تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من يساعدني في هذا الحديث [من أسلم على يديه رجل وجبت له الجنة]]

ـ[الترفاس رشيد]ــــــــ[12 - 02 - 07, 02:27 م]ـ

أخرج الطبراني في المعجم الصغير (439) وفي الأوسط (4/ 331/3570) وفي الكبير (17/ 285/786) من طريق محمد بن معاوية النيسابوري حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني عن عقبة بن عامر الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أسلم على يديه رجل وجبت له الجنة.

قال الطبراني: لم يروه عن الليث إلا محمد بن معاوية، ولا يروى عن عقبة بن عامر إلا بهذا الإسناد.

قلت: محمد بن معاوية كذبه الدارقطني وابن معين.

وقال مسلم والنسائي: متروك.

ذكر هذين القولين الذهبي في الميزان (4/ 44) وذكر له أحادي هذا أحدها، ثم قال:

وهذا منكر جدا، تفرد بن بن معاوية.

وقال الهيثمي في المجمع (1/ 94):

رواه الطبراني في الصلاثة، وفيه محمد بن معاوية النيسابوري، وثقه أحمد وضعفه أكثر الناس، قال يحي بن معين: كذاب.

ثم وجدت أن محمد بن معاوية لم يتفرد به عن الليث كما قال الذهبي ومن قبله الطبراني كما تقدم، فقد أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 288/472) من طريق سعيد بن كثير عن الليث به.

وسعيد هذا صدوق كما قال ابن حجر في التقريب (1/ 304) ومن قبله ابو حاتم وابن عدي، وذكره ابن حبان في الثقات.

فعلى هذا فحديثه في درجة الحسن، ألا يمكن أن نقول إن حديثه حسن.

علما أنني وقفت فيما أذكر أن الألباني رحمه الله ضعفه في ضعيف الجامع

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[12 - 02 - 07, 03:11 م]ـ

بارك الله فيكم.

قال الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص455):

(حديث: "من أسلم على يديه رجل وجبت له الجنة" رواه الطبراني عن عقبة بن عامر الجهني مرفوعًا. وقال ابن معين: "ليس هذا الحديث بشيء، ومحمد بن معاوية النيسابوري حدث بما ليس له أصل، وهذا منه". وقال أحمد: "ليس بثقة، أحاديثه موضوعة". وقال الخطيب: "يقال: لا أصل لهذا الحديث". وقد تابعه سعيد بن كثير بن عفير وهو من رجال الصحيحين، أخرج ذلك القضاعي في مسند الشهاب) ا. هـ.

وقد أسند كلام ابن معين الخطيب في تاريخ بغداد (3/ 271، 272) قال: (أنبأنا أحمد بن محمد الكاتب، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا ابن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده: ذُكر لأبي زكريا أن محمد بن معاوية النيسابوري حدث عن محمد بن يزيد عن إسماعيل بن سميع عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الرسل أمناء الله". فقال أبو زكريا: "هذا باطل وكذب، ما حدث محمد بن يزيد عن إسماعيل بن سميع بشيء ولا سمع منه، ولا سمع إسماعيل بن رافع من أنس شيئًا، ومحمد بن معاوية حدث بأحاديث كثيرة كذب ليس لها أصول، حدث بحديث عقبة بن عامر: "من أسلم على يديه رجل ... " عن ليث بن سعد، وهو في كتابه، وليس هذا بشيء. وزعم أنه سمع مع معلى، وإنما هو زعموا في كتاب معلى عن رشدين بن سعد عن يزيد عن أبي الخير مرسل") ا. هـ.

وأسند الخطيب (3/ 273) عن الأثرم أنه سأل أحمد بن حنبل عن محمد بن معاوية هذا، وذكر له حديثًا له فقال: "هذا عندي موضوع"، قال الأثرم: (قيل لأبي عبد الله: وروى عن ليث، عن يزيد، عن أبي الخير، عن عقبة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من أسلم على يديه رجل ... " وقال: "هذا أيضًا" يعني: موضوع مثل سابقه.

هذا للفائدة.

وأما المتابعة التي في مسند الشهاب، فغير مفيدة شيئًا - بلا شك -، ولا يُؤخذ منها تقوية الحديث، وتقويته بها ضرب من تساهل المتأخرين في إثبات المتابعات وتقوية الأحاديث المنكرة والموضوعة - كما ترى هنا - بها.

فإن القضاعي قال في مسند الشهاب (472): أخبرنا أبو محمد التجيبي، أبنا يحيى بن الربيع العبدي، ثنا عبد السلام بن محمد الأموي، ثنا سعيد بن كثير بن عفير، ثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أسلم على يديه رجل وجبت له الجنة".

فصورة المتابعة هنا: أن سعيد بن كثير بن عفير تابع محمد بن معاوية النيسابوري.

لكن يجب أولاً أن نثبت أن سعيد بن كثير بن عفير روى الحديث عن الليث بن سعد، لِيَثْبُتَ أن سعيدًا ومحمد بن معاوية رويا الحديث معًا عن الليث؛ فيكون سعيد تابع محمدًا.

وهذا ما لا يمكن، فالراوي عن سعيد بن عفير هو عبد السلام بن محمد الأموي، ترجمه ابن حجر في اللسان فقال (4/ 17): (عبد السلام بن محمد القرشي الأموي، روى عن سعيد بن عفير وإبراهيم بن حماد، وعنه عمر بن الربيع أبو طالب ويحيى بن الربيع العبدي. قال الدارقطني في غرائب مالك: "عبد السلام ضعيف جدًّا"، وقال الخطيب: "صاحب مناكير". وروى الدارقطني في غرائب مالك أيضًا من طريقه عن الزبير بن بكار، عن مطرف، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - رفعه: "ما من معمر في الإسلام أربعين سنة إلا صرف الله عنه ثلاثة أنواع من البلاء: الجنون والجذام والبرص ... " الحديث، وقال بعده: "لا يثبت عن مالك، وعبد السلام منكر الحديث" ... ).

وهذا يعني أن سعيد بن عفير لم يروِ هذا الحديث عن الليث إلا في ذهن هذا الراوي منكر الحديث، وأما على الحقيقة فلا، ولا تُقبل هذه التركيبة الإسنادية المُتوَهَّمة منه.

وعليه فليس سعيد بمتابع لمحمد بن معاوية، ولا يصح تقوية روايته بروايته، وثبت ما حكم به الإمامان الطبراني والذهبي.

والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير