تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

العامة من البدع و الضلالات، فإنهم عند ذلك يصبحون من المجتهدين اجتهادا مطلقا

، فيقولون من الأفكار و الآراء و التأويلات ما لم يقله أحد من الأئمة المجتهدين

، يفعلون ذلك، لا لمعرفة الحق بل لموافقة العامة! و أما فيما يتعلق بالسنة و

العمل بها في كل فرع من فروع الشريعة فهنا يجمدون على آراء الأسلاف، و لا

يجيزون لأنفسهم مخالفتها إلى السنة، و لو كانت هذه السنة صريحة في خلافها،

لماذا؟ لأنهم مقلدون! فهلا ظللتم مقلدين أيضا في ترك هذه البدع التي لا

يعرفها أسلافكم، فوسعكم ما وسعهم، و لم تحسنوا ما لم يحسنوا، لأن هذا اجتهاد

منكم، و قد أغلقتم بابه على أنفسكم؟! بل هذا تشريع في الدين لم يأذن به رب

العالمين، * (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) * و إلى

هذا يشير الإمام الشافعي رحمة الله عليه بقوله المشهور: " من استحسن فقد شرع "

. فليت هؤلاء المقلدة إذ تمسكوا بالتقليد و احتجوا به - و هو ليس بحجة على

مخالفيهم - استمروا في تقليدهم، فإنهم لو فعلوا ذلك لكان لهم العذر أو بعض

العذر لأنه الذي في وسعهم، و أما أن يردوا الحق الثابت في السنة بدعوى التقليد

، و أن ينصروا البدعة بالخروج عن التقليد إلى الاجتهاد المطلق، و القول بما لم

يقله أحد من مقلديهم (بفتح اللام)، فهذا سبيل لا أعتقد يقول به أحد من

المسلمين. و خلاصة القول: أن حديث ابن مسعود هذا الموقوف لا متمسك به

للمبتدعة، كيف و هو رضي الله عنه أشد الصحابة محاربة للبدع و النهي عن اتباعها

، و أقواله و قصصه في ذلك معروفة في " سنن الدارمي " و " حلية الأولياء " و

غيرهما، و حسبنا الآن منها قوله رضي الله عنه: " اتبعوا و لا تبتدعوا فقد

كفيتم، عليكم بالأمر العتيق ". فعليكم أيها المسلمون بالسنة تهتدوا و

تفلحوا.


[1] قلت: تأمل هذا النص من هذا الإمام و نقله عن العلماء التفريق بين الاتباع
و التقليد، و عض عليه بالنواجذ، فإنه من العلم المجهول اليوم حتى عند كثير من
حملة شهادة الدكتوراة الشرعية، فضلا عن غيرهم. بل إن بعضهم يجادل في ذلك أسوأ
المجادلة، و يكابر فيه أشد المكابرة، و إن شئت التفصيل فراجع كتاب " بدعة
التعصب المذهبي " لصاحبنا الأستاذ الفاضل محمد عيد عباسي (ص 33 - 39).
[2] راجع تخريجه مع بعض الآثار الأخرى في رسالتي: " الرد على التعقيب الحثيث "

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 16):

532 - " إن الله نظر في قلوب العباد فلم يجد قلبا أنقى من أصحابي، و لذلك اختارهم، فجعلهم أصحابا، فما استحسنوا فهو عند الله حسن، و ما استقبحوا فهو عند الله قبيح ".

موضوع. رواه الخطيب (4/ 165) من طريق سليمان بن عمرو النخعي: حدثنا
أبان بن أبي عياش و حميد الطويل عن أنس مرفوعا. و قال: " تفرد به النخعي
". قلت: و هو كذاب كما سبق مرارا، أقربها الحديث (529) و لهذا قال الحافظ
ابن عبد الهادي: " إسناده ساقط، و الأصح وقفه على ابن مسعود ". نقله في "
الكشف " (2/ 188) و يعني بالموقوف الحديث الآتي: " ما رأى المسلمون حسنا
فهو عند الله حسن، و ما رآه المسلمون سيئا فهو عند الله سيء ".

الأخ السريلنكي
[email protected]

ـ[أبو ثابت]ــــــــ[17 - 12 - 06, 11:56 ص]ـ
(ما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيء) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20378&highlight=%DA%E4%CF+%C7%E1%E1%E5+%CD%D3%E4)

أخي الكريم: لقد تذمر المشرفون من طرح الأسئلة قبل البحث عنها، وموضوعك هذا موجود في نفس القسم الذي سألت فيه فهلا بحثت عنه، كما وأود منك قراءة هذا الموضوع وتأمل ما فيه وامتثاله.

قبل أن تسأل ... لماذا لا تبحث؟؟!!. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80800)

ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[17 - 12 - 06, 05:48 م]ـ
اباثابت
لاتغضب عليّ. بارك الله فيك
صدقني لقد بحثت فلم أجد، وقد اكون أخطأت في كتابة العبارة
اماموضوع اخينا المسيطير فقد قرأته من قبل وشاركت فيه واتفق مع كاتبه على ماجاء فيه

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير