تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وقفة مع تصحيح الشيخ الألباني لحديث المغيرة في ترك التشهد الأول]

ـ[أبو صهيب الشامي]ــــــــ[18 - 12 - 06, 06:12 م]ـ

عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ الرَّكْعَتَيْنِ فَلَمْ يَسْتَتِمَّ قَائِمًا فَلْيَجْلِسْ فَإِذَا اسْتَتَمَّ قَائِمًا فَلَا يَجْلِسْ وَيَسْجُدْ سَجْدَتَيْ السَّهْوِ).

هذا الحديث مداره على جابر الجعفي، يرويه عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُبَيْلٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ.

وقد رواه عن جابر الجعفي جماعة منهم: (سفيان الثوري) وأخرج روايته الإمام أحمد في مسنده (18410) وابن ماجه في سننه (1208)، ورواه أبو داود أيضا من طريق سفيان ولكن بلفظ (إِذَا قَامَ الْإِمَامُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ فَإِنْ ذَكَرَ قَبْلَ أَنْ يَسْتَوِيَ قَائِمًا فَلْيَجْلِسْ فَإِنْ اسْتَوَى قَائِمًا فَلَا يَجْلِسْ وَيَسْجُدْ سَجْدَتَيْ السَّهْوِ) وقَالَ أَبُو دَاوُد: وَلَيْسَ فِي كِتَابِي عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثُ.

وممن رواه عن الجعفي (اسرائيل بن يونس) وأخرج روايته الإمام أحمد (17757).

ورواه الدارقطني (1435) من طريق قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ جَابِر الجعفي بلفظ: (إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فَقَامَ فِى الرَّكْعَتَيْنِ فَاسْتَتَمَّ قَائِمًا فَلْيَمْضِ وَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَإِنْ لَمْ يَسْتَتِمَّ قَائِمًا فَلْيَجْلِسْ وَلاَ سَهْوَ عَلَيْهِ).

وقد حكم بضعف هذا الحديث جماعة كثيرة من العلماء المحققين لأن مداره على جابر الجعفي وهو ضعيف، ومنهم: النووي في الخلاصة (2/ 643) والمزي كذلك في تهذيب الكمال (3/ 309)، والذهبي في المهذب (2/ 776).

وقال ابن الملقن: (مداره على جابر الجعفي) البدر المنير (4/ 222).

وقال ابن كثير: (من حديث جابر بن يزيد الجعفي وهو ضعيف) إرشاد الفقيه (160/ 1).

وقال ابن رجب: (في إسناده جابر الجعفي، ضعفه الأكثرون) فتح الباري (6/ 445).

قال ابن حجر في التلخيص الحبير: (وَمَدَارُهُ عَلَى جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا).

وقال الصنعاني: (مداره في جميع طرقه على جابر الجعفي وهو ضعيف) سبل السلام (1/ 326).

وقال الشوكاني: (مداره على جابر الجعفي وهو ضعيف جدا) نيل الأوطار (3/ 146).

ولم أجد عالما نص على صحته أو ذكر لجابر الجعفي متابعا في هذا الحديث، إلا الشيخ محمد ناصر الدين الألباني فإنه خرج الحديث في السلسلة الصحيحة وفي الإرواء، وذكر أن لجابر الجعفي في هذا الحديث متابعا ن وهما: (قيس بن الربيع، وإبراهيم بن طهمان).

قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الصحيحة: (قد وجدت لجابر الجعفي متابعين لم أر من نبه عليهما ممن خرج الحديث من المتأخرين، بل أعلوه جميعا به ... ولذلك رأيت لزاما علي ذكرهما حتى لا يظن ظان أن الحديث ضعيف لرواية جابر له.

الأول: قيس بن الربيع عن المغيرة بن شبيل عن قيس قال:

" صلى بنا المغيرة بن شعبة، فقام في الركعتين، فسبح الناس خلفه، فأشار إليهم أن قوموا، فلما قضى صلاته، سلم و سجد سجدتي السهو، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا استتم أحدكم قائما، فليصل، و ليسجد سجدتي السهو، و إن لم يستتم قائما، فليجلس، و لا سهو عليه ".

و الآخر: إبراهيم بن طهمان عن المغيرة بن شبيل به نحوه بلفظ:

" فقلنا: سبحان الله، فأومى، و قال: سبحان الله، فمضى في صلاته، فلما قضى صلاته سجد سجدتين، و هو جالس ثم قال: إذا صلى أحدكم، فقام من الجلوس، فإن لم يستتم قائما فليجلس، و ليس عليه سجدتان، فإن استوى قائما فليمض في صلاته، و ليسجد سجدتين و هو جالس ". أخرجه عنهما الطحاوي (1/ 355).

و قيس بن الربيع، و إن كان فيه ضعف من قبل حفظه، فإن متابعة إبراهيم بن طهمان له، و هو ثقة، مما يقوي حديثه، و هو و إن كان لم يقع في روايته التصريح برفع الحديث، فهو مرفوع قطعا، لأن التفصيل الذي فيه لا يقال من قبل الرأي لاسيما و الحديث في جميع الطرق عن المغيرة مرفوع، فثبت الحديث و الحمد لله). انتهى كلام الشيخ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير