أخرجه أبو داود (كتاب الصيام – باب في فضل صومه ح 2447) وهو من الأحاديث التي تفرد بها أبو داود عن الصحيحين. وعبدالرحمن بن مسلمة مختلف في اسمه فقيل عبدالرحمن بن سلمة وقيل عبدالرحمن بن المنهال، ولا يعرف عمه قاله البيهقي. ونقل ابن القيم في تعليقاته على السنن تضعيف عبدالحق لهذا الحديث بذكر القضاء وهذا حق فقد جاء الأمر في الصحيح وغيره من غير الأمر بالقضاء. وفي سند الحديث اختلاف على قتادة فالأظهر أنه حديث ضعيف. ولا يعرف لعبدالرحمن بن مسلمة عن عمه في الكتب الستة سوى هذا الحديث.
3 - حديث الحر بن الصياح عن هنيدة بن خالد عن امرأته قالت: حدثتني بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم عاشوراء وتسعا من ذي الحجة وثلاثة أيام من الشهر أول اثنين من الشهر وخميسين)
أخرجه النسائي (كتاب الصيام – باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي وذكر اختلاف الناقلين للخبر في ذلك ح 2374 – وباب كيف يصوم ثلاثة أيام من كل شهر وذكر اختلاف الناقلين للخبر في ذلك ح 2418 - 2420) وأبو داود (كتاب الصيام – باب في صوم العشر ح 2437) وفيه (الخميس) من غير ذكر الخميسين. وهوحديث مضطرب سنداً ومتناً.
4 - حديث الحسن عن ابن عباس قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم عاشوراء يوم العاشر
أخرجه الترمذي (كتاب الصوم – باب ما جاء في عاشوراء أي يوم هو ح 755) وقال: حديث ابن عباس حسن صحيح. وحمل كلام أبي عيسى على حديث ابن عباس المتقدم لهذا وهو حديث الحكم بن الأعرج عن ابن عباس المخرج في الصحيح. والحسن لم يسمع من ابن عباس نصّ عليه ابن المديني في علله وغيره فهو حديث منقطع، ومتنه يخالف ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في حديث الحكم بن الأعرج المخرج في الصحيح.
فقه الأحاديث رواية:
في هذه أحاديث فوائد جمة أذكرها من غير ترتيب:
1 - أن صوم عاشوراء كان منذ القدم فقد كانت قريش تصومه في الجاهلية (انظر سبب صومهم في فتح البارئ) وكانت اليهود تصومه.
2 - صام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء قبل الهجرة وبعدها وأمر بصيامه فلما وجد اليهود يصومونه قال: (فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع)
3 - اتفق العلماء أن صوم يوم عاشوراء اليوم ليس بواجب واختلفوا في مبدأ صيامه هل كان واجباً أو مستحباً؟ على قولين ذهب أبو حنيفة ورواية عن أحمد رجحها ابن القيم أن صومه كان واجبا، والجمهور أنه كان مستحبا.
4 - ثبت عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم أنهم لا يصومون عاشوراء بعد فرض رمضان منهم ابن مسعود رضي الله عنه وابن عمر رضي الله عنهما فكان لا يصومه إلا أن يوافق صومه. والأحاديث دالة على بقاء استحباب صوم عاشوراء، وقول ابن مسعود رضي الله عنه: " فلما نزل رمضان تُرك " أي وجوبه لا استحبابه.
5 - فيه موالاة المؤمنين فعاشوراء يوم نجّى الله فيه موسى وقومه فصامه موسى شكراً فصامه النبي صلى الله عليه وسلم. وفيه دليل على أن العمل شكر قال تعالى (اعملوا آل داود شكراً) ولا يكون شكراً إلا بموافقة السنة، وقد أورد ابن حجر الهيثمي رحمه الله وتبعه غير واحد في أن صوم النبي صلى الله عليه وسلم لعاشوراء فيه ارتباط بالحوادث العظيمة ففيه دليل على مشروعية الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من غرائب الاستدلال ذكرته للتعجب لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم الاثنين لأنه يوم ولد فيه وبعث فيه وداوم على ذلك فالعجب من مخالفة السنة بالصيام إلى الاحتفال الذي لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من الصحابة والتابعين ولا أحد من أهل القرون المفضلة. يُنظر (اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم) لأبي العباس ابن تيمية الحفيد فهو كتاب نافع في بابه.
¥