ـ[أبو معاويه الجنوبي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 05:42 م]ـ
ولم أقف على حديث أو أثر يؤيد هذا الوصف، وعلى فرض وجوده فهو مخالف لما رواه الأئمة الثقات من وصفه كما سبق.
قال المناوي: (كان كثير شعر اللحية أي غزيرها مستديرها زاد في رواية قد ملأت ما بين كتفيه قال القرطبي: ولا يفهم منه أنه كان طويلها لما صح أنه كان كث اللحية).
بل إن لحيته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم تبلغ لتملأ نحره فضلاً عن أن تملأ صدره، فقد جاء في مسند الإمام أحمد قال عبدالله: حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا عوف بن أبي جميلة عن يزيد الفارسي قال: (رأيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في النوم زمن ابن عباس قال: وكان يزيد يكتب المصاحف قال: فقلت لابن عباس: إني رأيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في النوم قال: (ابن عباس فإن رسول الله كان يقول إن الشيطان لا يستطيع أن يتشبه بي فمن رآني في النوم فقد رآني) فهل تستطيع أن تنعت لنا هذا الرجل الذي رأيت قال قلت: نعم رأيت رجلا بين الرجلين جسمه ولحمه أسمر إلى البياض حسن المضحك أكحل العينين جميل دوائر الوجه قد ملأت لحيته من هذه إلى هذه حتى كادت تملأ نحره قال عوف لا أدري ما كان مع هذا من النعت قال فقال ابن عباس لو رأيته في اليقظة ما استطعت أن تنعته فوق هذا).
ولعل من وصف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بأن لحيته كانت تملأ صدره اعتمد على هذا الحديث على أن النحر هو الصدر، وهذا غير صحيح ولا يتفق مع الروايات الأخرى الصحيحة ولكن النحر والمنحر بوزن المذهب: هو موضع القلادة من الصدر. ونحر الصدر أعلاه قال ابن الأعرابي: الناحرتان الترقوتان من الناس والإبل وغيرهم. ونحر البعير ينحره نحراً: طعنه في منحره حيث يبدوا الحلقوم من أعلى صدره.
وأما قوله في الحديث (قد ملأت لحيته من هذه إلى هذه) فقد جاءت بعض الروايات توضح المراد وأنها ملأت عارضيه من الصدغين لملتقى اللحيين.
قال المناوي: (عظيم اللحية غليظها كثيفها هكذا وصفه جمع منهم علي وابن مسعود وغيرهما وفي رواية حميد عن أنس كانت لحيته قد ملأت من هاهنا إلى هاهنا ومد بعض الرواة يديه على عارضيه)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
14 - فيض القدير (5/ 81)
15 - المسند (1/ 361)، مصنف ابن أبي شيبة (6/ 328) قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله ثقات (مجمع الزوائد 8/ 272)
16 - مختار الصحاح (649)
17 - لسان العرب (14/ 68)
ـ[أبو معاويه الجنوبي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 05:44 م]ـ
فائدة:
وصف النبي بأنه كث اللحية أي: قصير شعرها كثير أصولها يحتمل أحد أمرين:
الأول: أنه صلى الله عليه وسلم كان يأخذ من طولها، وعرضها لتقصر وتعتدل، وهذا الاحتمال يوافق ما روى الترمذي عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه (كان يأخذ من طول لحيته وعرضها).
الثاني: أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يشينه الله بطول اللحية وزيادة عرضها، كما لم يشينه بالشيب كما روى أحمد في المسند قال عبد الله: حدثني أبي ثنا ابن أبي عدي عن حميد قال: (سئل أنس هل خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنه لم ير من الشيب إلا نحوا من سبع عشرة أو عشرين شعرة في مقدم لحيته وقال إنه لم يشن بالشيب فقيل لأنس: أشين هو قال:كلكم يكرهه ولكن خضب أبو بكر بالحناء والكتم وخضب عمر بالحناء).
وهذا هو الأقوى عندي وهو المتوافق مع كمال خلقته التي خلقه الله عليها، ولأنه لا يعقل أن يأخذ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من لحيته ثم لا ينقل عنه ذلك بسند تقوم به الحجة مع توفر الدواعي إليه.
ــــــــــــــــــــــ
18 - حديث ضعيف، و سيأتي الحديث عنه قريباً.
19 - المسند (1/ 108)
ـ[العدناني]ــــــــ[19 - 02 - 07, 04:54 م]ـ
أحسنت,,,,,,,,
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[15 - 02 - 08, 04:12 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[15 - 02 - 08, 06:18 م]ـ
أخي الكريم جزاك الله خيرا لكنك رقمت أرقاما من 1 إلى 19 ولم أفهم على ماذا تعود؟ أرجو أن توضح ذلك بارك الله فيك
ـ[أبو حذيفة التونسي]ــــــــ[16 - 02 - 08, 02:31 ص]ـ
السلم عليكم
¥