تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ونبه عليه أيضاً في (النكت على ابن الصلاح) ينظر 2/ 624 و 625 و 633. وممن وصف بذلك أبو نعيم الأصبهاني، قال ابن حجر في طبقات المدلسين ص 82: (كانت له إجازة من أناس أدركهم ولم يلقهم فكان يروي عنهم بصيغة أخبرنا ولا يبين كونها إجازة لكنه كان إذا حدث عمن سمع منه يقول: ثنا سواء ذلك قراءة أو سماعاً وهو إصطلاح له تبعه عليه بعضهم، وفيه نوع تدليس لمن لا يعرف ذلك) اهـ.

قلت: والأمثلة على هذا كثيرة.

وأما تدليس البلدان

فهو: أن يقول الراوي مثلاً: حدثنا بما وراء النهر، ويقصد بالنهر (دجلة) وليس (نهر جيحون) ينظر (الاقتراح) لابن دقيق العيد ص 212.

وأما تدليس المتون

فهو: أن يقول الراوي مثلاً: حدثنا بما وراء النهر، ويقصد بالنهر (دجلة) وليس (نهر جيحون) ينظر (الاقتراح) لابن دقيق العيد ص 212.

فقد ذكره أبو المظفر السمعاني في كتابه (قواطع الأدلة) 2/ 323 فقال: (وأما من يدلس في المتون فهذا مطرح الحديث مجروح العدالة وهو ممن يحرف الكلم عن مواضعه فكان ملحقاً بالكذابين ولم يقبل حديثه) اهـ.

قلت: إذا كان أبو المظفر يقصد تغيير المتن تعمداً من الراوي أو حمل هذا المتن على إسناد آخر فهذا كذب لمن تعمده، ولكن لا يسمى – اصطلاحاً – تدليساً، وأما إذا لم يتعمد فهذا أيضاً لا يسمى تدليساً وإنما خطأ وسؤ حفظ (19).

وأما التدليس الأخير

وهو الحادي عشر: فالمقصود به هو مثل ما رواه أبو إسحاق السبيعي عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال: خرج النبي r لحاجته … اهـ.

وقد اختلف على أبي إسحاق في هذا الحديث فرواه: زهير عنه عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله، ورواه غيره عن أبي إسحاق غير ما تقدم.

* قال أبو عبد الله الحاكم في (معرفة علوم الحديث) ص 135:

(قال علي: وكان زهير وإسرائيل يقولان عن أبي إسحاق أنه كان يقول ليس أبو عبيدة حدثنا ولكن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن النبي r في الاستنجاء بالأحجار الثلاثة، قال ابن الشاذكوني: ما سمعت بتدليس قط أعجب من هذا ولا أخفى، قال أبو عبيدة: لم يحدثني ولكن عبد الرحمن عن فلان عن فلان ولم يقل حدثني فجاز الحديث وسار) اهـ.

فالشاذكوني يرى أن أبا إسحاق دلس في قوله: ليس أبو عبيدة ذكره … ولذلك قال: ما سمعت بتدليس قط أعجب من هذا ولا أخفى، وهو تدليس في الإسناد في الحقيقة ولكن صورته قد تختلف.

قلت: ومثله ما رواه عبد الله بن أحمد في (العلل) (2229) فقال: ثني أبي قال ثنا هشيم قال: أما المغيرة وأما الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم: لم ير بأسا بمصافحة المرأة التي قد خلت من وراء الثوب.

قال عبد الله: سمعت أبي يقول: لم يسمعه من مغيرة ولا من الحسن بن عبيد الله اهـ.

وقريب مما تقدم ولكنه ليس مثله:

ما رواه أيضاً عبد الله في (العلل) (2243): ثنى أبي ثنا هشيم عن التميمي عن أبي الضحى والحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى أن رجلاً جاء إلى ابن عباس … قال عبد الله، قال أبي: لم يسمعه من التميمي ولا من الحسن بن عبيد الله شيئاً.

والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

وكتب

عبد الله بن عبد الرحمن السعد

4/ 4/1421هـ

الحواشي:

(1) وقد ذكر أهل العلم تقسيمات أخرى للتدليس.

(2) وقد وصفه الحافظ ابن حجر بذلك على الصواب كما في (طبقات المدلسين) له.

(3) أي ممن تقدم.

(4) قد يلاحظ على ابن سعد اهتمامه بالتدليس من خلال حكمه على الرواة.

(5) سيأتي إن شاء الله تعالى الكلام عليه.

(6) كذا، ويبدو أن هناك سقطا في الكلام.

(7) وهذا النوع من التدليس لم يثبت أن الوليد كان يفعله إلا في حديث الأوزاعي وقد بين ذلك في هذه الرسالة.

(8) ذكرت هذا، وقد وجدت أن المؤلف وفقه الله تعالى قد ذكره.

(9) وصفه بذلك أبو زرعة الدمشقي، كما في (المجروحين) لابن حبان 1/ 94.

(10) وصفه بذلك أو زرعة الدمشقي، كما في (المجروحين) لابن حبان 1/ 94.

(11) وصفهما (الأعمش والثوري) الخطيب كما في (الكفاية) ص 364 ونقل في ص 365 عن عثمان بن سعيد الدارمي أن الاعمش ربما فعل ذا. اهـ.

(12) (النكت) لابن حجر 2/ 621، وقد ذكر الإمام أحمد أمثلة كثيرة جداً على تدليس هشيم كما في العلل براوية عبد الله، وفي هذه الأمثلة أنواع من التدليس كان يفعلها هشيم، ومنها (723) لعله من تدليس التسوية.

(13) وصفه بذلك ابن رجب كما في شرح العلل ص 473.

(14) وصفه ابن حبان بذلك في (المجروحين) 1/ 116.

(15) كما في (المجروحين) لابن حبان 1/ 201 فقال: وإنما امتحن بقية بتلاميذ له كانوا يسقطون الضعفاء من حديثه فالتزق ذلك كله به ا هـ.

(16) في الأصل معرفة.

(17) هذا ما جاء في أكثر نسخ الترمذي، وفي نسخة: (حسن صحيح)، والأول أصح لأنه جاء في أكثر النسخ.

(18) هو: ابن أبي سليم.

(19) وقال محقق (القواطع): تدليس المتون: هو المسمى في اصطلاح المحدثين (المدرج) .. قلت: فإذا كان المقصود هو هذا فهذا يسمى في الاصطلاح إدراجاً كما تقدم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير