ـ[عبدالرحيم الجزائري]ــــــــ[17 - 01 - 07, 08:01 م]ـ
بارك الله فيك ...
لكن هل يفهم من الكلام الذي نقلته عن الشيخ الألباني رحمه الله أنه يعتقد بمنهج التجويز على الاطلاق؟ أم أنه يخص ذلك بالمكثرين من الحفاظ الذين يحتمل منهم تعدد الأسانيد؟ أم أن له تفصيلا آخر؟ ...
والأمر عندي يحتاج إلى تحرير ... فالرجاء من الاخوة أن يفيدوني به ...
و بالمناسبة هل الرسالة التي تتحدث عن منهج الشيخ رحمه الله في علوم الحديث موجودة على الشبكة؟
....
ـ[عبدالرحيم الجزائري]ــــــــ[17 - 01 - 07, 08:02 م]ـ
للرفع ...
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[21 - 01 - 07, 07:12 م]ـ
وفيك بارك الله أخي الكريم.
أولاً: أؤكد على أن إحاطتي بمنهج الشيخ - رحمه الله - ليست بتلك الإحاطة، ولا أعرف رسائل عن منهجه في الإنترنت، وما أشرتُ إليه رأيتُهُ في المكتبات، وأذكر أنه أُعلن عنه هنا، ولم أجده.
ثانيًا: قولك - أخي -:
والأمر عندي يحتاج إلى تحرير ... فالرجاء من الاخوة أن يفيدوني به ...
فإن كان ذلك الأمر = هو أن التجويزات ليست من منهج المحدثين؛ فأظن أن النصوص السابقة واضحة وجليّة في ذلك، ولا أدري ما الذي يحتاج إلى تحرير بعدها. وأما إن كان الأمر هو منهج الألباني - رحمه الله -؛ فقد أبنت لك عن عذري.
ثالثًا: قولك - أخي الكريم -:
لكن هل يفهم من الكلام الذي نقلته عن الشيخ الألباني رحمه الله أنه يعتقد بمنهج التجويز على الاطلاق؟ أم أنه يخص ذلك بالمكثرين من الحفاظ الذين يحتمل منهم تعدد الأسانيد؟ أم أن له تفصيلا آخر؟ ...
فما نقلتُهُ هو مثال، وقد يُفهم منه المنهج الذي يسير عليه الشيخ - رحمه الله - في مثل هذه القضية.
وأما قضية تعدد الأسانيد، فهذه إنما يُلجأ إليها إذا تساوت الأوجه عن الراوي أو كادت، وكان واسع الرواية يحتمل منه حفظ الأسانيد الكثيرة، أو دلت قرينة على ضبطه الوجهين جميعًا. أما وقد خالف جماعةً من الحفاظ، أو دلت قرينة على أنه مضطرب أو ضعيف الإتقان لهذا الحديث؛ فكيف يحكم بأنه ضبط عددًا من الأسانيد فيه؟!
ومن أمثلة ذلك: حديث ابن مسعود: "إنها ركس"، وقد سبق تخريجه هنا، وظهر فيه أن وجهين كادا أن يتكافآ عن أبي إسحاق؛ ومع ذلك فقد رجح بعض الأئمة وجهًا ورجح بعضهم وجهًا آخر، فدلّ على أن اللجوء إلى أن الراوي ضبط الوجهين يكون في أضيق الحدود. وقد رجح فريقٌ ثالث أن أبا إسحاق روى الوجهين في ذلك الحديث، وهو الأقوى.
وهنا تنبيه حول المثال الذي كنتُ أوردتُهُ عن الألباني - رحمه الله -، فإنه قد وقع فيه اختلاف، بيانه فيما يلي، وسأترك التخريج والعزو طلبًا للاختصار:
فقد روى الحديث عبد الرحمن بن أبي الزناد، وجرير بن عبد الحميد، وأبو إسحاق الفزاري، وسفيان بن عيينة، وعمر بن حفص المعيطي، وعبد العزيز الدراوردي، وسفيان الثوري = كلهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها -.
إلا أن جريرًا لما رواه عن هشام قال: أُراه عن أبيه عن عائشة.
ورواه أبو إسحاق الفزاري - أيضًا -، عن هشام بن عروة، عن أبي سلمة، عن عائشة. فلهشام في رواية أبي إسحاق الفزاري شيخان، قرنهما أبو إسحاق معًا في الرواية التي أخرجها أبو داود من طريقه، ومن الغريب أن الألباني - رحمه الله - عزا إلى هذه الرواية في أبي داود على أنها عن هشام عن أبيه عن عائشة فقط، ولم يشر إلى أن أبا إسحاق قرن شيخي هشام هنا.
ورواه حماد بن سلمة، واختُلف عنه:
- فرواه يونس بن محمد عنه، عن هشام بن عروة، عن أبي سلمة، عن عائشة - كرواية أبي إسحاق الفزاري الثانية -،
- ورواه علي بن الجعد، وعفان، والحسن بن موسى، والحجاج بن منهال عنه، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي سلمة، عن عائشة،
- ورواه يزيد بن هارون عنه، عن علي بن زيد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة.
فأما الوجه الأول عن حماد، فقد تابع حمادًا عليه - كما سبق - أبو إسحاق الفزاري، وهذا يقوِّي صحة الرواية عن حماد عليه.
وأما الوجهان الثاني والثالث عن حماد، فيظهر أنه اضطراب من علي بن زيد، وهو ضعيف، وتحميله الخطأ في الوجه الثالث أولى من تحميله يزيد بن هارون الثقة الحافظ.
وقد جاءت رواية من طريق محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
¥