تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[[جواب الشيخ عبدالله الجديع عن حال أحاديث المهدي]]

ـ[عبدالرحمن الحنبلي]ــــــــ[06 - 02 - 07, 05:44 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

سعادة الأخ المكرم .. حفظه الله

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أما بعد ..

أحبك الله الذي أحببت أخاك فيه، وفتح الله علينا وعليك من خزائن رحمته وعلمه

الأحاديث المروية في المهدي كثر فيها الكلام، وألفت فيها كتب عديدة منها ما هو شائع للأنام، والناس بين مبالغ في ذلك حتى عده من جملة أصول دين الإسلام، وآخر يبني دينه على أن هذا ما لا بد منه لاستعادة مجد الإسلام، والتعبير عنه مختلف بين أصحاب المقالات، غير مؤتلف بين الطوائف

والقول بغير برهان زيف أو هذيان

والذي تحصل لي في هذا أجمله في التالي:

1ـ أحسن شيء يروى في هذا كله حديث عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تذهب الدنيا حتى يملك العربَ رجلٌ من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي"

أخرجه أحمد (رقم: 3571) وأبو داود (رقم: 4282) والترمذي (رقم: (2230، 2231) وغيرهم، من طرق عدةٍ، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن عبدالله بن مسعودٍ، به

وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"

وأقول: هو حديث قوي الإسناد، لا ينبغي التردد في قبوله

وزاد فطر بن خليفة عن عاصم فيه عند أبي داود: "يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً" لكني أرى فطراً أخطأ في هذه اللفظة، أدرجها من حديث آخر رواه عن القاسم بن أبي بزة، عن أبي الطفيل عن علي، مرفوعاً بنحو حديث ابن مسعودٍ، لكن بهذه الزيادة أخرجه أبو داود (رقم: 4283) وفطرٌ صدوقٌ فيه لينٌ، فلا ينهض بزيادة، وروايته عن علي في القدرِ الذي وافق فيه رواية غيره عن عاصم صحيح

2ـ سائر ما يروى في المهدي، سواء في وصفه، أو في تسميته، أو وصف زمانه، أو غير ذلك مما يتصل به، فليس فيه حديث ثابتٌ لذاته يخلو من قدح، يتردد في درجات الضعف، حتى يبلغ الوضع والكذب

3ـ ليس في مسمى (المهدي) خبر يسلم من علة، ولو ثبت فيه شيء، فهو إخبار عن حاكم عادل، وليس اسم علم عليه، شبيه بقوله صلى الله عليه وسلم: " فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي"، فهذا نعتهم، ولا إشكال في أن يقال (مهدي) في كل حاكم عادل على منهاج النبوة

4ـ الحديث الثابت المتقدم غايته أنه أخبر عن رجل من أهل البيت سيحكم العرب، اسمه يوافق اسم النبي صلى الله عليه وسلم، أي (محمد) أو (أحمد) وليس في الحديث وصفه بمهدي ولا غيره، ولم يعين زمانه ولا ما يُشْعِرُ به

ومثله شبيه بنصوص أخبرت بأشياء تكون بعد النبي صلى الله عليه وسلم، كقوله صلى الله عليه وسلم مثلاً: "يكون من بعدي اثنا عشر أميراً كلهم من قريش"، وحديث: "لا يذهب الليل والنهار حتى يملك رجل من الموالي يقال له جهجاه"، وغير ذلك من الأخبار الثابتة المنبئة عن حدث سيكون

5ـ الاعتقاد بتفاصيل ما في هذه الأنباء عند العلم بها من طريق يفيد العلم، وهو ثبوت الخبر، لازمٌ لكن العلم به ليس من لوازم دين الإسلام

وألخص:

المبالغة في قضية المهدي مذمومة، وعدها من أصول الدين خطأ، واعتقاد كثرة الروايات الثابتة فيها مخالف للقواعد العلمية، والتشنيع فيها على المخالف الذي لا يدين بمثلها منكر، نعم إني أنكر على من علم حديث ابن مسعود المتقدم ورده بغير حجة يقوم مثلها في العلم، لكني لا أنكر أن لا يعتقد في شأن المهدي شيئاً، فحديث ابن مسعود لا صراحة فيه على شيء من ذلك

6ـ لو سلمنا ثبوت شيء في المهدي من كونه مصلحاً راشداً عادلاً يخرج في آخر الزمان يملأ الأرض عدلاً بعدما ملئت ظلماً، فغاية ذلك أنه بشارة للمسلمين بأن المستقبل لهذا الدين، وهذا معنى مؤيد بكتاب الله تعالى، كما قال عز وجل: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله}، وبالسنة الصحيحة، كقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله زوى لي مشارق الأرض ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها"، وهذا لم يكن بعد، وسيكون، ومنها الأحاديث المتواترة في الطائفة المنصورة

وليس في ذلك ما يزيد على معنى البشارة بهذا، وفيه من دفع اليأس عن قلوب المسلمين والمستضعفين والمظلومين، وإعلام لغلبة الحق للباطل

أما أن يجعل ذلك من جملة المقاييس لتمييز أهل القبلة، كما يفعله بعض الرافضة في شأن مهديهم المزعوم، فهذا من عظيم المنكرات التي أصبح دم المسلم اليوم يراق في العراق ويسفك كمصبات الأنهار من طائفة سوء رفعت هذه العقيدة شعاراً لها هذا ما حضر الساعة من البيان، والله المستعان

وفقنا الله وإياك للخير، ودمت بخير وعافية

وكتب

أخوكم

عبدالله بن يوسف الجديع

ـ[غيث أحمد]ــــــــ[06 - 02 - 07, 06:21 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

4ـ الحديث الثابت المتقدم غايته أنه أخبر عن رجل من أهل البيت سيحكم العرب، اسمه يوافق اسم النبي صلى الله عليه وسلم، أي (محمد) أو (أحمد) وليس في الحديث وصفه بمهدي ولا غيره أخوكم

عبدالله بن يوسف الجديع

الحديث صريح بـ"مواطأة" الاسمين, وهي الموافقة والمشابهة, كما ذُكر ....

ولكن, من قال أن "محمدا" تواطئ "محمدا", أو "زيدا" توافق "زيدا"!؟.

فالشيء يواطئ كل شيء, إلا نفسه!.

فالغفور مثلا تواطئ العفوّ, أو السمح, والقوي تواطئ المقتدر, مثلا, ولكن الغفور لا تواطئ الغفور, كما لا تواطئ القوي القوي!.

فما يظهر أن اسم الرجل يصلح أن يكون شيئا ما, إلا محمدا أو أحمد, والله أعلم!.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير