[أحاديث صوم المحرم في الكتب الستة رواية ودراية]
ـ[أبو عبدالعزيز العتيبي]ــــــــ[22 - 01 - 07, 02:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربنا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أما بعد:
فهذا موضوع لطيف أجمع ما ورد من الأخبار والأحاديث الواردة في صوم شهر الله المحرم من غير تخصيص يوم أو أيام بعينها من الشهر كتاسوعاء وعاشوراء – وقد أفردت فيه جزءاً – مما جاء في الكتب الستة، وأشير إلى ما جاء في بعضها من ضعف أو شذوذ. وأشير لبعض النكت والفوائد الحديثية المتعلقة ببعض الأحاديث. وختمت الباب بذكر الفوائد المتعلقة بالأحاديث رواية. والله اسأل أن ينفع بها.
أولاً: فقه الأحاديث دراية:
وقد رتبت الأحاديث على قسمين:
1 - ما أخرجه الشيخان أو أحدهما وخرّجه أهل السنن.
2 - ما انفرد به أهل السنن عن الشيخين.
أولاً: ما أخرجه الشيخان أو أحدهما وخرّجه أهل السنن:
1 - حديث أبي عوانة عن أبي بشر عن حميد بن عبدالرحمن الحميري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)
أخرجه مسلم (كتاب الصيام ح 1982) والترمذي [(كتاب الصلاة – باب ما جاء في فضل صلاة الليل ح 438 وقال حسن صحيح) و (كتاب الصوم – باب ما جاء في صوم المحرم ح 740 وقال حسن صحيح)] والنسائي (كتاب الصلاة – باب فضل صلاة الليل ح 1613) من طريق قتيبة بن سعيد به. ومن طريقه وطريق مسدد أخرجه أبو داود (كتاب الصوم – باب في صوم المحرم ح 2429. (
وأخرج مسلم الخبر من حديث عبدالملك بن عمير عن محمد بن المنتشر عن حميد به (كتاب الصيام ح 1983) من طريق جرير وزائدة به. ومن طريق زائدة أخرجه ابن ماجه في سننه (كتاب الصيام – باب صيام أشهر الحرم ح 1742)
وقد جاء الخبر مرسلا من حديث شعبة عن أبي بشر عن حميد بن عبدالرحمن عن النبي صلى الله عليه وسلم كما رواه النسائي في سننه (كتاب الصلاة – باب فضل صلاة الليل ح 1614) قال النسائي: أرسله شعبة بن الحجاج.
فالحديث حيئذ رُوي موصولا ورُوي مرسلا فهل وصله صحيح؟
سئل إمام العلل في زمانه الدارقطني عن هذا الحديث (العلل 9/ 89 - 91) فقال:
" اختلف فيه على حميد بن عبدالرحمن فرواه عبدالملك بن عمير واختلف عنه فرواه زائدة بن قدامة وأبو حفص الأبار والثوري وشيبان وأبو حمزة وأبو عوانة وعبدالحكيم بن منصور وعكرمة بن إبراهيم وجرير بن عبدالحميد عن عبدالملك عن محمد بن المنتشر عن حميد بن عبدالرحمن عن أبي هريرة. وخالفهم عبيدالله بن عمرو الرقي رواه عن عبدالملك بن عمير عن جندب بن سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم ووهم فيه والذي قبله أصح عن عبدالملك.
ورواه أبو بشر جعفر بن إياس عن حميد الحميري واختلف عنه فأسنده أبو عوانة عن أبي بشر عن حميد الحميري عن أبي هريرة وخالفه شعبه فرواه عن أبي بشر عن حميد بن عبدالرحمن عن النبي صلى الله عليه وسلم ورفعه صحيح " اهـ وقال أبو حاتم كما في علل الحديث (564/ 1): " والصحيح متصل حميد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " انتهى النقل المراد منه.
فالخبر حيئذ صحيح موصولا وإن روي مرسلا، وقد نقل ابن القيم في تعليقاته على السنن أن الإمام الدارقطني رجح إرسال الخبر، ولم أقف على ما يشير إرسال الخبر عنه فإنه قد قال: " ورفعه صحيح ".
بيان بالنكت والفوائد الحديثية المتعلقة بهذا الحديث:
1 - ليس لحميد بن عبدالرحمن الحميري عن أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيح إلا هذا الحديث.
2 - كل حميد بن عبدالرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه فهو حميد بن عبدالرحمن الزهري إلا هذا الخبر فهو حميد بن عبدالرحمن الحميري. قال الحميدي في الجمع بين الصحيحين (3/ 322): " وليس لحميد بن عبدالرحمن الحميري عن أبي هريرة في الصحيح غير هذا الحديث، وليس له في البخاري في صحيحه عن أبي هريرة شيء " اهـ
3 - أبو بشر اسمه جعفر بن أبي وحْشية (إياس) كما نص عليه أبو عيسى الترمذي في جامعه عقب الخبر.
¥