[هل أثر ابن مسعود في أصحاب حلق المسجد ضعيف؟!!]
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[15 - 01 - 07, 05:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت لبعضهم طعناً في الأثر المعروف الذي أورده الدارمي رحمه الله في سننه:
سنن الدارمي - (ج 1 / ص 233)
أخبرنا الحكم بن المبارك أنبأنا عمرو بن يحيى قال سمعت أبى يحدث عن أبيه قال: كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد، فجاءنا أبو موسى الأشعرى فقال: أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد؟ قلنا: لا، فجلس معنا حتى خرج، فلما خرج قمنا إليه جميعا، فقال له أبو موسى: يا أبا عبد الرحمن إنى رأيت فى المسجد آنفا أمرا أنكرته، ولم أر والحمد لله إلا خيرا. قال: فما هو؟ فقال: إن عشت فستراه - قال - رأيت فى المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة، فى كل حلقة رجل، وفى أيديهم حصى فيقول: كبروا مائة، فيكبرون مائة، فيقول: هللوا مائة، فيهللون مائة، ويقول: سبحوا مائة فيسبحون مائة. قال: فماذا قلت لهم؟ قال: ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك أو انتظار أمرك. قال: أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم. ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق، فوقف عليهم فقال: ما هذا الذى أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبد الرحمن حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح. قال: فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شىء، ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم، هؤلاء صحابة نبيكم -صلى الله عليه وسلم- متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر، والذى نفسى فى يده إنكم لعلى ملة هى أهدى من ملة محمد، أو مفتتحى باب ضلالة. قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير. قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدثنا أن قوما يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، وايم الله ما أدرى لعل أكثرهم منكم. ثم تولى عنهم، فقال عمرو بن سلمة: رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج
و قد ضعف الطاعن المذكور عمرو بن يحيى راوي الأثر عن أبيه و أحال إلى ميزان الاعتدال و فيه:
عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة:
قال يحيى بن معين: ليس حديثه بشئ. قد رأيته. وذكره ابن عدى مختصرا.
و قال الحافظ في لسان الميزان:
عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة: قال يحيى بن معين: ليس حديثه بشيء قد رأيته وذكره ابن عدي مختصراً. انتهى. وقال ابن خراش ليس بمرضي وقال ابن عدي: ليس له كبير شيء ولم يحضرني له شيء.
إلا أنني وجدت التالي في الجرح و التعديل:
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (ج 6 / ص 269)
1487ـ عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة بن الحارث الهمداني سمع أباه روى عنه ابن أبى شيبة وابن نمير وعبد الله بن عمر وإبراهيم بن موسى وعبد الله بن سعيد الأشج سمعت أبى يقول ذلك، نا عبد الرحمن قال ذكره أبى عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال عمرو بن يحيى بن سلمة ثقة.
لكن الغريب أنني عدت لكلام الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة حيث قال:
السلسلة الصحيحة - (ج 5 / ص 4)
(و هذا إسناد صحيح ... " عمرو بن يحيى "، و هو عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة بن الحارث الهمداني، كذا ساقه ابن أبي حاتم في كتابه " الجرح و التعديل " (3/ 1 / 269)، و ذكر في الرواة عنه جمعا من الثقات منهم ابن عيينة، و روى عن ابن معين أنه قال فيه: " صالح ")!!
و الذي يظهر لي أن من نقل الشيخ رحمه الله ترجمته من الجرح و التعديل ليس هو هذا الراوي عمرو بن يحيى الهمداني بل عمرو بن يحيى الأموي و هو التالي له في الترجمة:
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (ج 6 / ص 269)
1488 - عمرو بن يحيى بن عمرو بن سعيد بن العاص الاموى روى عن ابيه روى عنه ابن عيينة وابو سلمة وعبد الله بن عبد الوهاب لحجبي وابراهيم بن محمد الشافعي ومحمد بن يحيى بن ابى عمر العدنى وسويد بن سعيد سمعت ابى يقول ذلك، نا عبد الرحمن قال ذكره ابى عن اسحاق بن منصور عن يحيى بن معين انه قال عمرو بن يحيى بن سعيد القرشى صالح.
و نظراً لكوني أعتمد على الشاملة في النقول السابقة فأريد أن أعرف:
1ـ هل هذا الذي ظهر لي صحيح؟
2ـ و إن كان كذلك فهل توثيق ابن معين ثابت في الجرح و التعديل؟
3ـ كيف التوفيق بينه إن كان ثابتاً و بين ما في الميزان و اللسان؟
4ـ ما الحكم الصحيح على هذا الأثر؟
بارك الله فيكم جميعاً