تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سؤال عن حديث [إن الله عز وجل يوصيكم بالنساء خيرا، ثلاثا مرات ... ]]

ـ[الترفاس رشيد]ــــــــ[12 - 02 - 07, 07:50 م]ـ

عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن الله عز وجل يوصيكم بالنساء خيرا، ثلاثا مرات، فإنهم أمهاتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم، إن الرجل من أهل الكتابين يتزوج المرأة فما يعلوا يديها الخيط فما يرغب واحد منهما عن صاحبه حتى يموتا هرما.

زاد عند الحارث بن أبي أسامة وابن عساكر:

قال أبو سلمة: فحدثت بهذا الحديث العلاء بن سفيان الغساني فقال: بلغني أن من الفواحش التي حرم الله مما بطن مما لم يبين ذكرها في القرآن أن يتزوج الرجل بالمرأة فإذا قدمت صحبتها وطال عهدها ونفضت ما في بطنها طلقها من غير ريبة.

وليس عند الطبراني: حتى يموتا هرما.

أخرجه الحارث بن أبي أسامة (1/ 549/495 - زوائد الهيثمي) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 394/2442) والطبراني المعجم الكبير (20/ 274/648) وابن عساكر في تاريخ دمشق (64/ 101) من طريق محمد بن حرب نا أبو سلمة سليمان بن سليم عن يحي بن جابر عن المقدام بن معدي كرب.

وهذا إسناد رجاله ثقات

* محمد بن حرب هو الخولاني أبو عبد الله الحمصي المعروف بالأبرش، وثقه ابن معين وعثمان الدارمي والعجلي ومحمد بن عوف والنسائي وابن حبان.

وقال أحمد: ليس به بأس.

وقال أبو حاتم: صالح الحديث. كذا في التهذيب (7/ 100).

* سليمان بن سليم هو الكناني الكلبي، وثقه ابن معين وأبو حاتم ويعقوب بن سفيان ويحي بن صاعد والدارقطني والعجلي.

وقال النسائي: ليس به بأس.

وذكره ابن حبان في الثقات (3/ 481).

* يحي بن جابر هو الطائي أبو عمرو الحمصي القاضي.

وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان.

وقال أبو حاتم: صالح الحديث.

فالإسناد على هذا التمام صحيح.

إلا أن في الحديث علة، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 133):

يحي بن جابر الطائي القاضي، روى عن المقدام بن معدي كرب مرسل.

ونقله عنه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق (64/ 103).

وفي جامع التحصيل (ص:297):

يحي بن جابر الطائي، أخرج له أبو داود عن عوف بن مالك وجبير بن نفير، والترمذي والنسائي عن المقدام بن معدي كرب، وروى أيضا عن عبد الله حوالة وأبي ثعلبة النهدي والنواس بن سمعان. وذكر المزي في التهذيب أن حديثه عن هؤلاء مريل، لم يلقهم.

وكلام المزي هو في تهذيب الكمال (31/ 250).

وقال الحافظ في التهذيب (9/ 210):

وأرسل عن عوف بن مالك وأبي ثعلبة النهدي والنواس بن سمعان وعبد الله بن حوالة والمقدام بن معدي كرب.

وقال الهيثمي في المجمع (4/ 302):

رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا يحي بن جابر لم يسمع من المقدام. والله أعلم.

فبان أن هذا الحديث ضعيف من جهة الانقطاع، إلا أن هناك احتمال الاعتماد على تصحيح الترمذي والحاكم لحديثه، فقد روى له الترمذي في الزهد (9/ 81 – تحفة) حديث ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه.

قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه الحاكم في الرقاق (5/ 249/8111) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

فإن كان الأمر كذلك، فإن هذا يجرنا إلى قول العلماء في تصحيح الترمذي والحاكم وموافقة الذهبي للأخير.

فماذا نفعل، هل نسلم بتصحيح الحاكم للرواية ونأخذ بها كقاعدة ونصحح به الرواية الأولة؟، أم ما ذا نفعل؟

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير