تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حديث "أبي وأباك في النار" .. دراسة حديثية نقدية]

ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[25 - 12 - 06, 03:30 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله العظيم من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .. أما بعد،

فإن من المحن العظيمة التي ألمت بأمة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم محنة التهجم على سنته الشريفة .. وإن المشككين في سنته صلى الله عليه وآله وسلم لا يزالون يبذلون جهدهم ويجلبون بخيلهم ورجلهم يحاولون دك هذا الصرح العظيم .. وهيهات هيهات. فإن الله تعالى قد تكفل بحفظ دينه وإتمام نوره.

وقد أخذ هذا الهجوم أشكالاً متعددة وصوراً متفرقة .. فمنها الهجوم على حجية السنة بأكملها .. ومنها الهجوم على الصحيحين خاصة .. ومنها رد أخبار الآحاد في العلميات .. ومنها رد بعضها بحجة مخالفته ظاهر القرآن .. وأدنى تلك الصور وأرذلها رد السنة بحجة مخالفتها العقل والمنطق.

ومن تلك الهجمات، هجمات الصوفية والأشعرية المعاصرون وتتابعهم تتراً في رد حديث "أبي وأباك في النار" بحجة مخالفته لظاهر القرآن في الآيات:

" وَمَا آَتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ " (سبأ-44)

وقوله تعالى: " أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ " (السجدة - 3)

وقوله تعالى: " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا " (الإسراء – من الآية 15)

وفي بحثي المختصر هذا الذي أرجو الله تعالى أن يوفقني فيه أدرس الحديث دراسة حديثية نقدية بجمع طرقه وكلام أئمة أهل العلم فيه وبيان أن الحديث لا يتعارض مع الآيات المذكورة آنفاً، فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي .. وعلى الله توكلت وهو رب العرش العظيم.

وكتب: أبو محمود بن أحمد الراضي

الخامس من ذي الحجة من عام 1427 من الهجرة

ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[25 - 12 - 06, 03:37 م]ـ

أولاً: تخريج الحديث

الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن وكيع (11747) وعفان (13332) وأبي داوود في سننه عن موسى بن إسماعيل (4095) .. ثلاثتهم "وكيع وعفان وموسى بن إسماعيل" عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال:" أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ أَبِي قَالَ فِي النَّارِ قَالَ فَلَمَّا قَفَّا دَعَاهُ فَقَالَ إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ "

ومن طريق أحمد عن عفان أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي بكر بن أبي شيبة (302) وعنه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (7/ 190) وفي دلائل النبوة (104) عن الحسن بن سفيان .. وأخرجه أبو عوانة في مستخرجه عن جعفر بن محمد الصائغ (215) .. وأخرجه ابن حبان في صحيحه عن إسحاق بن إبراهيم (580) .. وأخرجه أبي يعلى في مسنده عن زهير بن حرب (3/ 387) .. وأخرجه ابن منده في الإيمان عن عبد الله بن جعفر بن يحيى العسكري (946) .. كلهم عن عفان به.

ومن طريق أبي داوود عن موسى بن إسماعيل أخرجه البيهقي في السنن الكبري عن عثمان بن سعيد الدارمي (7/ 190) وفي دلائل النبوة عن محمد بن أيوب (104) كلاهما عن موسى بن إسماعيل به.

ومن هذا يتبين لنا أن الحديث رواه حماد بن سلمة الثقة عن ثابت .. وحماد هو أثبت الناس في ثابت كما قال الإمام أحمد رحمه الله: (حماد بن سلمة أثبت فى ثابت من معمر) .. ورواه ثابت عن أنس، وهو أثبت أصحاب أنس رضي الله عنه .. ورواه عن حماد ثلاثة من الثقات هم (عفان بن مسلم، ووكيع بن الجراح، وموسى بن إسماعيل) .. ورواه عن عفان وموسى جمع من الثقات.

ثانياً: دعوى الخطأ التي قال بها السيوطي

ادعى السيوطي رحمه الله أن هذا الحديث خطأ بلفظه هذا فقال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير