن أذكرك فقط بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب " متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وعند الترمذي من حديث بلال بن الحارث رضي الله عنه:" وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه ".

ولعل هذه العبارات هي من ركائز قاموسك النقدي الجديد المداعب الملاطف، إذن لهان عندي - والله - الاستصغار والاحتقار، ولاستعذبت قيء الزنابير، وتذممت شهد النحل!!.

قولك:" ولو لم يكن ردا ما اعتبرته ولا قرأته": يا أخي معاذ الله أن يكتب أحد ردا علي، فتأخذني العزة بالإثم فآبي حتى مجرد قراءته، وإنما قرأت ما تسميه ردا وأنا كلي أمل في أن أتبين فيه شواهد كسب أو دلائل إنصاف، ولكن!!، وأما الاعتبار، فإن كنت تقصد الاعتبار العلمي،فلست أدري متى أصبح مجرد قراءة رد اعتبار له، وأما اعتدادك بما كتبت فقد حاكمتك ونفسي إلى دعوة العقلاء لقراءة ما كتبت، وهذا غاية الإنصاف.

قولك:" قد استطعت قلب أبياتك وقد كان ذلك تحقيقا, ولم أقصد تصغير شأنك فقد كان ذلك من الله توفيقا "كلام استعجمت عليه رطانته، واستبهمت علي فصاحته، فلم أكد أتبين منه إلا نحلة سجع متكلفة، واسمع نصيحتي إليك أخي ولا أسرها: لا تجهد نفسك في أن تنحو نحوي، ولاتكلفها أكثر ما تطيق فتقفو قفوي، وإياك وتكلف السجع، ونزه كلامك من وصمة التعقيد،وخلصه من معرة اللغو، وإنما يحمد من السجع ما كان سهوا رهوا ينساب في سلاسة، ويتساير في طريق قاصد، فلا تنبو عنه الأفهام، ولا تضل في مفازته الأوهام.

قولك:" أعيب عليك حكمك على النيات، فقياسك فعلي على فعلك حرام": أما النيات فلست أحاكمها ما كانت مستترة في طويات الصدور، وإنما أستنطق لحن الأقوال، وأستدعي قرائن الأحوال. وأما القياس فاسمع إلى ما افتتحت به كسبك:" إن اللافت للنظر حقا أن هشاما لم ينتبه إلى أنه كان الأولى به أن يشتغل بالرد على أصل المبحث لا على مكملاته، وهذا ما جعلني أشك في نيته والله أعلم ".

وتأمل قولك:" وأنت تعرف في قرارة نفسك أن الشيخ علامة وفقيه، ومثله من يعتذر عنه " عفوا لو كنت أعرف أنك تعلم ما في نفسي لاتخذتك وليا مرشدا، أستغفر الله وأعوذ به من الالتفات!! وحنانيك أخي طارق قبل أن تخرج علينا غدا بمقال تقول فيه: إن هشام يدعي أن شيخه ياسين يعرف ما في قرارة نفسه فلهذا يتخذه وليا مرشدا!! رويدك!!.

ولاتنسى أيضا قولك في خاتمة إنصافك " فدليل آخر على أن غرضك في هذه النظرات شخصي ".

ثم أجل طرفك فيما قلته هنا منتقدا: " ولست ممن تظن "، " ولذلك ظننتني مثلك".

هذا وأستغفر الله، وهو حسبي وعليه اتكالي، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله.

وكتبه هشام العثامني الإدريسي الحسني كان الله له

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير