وقال الحافظ ابن حجر: صدوق فى نفسه إلا أنه عمى فصار يتلقن ما ليس من حديثه فأفحش فيه ابن معين القول.
قلت: ثم علق البيهقي رحمه الله على هذا الطريق فقال في شعب الإيمان للبيهقي (ج 3 / ص 482):
غريب من حديث بن أبي الموال عن المنكدر تفرد به سويد عن بن المبارك من هذا الوجه عنه
وقال الحافظ رحمه الله في تلخيص الحبير - (ج 2 / ص 268)
قلت (أي الحافظ) وهو ضعيف جدا
وإن كان مسلم قد أخرج له (أي: لسويد بن سعيد) في المتابعات وأيضا فكان أخذ به عنه قبل أن يعمى ويفسد حديثه وكذلك أمر أحمد بن حنبل ابنه بالأخذ عنه كان قبل عماه ولما أن عمي صار يلقن فيتلقن حتى قال يحيى بن معين لو كان لي فرس ورمح لغزوت سويدا من شدة ما كان يذكر له عنه من المناكير
قلت (أي الحافظ) وقد خلط في هذا الإسناد وأخطأ فيه عن ابن المبارك وإنما رواه ابن المبارك عن ابن المؤمل عن أبي الزبير كذلك رويناه في فوائد أبي بكر بن المقري من طريق صحيحة فجعله سويد عن أبي الموالي عن ابن المنكدر. انتهى كلامه رحمه الله.
قلت: وصحح هذا الطريق الحافظ شرف الدين الدمياطي واغتر به كما قال الحافظ رحمه الله.
ورد عليه الحافظ ابن حجر فقال في تلخيص الحبير أيضاً (ج 2 / ص 268)
واغتر الحافظ شرف الدين الدمياطي بظاهر هذا الإسناد فحكم بأنه على رسم الصحيح لإن ابن أبي الموالي انفرد به البخاري وسويدا انفرد به مسلم وغفل عن أن مسلما إنما أخرج لسويد ما توبع عليه ولا ما انفرد به فضلا عما خولف فيه. انتهى ..
الحديث الثاني: حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
وهو ما رواه الحاكم , والدارقطني من طريق محمد بن هشام المروزي، حدثنا محمد بن حبيب الجارودي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما (فذكره).
قلت: وفيه (محمد بن حبيب الجارودي)
قال الحافظ في لسان الميزان [جزء 5 - صفحة 115]
محمد بن حبيب الجارودي عن سفيان بن عيينة غمزه الحاكم النيسابوري وأتى بخبر باطل اتهم بسنده انتهى.
ثم قال:وقد اخرج الدارقطني والحاكم جميعا من طريق محمد بن هشام بن علي المروزي حدثنا محمد بن حبيب الجارودي حدثنا سفيان بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن بن عباس رضي الله عنهما رفعه ماء زمزم لما شرب له الحديث فهذا خطأ الجارودي وصله وانما رواه بن عيينة موقوفا على مجاهد كذلك حدث به عنه حفاظ اصحابه كالحميدي وابن أبي عمر وسعيد بن منصور وغيرهم. انتهى كلامه.
قلت: فهذه الرواية شاذة لا تصح لمخالفة (محمد بن حبيب الجارودي) الثقات من أصحاب ابن عيينة.
وقد قال عنه الشيخ الألباني رحمه الله بأنه (باطل موضوع)
انظر مختصر إرواء الغليل [جزء 1 - صفحة 219].
وقال الحاكم رحمه الله (ج 3 / ص 217): هذا حديث صحيح الإسناد إن سلم من الجارودي.
قال السخاوي في المقاصد الحسنة - (ج 1 / ص 568) عن (الجارودي)
تفرد عن ابن عيينة بوصله ومثله إذا انفرد لا يحتج به فكيف إذا خالف فقد رواه الحميدي وابن أبي عمر وغيرهما من الحفاظ كسعيد بن منصور عن ابن عيينة بدون ابن عباس فهو مرسل
الحديث الثالث: حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
وهو ما رواه البيهقي في شعب الإيمان قال: أخبرنا علي بن احمد بن عبدان انا احمد نا ابو علي بن سختويه نا سعدويه عن عبد الله بن المؤمل عن بن جريج عن عطاء عن عبد الله بن عمرو (فذكره).
وهو من رواية (عبد الله بن المؤمل)
وهو ضعيف الحديث , وما أعل هذا الحديث إلا به.
الحديث الرابع حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة
قال السيوطي رواه الديلمى عن ابن عمر وفيه أحمد بن صالح السموى قال ابن حجر هذا من مناكيره)
قلت وفيه أيضاً.
(عبد الله بن نافع القرشى العدوى، المدنى، مولى عبد الله بن عمر)
قال عباس الدورى، عن يحيى بن معين: ضعيف.
وفي رواية لأحمد بن سعد عن يحيى بن معين: قال: يكتب حديثه.
وفي رواية لمعاوية بن صالح، عن ابن معين: مدنى ليس بذاك.
و قال على ابن المدينى: روى أحاديث منكرة.
و قال أبو حاتم: منكر الحديث، و هو أضعف ولد نافع.
و قال البخارى: منكر الحديث يخالف فى حديثه.
, وكذلك قال النسائي أيضاً: متروك الحديث , وقال أيضاً ليس بثقة.
و قال أبو أحمد بن عدى: هو ممن يكتب حديثه، و إن كان غيره يخالفه فيه.
و قال البرقانى، عن الدارقطنى: متروك.
و قال أبو أحمد الحاكم: منكر الحديث.
و قال ابن حبان: كان يخطىء و لا يعلم، فلا يحتج بأخباره التى لم يوافق فيها الثقات.
وقال الحافظ: ضعيف. انظر التقريب.
الحديث الخامس) حديث معاوية (موقوفاً)
رواه الفاكهي في (أخبار مكة) قال:
حدثنا محمد بن إسحاق الصيني قال ثنا يعقوب بن ابراهيم بن سعد قال ثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه (فذكره).
قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل [جزء 7 - صفحة 196]
محمد بن إسحاق الصيني روى عن عبد الله بن نافع الصائغ وعبد الله بن داود الخريبي كتبت عنه بمكة نا عبد الرحمن قال وسألت أبا عون بن عمرو بن عون عنه فتكلم فيه وقال هو كذاب فتركت حديثه.
وحسن هذا الحديث الحافظ رحمه الله فقال: هذا إسٍناد حسن مع كونه موقوفاً، وهو أحسن من كل إٍسناد وقفت عليه لهذا الحديث.
=================================================
هذا والحمد لله رب العالمين.
¥