أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ)). بول الشيطان: أخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وغيرهم من حديث أبي وائل عن ابن مسعود ذلك وهذا إسناد أحمد ولفظه: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ نَامَ لَيْلَةً حَتَّى أَصْبَحَ! قَالَ: ((ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ أَوْ أُذُنَيْهِ)).
تخريج الحكاية المروية وبيان درجتها
أخرج عبد الرَّزَّاق في تفسيره (1/ 137) 642 - قَالَ: أخبرنا جعفر بن سليمان عن ثابت البناني قال: بلغني أن إبليس حين نزلت هذه الآية: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ}، بكى.ورواه عنه عبد بن حميد في تفسيره، القطعة المطبوعة منه برقم (131) ص 56، وابن جرير في تفسيره (6/ 63) ط التركي قَالَ حَدَّثَنَا الحسن بن يحيى قَالَ اَخْبَرَنَا عبد الرَّزَّاق ... به ثم أخرج ابن جرير متابعة لعبد الرزاق فَقَالَ: حدثنا ابن حميد قال، حدثنا يحيى بن واضح قال، حدثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت البناني قال: لما نزلت: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ}، بكى إبليس فزعًا من هذه الآية. والخطأ في تحديد الآية لعله من أخطاء شيخ ابن جرير رَحِمَهُ اللهُ " مُحَمَّد بن حميد " فقد كان سيء الحفظ للقرآن، والله أعلم الحكم على الرِّواية: الرِّواية صحيحة إلى ثابت البناني رَحِمَهُ اللهُ، لكنها غير مقبولة في الاحتجاج لأنها من المراسيل الَّتِيْ لا يدرى من أين أخذها، وهذا من الأمور الغيبية الَّتِيْ لا تقبل إلا عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. تنبيه إلى خطأ من الغريب أن الحافظين الإمامين ابن رجب وابن كثير رحمهما الله سلكا الجادَّة في هَذَا الإسناد في كتابيهما (التفسير لابن كثير) عند تفسير الآية، و (جامع العلوم الحكم لابن رجب) في شرحه للحديث الثَّامن عشر " اتَّق الله حيثما كنت ... "، فقالا:عبد الرزاق: أخبرنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس بن مالك قَالَ: بلغني أن إبليس ... فجعلاه من مسند أنس بن مالك رضي الله عنه، وهذا الخطأ وقع لأسباب منها: 1 - أنهما سلكا الجادَّة في الإسنادوهذا يقع كثيرا، وليس مستبعدا على من هو أكبر منهما وأحفظ. 2 - أنَّهما نقلا عن نسخة فيها هذه الزِّيادةوهي غير مقبولة ولا نعارض المرسلة، لأنها في نسخة عبد الرَّزَّاق عن ثابت مرسلة، وكذلك رواه عنه مباشرة عبد بن حميد في تفسيره، وكذلك رواه ابن جرير عنه بواسطة رجل عن عبد الرَّزَّاق، وهذا يدل على خطإ ما وقع في كتابي الحافظين من زيادة أنس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.3 - أنَّ هَذَا من تحريف النُّسَّاخوهذا أراه بعيدا لأن تفسير ابن كثير حقق على نسخ خطِّيَّة كثيرة والخطأ موجود كذلك، وكذلك جامع العلوم والحكم، وجدت الخطأ في النسخة الَّتِيْ حققها الأرنؤوط و باجس، والتي حققها الشيخ ماهر الفحل، ولا أدري عن الَّتِيْ حققها طارق عوض الله. وهذا الخطأ قد يحصل بسببه قبول هذه الرِّواية لأن روايات الصَّحابة غير المعروفين برواية الإسرائيليات تحمل على أنَّهم أخذوها من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والقصد من هَذَا التخريج أن يتنبه الإخوة إلى وجوب التَّأكد من حال الحكايات والمشاركات الَّتِيْ يتناقلونها في مواقع الانترنت والله أعلم وأحكم وصلى الله على مُحَمَّد وآله وصحبه أجمعين وكتب أبو عبد الرحمن
خَالِدُ بْنُ عُمَرَ الفَقِيْهُ الغَامِدِيُّ
12/ 1/1428 هـ
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[02 - 02 - 07, 10:56 م]ـ
شكر الله لك أخي الفاضل
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[03 - 02 - 07, 04:30 م]ـ
وجزاك خيرا
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[04 - 02 - 07, 08:48 ص]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ خالد ...
ومن طول الغيبات لقى الغنايم
ـ[ابو عبد الله الهلالى]ــــــــ[04 - 02 - 07, 06:29 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[10 - 05 - 07, 10:10 م]ـ
وجزاكم الله خيرا
ـ[ماهر]ــــــــ[10 - 05 - 07, 10:33 م]ـ
سلمت وسلم قلمك، وأجزل الله لك الثواب، وأدخلك الجنة بغير حساب.
وأسأل الله أن يغفر لنا ما بدر من تقصير، وأن يسددنا للصواب.
وفقكم الله في خدمة الدين عن طريق نشر العلم النافع.
ـ[أبو عبدالعزيز العتيبي]ــــــــ[13 - 05 - 07, 07:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم على هذا الموضوع اللطيف؛ وكثير مما يجري في المسابقات الثقافية يسألون
هذا السؤال وتكون الإجابة كما تفضلتم؛ وقد سألني أحدهم عنها فقلت لا يصح الأثر لكن إذا
كتبت لا يصح صارت إجابتك خاطئة وإن تابعتهم على خطأهم جعلوا إجابتك صحيحة؛ والله المستعان
وقريب مما تفضلتم به؛ ما يسأل عنه من آيات قال عنها ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما
هي خير مما طلعت عليه الشمس؛ وهي مختلفة متونها فبعضهم يجعلها خمسة وزاد بعضهم إلى
ثمانية؛ وأشار لها ابن كثير في مقدمة سورة النساء فلعلكم تنظرون في هذا لا سيما أن في
أسانيدها لين - والمسألة تحتاج مزيد بسط - وجزاكم الله خيراً.
¥