قال الإمام أبُو زكريا النووي فِي شرحه على صحيح مسلم (14/ 168): قوله [2185] (إن جبرائيل رقى النبى صلى الله عليه وسلم) وذكر الاحاديث بعده فى الرقى وفي الحديث الآخر فى الذين يدخلون الجنة بغير حساب لا يرقون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون فقد يظن مخالفا لهذه الأحاديث ولامخالفة بل المدح فى ترك الرقى المراد بها الرقى التى هي من كلام الكفار والرقى المجهولة والتى بغير العربية ومالا يعرف معناها فهذه مذمومة لاحتمال أن معناها كفر أو قريب منه أو مكروه وأما الرقى بآيات القرآن وبالأذكار المعروفة فلانهى فيه بل هو سنة
ومنهم من قال فى الجمع بين الحديثين أن المدح فى ترك الرقى للأفضيلة وبيان التوكل والذى فعل الرقى وأذن فيها لبيان الجواز مع أن تركها أفضل وبهذا قال بن عبدالبر وحكاه عمن حكاه والمختار الأول وقد نقلوا بالإجماع على جواز الرقى بالآيات وأذكار الله تعالى قال المازرى جميع الرقى جائزة اذا كانت بكتاب الله أو بذكره ومنهى عنها اذا كانت باللغة العجمية أو بما لايدرى معناه لجواز أن يكون فيه كفر قال واختلفوا فى رقية أهل الكتاب فجوزها أبو بكر الصديق رضى الله عنه وكرهها مالك خوفا أن يكون مما بدلوه ومن جوزها قال الظاهر أنهم لم يبدلوا الرقى فانهم لهم غرض فى ذلك بخلاف غيرها مما بدلوه وقد ذكر مسلم بعد هذا أن النبى صلى الله عليه وسلم قال اعرضوا على رقاكم لابأس بالرقى مالم يكن فيها شيء
وقريباً مما سبق ذكره قال الإمام السيوطي رحمه الله فِي شرحه على مسلم (5/ 203) - 2185 - : رقاه جبريل لا يخالف حديث لا يرقون ولا يسترقون لأن الرقي الممدوح تركها ما كان من كلام الكفار والمجهولة والتي بغير العربية وما لا يعرف معناها لاحتمال أن يكون معناها كفر أو قريب منه أو مكروه واما الرقي بآيات القرآن وبالأذكار المعروفة فلا نهي فيه بل هو سنة.
فأرجو من الإخوة الكرام أن يُحْفوا فِي المسألة، وأن يُمعنوا فِي الفحص، وأن يتعمقوا فِي البحث حتى تعم الفائدة، ويرسخ الفهم، والله من وراء القصد.
أبو حازم فكري زين العابدين السكندري
.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[20 - 02 - 07, 01:05 ص]ـ
يراجع [حول زيادة: ولا يرقون] تيسير العزيز الحميد.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[20 - 02 - 07, 06:37 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أجمعين .. موضوع لطيف وفائدة قيمة
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[24 - 10 - 07, 09:35 م]ـ
جزى الله جميع الاخوة خيرا
الرابع: قال الامام مسلم رجمه الله: حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن زيد بن عبد الله عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم
وحدثناه قتيبة ومحمد بن رمح عن الليث بن سعد ح وحدثنيه علي بن حجر السعدي حدثنا إسماعيل يعني بن علية عن أيوب ح وحدثنا بن نمير حدثنا محمد بن بشر ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى بن سعيد ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة والوليد بن شجاع قالا حدثنا علي بن مسهر عن عبيد الله ح وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة ح وحدثنا شيبان بن فروخ حدثنا جرير يعني بن حازم عن عبد الرحمن السراج كل هؤلاء عن نافع بمثل حديث مالك بن أنس بإسناده عن نافع وزاد في حديث علي بن مسهر عن عبيد الله أن الذي يأكل أو يشرب في آنية الفضة والذهب وليس في حديث أحد منهم ذكر الأكل والذهب إلا في حديث بن مسهر
قال الشبخ ابن عثيمين رحمه الله: هذا اللفظ ذكر مسلم ان بعض الرواة تفرد به (الشرح الثاني للبلوغ كتاب الطهارة)
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[24 - 10 - 07, 09:41 م]ـ
الخامس: قال الامام مسلم رحمه الله: حدثني زهير بن حرب ومحمد بن المثنى جميعا عن يحيى القطان قال زهير حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله أخبرني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وشاب نشأ بعبادة الله ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه
قال الشيخ: (فهذا مقلوب، لأنه جعل اليمين شمالاً، والشمال يميناً) "شرح البيقونية"
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[24 - 10 - 07, 09:47 م]ـ
السادس: قال الامام البخاري رحمه الله حدثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح بن كيسان عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم اختصمت الجنة والنار إلى ربهما فقالت الجنة يا رب ما لها لا يدخلها إلا ضعفاء الناس وسقطهم وقالت النار يعني أوثرت بالمتكبرين فقال الله تعالى للجنة أنت رحمتي وقال للنار أنت عذابي أصيب بك من أشاء وكل واحدة منكما ملؤها قال فأما الجنة فإن الله لا يظلم من خلقه أحدا وإنه ينشىء للنار من يشاء فيلقون فيها فتقول هل من مزيد ثلاثا حتى يضع فيها قدمه فتمتلىء ويرد بعضها إلى بعض وتقول قط قط قط
قال الشيخ: (فهذا الحديث منقلبٌ على الراوي وصوابه «أنه يبقي في الجنة فضلٌ عمن دخلها من أهل الدنيا فينشىء الله لها أقواماً فيدخلهم الجنة».
وذلك لأنه ـ أي إنشاء أقوام للنار ـ ينافي كمال عدل الله تعالى إذ كيف يمكن أن يُنشأ الله تعالى أقواماً للعذاب، ولأنه ينافي الحديث الصحيح «لا يزال يُلقى في النار وهي تقول هل من مزيد، حتى يضع الله تعالى عليها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول: قط قط) "شرح البيقونة"
¥