تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

معدودة وعلم المصطلح واسع جدا بل الصواب أن نتكلم على منهج كل عالم على حدة. فالعلماء لم يختلفوا اختلافا قادحا في تعريف الحديث الصحيح بينما الاختلاف وقع في تنزيل هذه الشروط على الرواة والمرويات وهذا كما حصل بين المتقدمين والمتأخرين فكذلك حصل بين المتقدمين أنفسهم والمتأخرين أنفسهم فحينما نقول منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين نفهم أن المتقدمين على طريق سواء في نقد الأخبار والرواة أم اختلفت أقوالهم حينا وتقاربت حينا آخر؟ أم أن الامر راجع للغالب والأكثر؟ وهذا ما أظنكم تقولونه. لقد وقع اختلاف طويل عريض بين المتقدمين في تصحيح الأحاديث وتضعيفها وفي ثوثيق الرواة وتجريحهم ولو أردنا ابراز منهج كل فريق لوجدنا لذلك مسلكا لكن نحن والحمد لله نتحدث على طريقة كل عالم ومنهجه، ولا نوسع الدائرة لتشمل الموازنة بين متقدم والمتأخر.

وأربأ بالاخوة الاحباب القائلون بهذا الفهم أن يرجعوا ان شاء الله لجادة هذا العلم الشريف وحظيرته. أقول هذا وكلي غصة لما صار اليه الحال والمآل من التطاول على الاعلام من قبل الاقزام الدين جردوا الوريقات الرسائل المختصرات بدل المطولات الصعبات وصعدوا العقبات الجبال الشامخات واستصغروا المنحدرات وقال أنا أنا الأسطوانة الأنانة، فقبح الله الفهارس والموسوعات والأقراص الالكترونية والحواسب ان كانت تدفعنا للازدراء بالفضلاء الكبراء فاللهم رحماك أما من استعملها استعمالها الشرعي فنعم وأجل. فدعوا التعالم والآنفة الحديثية وهاكم هذه القصة التربوية من شيخنا ناصر الدين. لما زاره الحويني في داره وقدم له رسالة فيها تخريجاته فأول شئ عقب عليه شيخنا هو اسم المؤلف حيث كان (تخريج فضيلة الشيخ المحدث أبو اسحاق الحويني) فقال له شيخنا ما هذا؟ من تواضع لله رفعه.

لااله الا الله لينظر الاخوة الأحباب للمؤلفات التي طبعت في حياة شيخنا ستجدون مايلي (بقلم محمد ناصر الدين الالباني) فقط وهو من هو علما وفقها.

نرجع لموضوعنا فأقول لا يظن أخ أن المتأخر (زعموا) اذ خالف المتقدم (زعموا) في تصحيح أو تضعيف حديث أو ثوثيق او تجريح راو أنه ينطلق من فراغ علمي. بل لن نصل الى علم المتقدمين الا مرورا بعلم المتأخرين وهاكم مثال لمخالفة اللاحق للسابق مع الاجلال والتماس العذروالمخرج عند المخالفة جاء في التلخيص الحبير (2/ 264) رقم (789) (وروى ابن ماجه من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى من قبل الرأس ثلاثا وقال أبو حاتم في العلل هذا حديث باطل قال ابن حجر اسناده ظاهر الصحة ثم ساق السند وصححه وقال لكن أبو حاتم امام لم يحكم عليه بالبطلان الا بعد أن تبين له وأظن العلة في عنعنة الأوزاعي وعنعنة شيخه) وسئل شيخنا ناصر الدين (اذا كان عندنا حديث رجاله رجال ثقات ولم تظهر لنا فيه علة لكن قال امام أو أكثر من النقاد انه منكر هل يسلم بذلك الحكم المخالف لظاهر السند؟) فأجاب الأصل هو التسليم للعلماء المتقدمين الا اذ ترجح أمران اثنان أحدهما ماذكرت من قوة اسناده وأنه مطمئن لهذه القوة والآخر لم تظهر له تلك النكارة التي حكاها عمن تقدم من الحفاظ .. اذ كان هناك حديث اسناده صحيح ولا نقول مقتصرين فقط على أن رجاله ثقات لأأنه لابد من تأمل ولا بد من التدقيق فيه اعل في هذا الاسناد علة فاذا ما اجتهد مجتهد ما فتبين له سلامة الاسناد من علة قادحة وحينداك يصح له أن يقول اسناده صحيح ولن يبقى أمامه فيما يعكر على هذا التصحيح الا قول ذلك الامام حينئد ينظر في قوله فان بدا وجه اتبعه والا ظل على التصحيح) سؤالات أبي العينين ص 33 سؤال 38.

فقفوا طويلا اخواني عند قوله الاصل التسليم للمتقدمين وقوله بعد البحث والتدقيق ان ظهر له وجه أتبعه فيه. فأين الثرى من الثريا.

كتبت هذا فما كان من صواب فمن الله وماكان من خطأ فمن نفسي وأستغفر الله.

جامعة القرويين كلية أصول الدين

وتاريخ الأديان.

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[05 - 02 - 07, 07:11 م]ـ

أجزم - إذ لم أقسم - أنْ لو ترك بعضهم التقليد والتعصب وإعطاء عقولهم ليفكر بها الآخرون = لعلموا أن الفرق بين المنهجين كالشمس في رابعة النهار.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير