قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم رحمه الله تعالى سألت أبي عن حديث رواه النعمان بن المنذر عن مكحول عن عنبسة عن أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حافظ على ثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بُنيَ له بيت في الجنة. فقال أبي: لهذا الحديث علة رواه ابن لهيعة عن سليمان بن موسى عن مكحول عن مولى لعنبسة بن أبي سفيان عن عنبسة عن أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبي هذا دليل أن مكحول لم يلق عنبسة وقد أفسده رواية ابن لهيعة. قلت لأبي: لم حكمت برواية ابن لهيعة؟ فقال: لأن في رواية ابن لهيعة زيادة رجل ولو كان نقصان رجل كان أسهل على ابن لهيعة حفظه. علل ابن أبي حاتم 1/ 171 دار المعرفة.
قلت: قال المزي رحمه الله قال عباس الدوري عن يحيى بن معين رحمه الله قال أبو مسهر لم يسمع مكحول من عنبسة بن أبي سفيان ولا أدري أدركه أم لا وقال النسائي:لم يسمع من عنبسة بن أبي سفيان.والله تعالى أعلم.
وقد اطلعت منذ فترة قريبة على بحث للدكتور ماهر ياسين الفحل حفظه الله وسدد خطاه بعنوان (اختلاف الضعيف مع الثقات) أكد فيه مرارا أن رواية الثقات لا تعل برواية الضعفاء، ونقل عن الإمام مسلم رحمه الله تعالى ما يفيد هذا المعنى.
قلت: كلام الإمام مسلم رحمه الله تعالى أصل عام لكنه ليس من الضروري أن يستغرق كل أفراده بحيث يكون قاعدة كلية لا يجوز تجاوزها، وإن كان الغالب الأكثر أن رواية الثقة لا تعل برواية الضعيف والله تعالى أعلم.
تنبيه في مسألة أخرى:
نحن ندرس في علم المصطلح أن الضعيف - بشروطه - إذا توبع ارتقى، لكنا نجد الإمام مسلم رحمه الله تعالى وهو من أرباب هذا الشأن يحكم على رواية لأبي معاوية بأنها وهم ثم يقول وقد روى وكيع أيضا فوهم فيه (أي الخبر) كنحو ما وهم فيه أبو معاوية اهـ. ومعروف أنهما ثقتان (أبو معاوية ووكيع) فمن باب أولى حسب القواعد أن يشد أحدهما الآخر، وليراجع التمييز ص 19
ونجد مثل هذا عند الإمام أبو الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى في العلل برقم 857
ملاحظة: أنا لا أقصد دراسة أحاديث إنما أقصد طريقة عمل.
رحمك الله يا أبا حاتم، رحمك الله يا أبا الحسين، رحمك الله يا أبا الحسن.
وجزاكم الله تعالى خيرا، وعذرا على التطويل، الرجاء إثراء هذا الموضوع ووضع الملاحظات لتعم الفائدة، ولا سيما من الشيخ عبد الرحمن الفقيه، والشيخ هيثم حمدان
أشهد الله على محبتكم جميعا
أخوكم أبو بكر.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[15 - 01 - 04, 12:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تبخلوا على هذا الموضوع جزاكم الله تعالى خيرا
أخوكم أبو بكر
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[15 - 01 - 04, 11:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للرفع
ـ[المتبصر]ــــــــ[16 - 01 - 04, 05:10 ص]ـ
الأخ الفاضل
أبا بكر وفقكم الله
ما ذكرتموه صحيح جملة و تفصيلا، و قد كنت كتبت فيه بحثا ضمن قواعد و ضوابط في علم العلل، بينت فيه أن إعلال حديث الثقة برواية من هو دونه سواءء كان أقل حفظا أو ضعيفا: ضعفا يسيرا أو وسطا أو كبيرا: ممكن وو اقع في استعمالات الأئمة النقاد، و العقل يدل عليه و الواقع يثبته، و هذا بشرط وجود القرائن و الملابسات التي تفيد بأن الثقة وهم و أن من دونه قد أصاب الصواب ..
فالقاعدة عندنا معروفة أن حديث الثقة مقدم، هذا الأصل، لكن في الواقع الحديثي: لكل حديث قاعدة، لأن مبناه على القرائن التي تحف الرواية متنا و سندا، و لهذا كنت - و أنا صغير السن في أول الطلب - أتعجب من هؤلاء المحققين كيف يعترضون على نقد الأئمة بمثل تلك القواعد التي عرفناها نحن منهم: حديث الثقة لا يعل بحديث الضعيف؟؟
فكنت أعجب منهم؟؟
هل ظنوا أن الأئمة جهلوها أم غفلوا عنها؟؟
لم يكن شيء من ذلك، الذي حصل أن هؤلاء ظنوا المسألة رياضية مطردة، و فاتهم أن الإعلال كما تحكمه القواعد العامة تحكمه القرائن و الملابسات المحيطة بالرواية سندا و متنا ..
و التمثيل يطول في هذا ...
و كما أخبرتكم فقد وقفت على عشرات الأمثلة التي تدل على مذل هذا ..
ـ[ظافر آل سعد]ــــــــ[16 - 01 - 04, 06:37 ص]ـ
هذا المسلك من دقائق علم علل الحديث , وهو مما يرتفع إدراكه عن أفهام كثير من المشتغلين اليوم بعلوم السنة.
وبمثل هذه القضايا الدقيقة تميز نقد أئمة الحديث السابقين.
وله أمثلة متعددة , وهي بحاجة إلى دراسة واعية متأنية تجليها. لعل الأخ الفاضل المتبصر يوفق لذلك.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[16 - 01 - 04, 08:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاك الله تعالى خيرا أخي المتبصر وسدد خطاك
جزاك الله تعالى خيرا أخي ظافر وبارك بك
اللهم جعلنا خداما لهذا الدين.
أخوكم أبو بكر.