ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[17 - 02 - 07, 01:16 ص]ـ
" عن الزهرى قال: قال عمر: أقلوا الرواية عن رسول الله ص إلا فيما يعمل به (!!) قال ثم يقول أبو هريرة: أفكنت محدثكم بهذه الأحاديث وعمر حى؟! أما والله إذا لأيقنت أن المحففة ستباشر ظهرى، فان عمر كان يقول اشتغلوا بالقرآن كلام الله ولهذا لما بعث أبا موسى إلى العراق قال له إنك تأتى قوما لهم فى مساجدهم دوى بالقرآن كدوى النحل فدعهم على ما هم عليه ولا تشغلهم بالأحاديث وأنا شريكك فى ذلك. هذا معروف عن عمر ".
الأثر الأول: في مصنف عبد الرزاق مرسلة مصنف عبد الرزاق 11/ 262
أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال قال أبو هريرة لما ولي عمر قال أقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا فيما يعمل به قال ثم يقول أبو هريرة أفإنكنت محدثكم بهذه الأحاديث وعمر حي أما والله إذا لألفيت المخفقة ستباشر ظهري
وهذه الرواية قد أرسلها الزهري عن أبي هريرة فلم يلق الزهري أبا هريرة.
وقال الذهبي في الكاشف 2/ 217
وحديثه عن أبي هريرة في الترمذي وعن رافع بن خديج في النسائي وذلك مرسل
قال العلائي في جامع التحصيل 1/ 269:
محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري بن شهاب أحد الأئمة الكبار وكان يدلس أيضا كما تقدم ويرسل أيضا فروى عن أبي هريرة وجابر وأبي سعيد الخدري ورافع بن خديج وذلك مرسل
وكذلك وجدت الرواية عند ابن عساكر اوصلها من طريق الذهلي عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال قال عمر
تاريخ مدينة دمشق 67/ 344
فالزهري لم يدرك أبا هريرة فمن باب أولى أنه لم يدرك عمر وهذه من وراسيله والله اعلم
وعند ابن كثير في البداية والنهاية 8/ 107 بزيادة ولا تشغلهم بالأحاديث وقد ارسلها الزهري ايضا عن عمر
وما رواه الذهلي عن عبد الرزاق وساقه ابن عساكرفي تاريخه بسند وذكره ابن كثير في البداية والنهاية لم أجده في مصنف عبد الرزاق وإنما رواه عبد الرزاق عن عن معمر عن الزهري قال قال أبو هريرة
الثاني أخرجه الطبراني المعجم الأوسط ج2/ص326
حدثنا أحمد قال نا أحمد بن يحيى السوسي قال نا عبد الوهاب بن عطاء عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن قرظة بن كعب قال شيعنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال أقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شريككم لم يرو هذا الحديث عن داود بن أبي هند إلا عبد الوهاب بن عطاء
وفيه عبد الوهاب بن عطاء والله أعلم هو عبد الوهاب بن عطاء الخفاف أبو نصر
العجلي قال الإمام أحمد بن حنبل: عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ضعيف الحديث مضطرب. ضعفاء العقيلي 3/ 77
وفوق ذلك ضعفه البخاري والنسائي، وأيضا هو مدلس وعده بن حجر من المرتبة الثالة كما في طبقات المدلسين ص41، وقدر عرف ابن حجر هذه الطبقة بقوله كما في طبقات المدلسين ص13
من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم الا بما صرحوا فيه بالسماع ومنهم من رد حديثهم مطلقا ومنهم من قبلهم كأبي الزبير المكي.
وعبد الوهاب هنا لم يصرح بالسمعاع.
وللحديث بقية ان شاء الله
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[17 - 02 - 07, 02:00 ص]ـ
المستدرك على الصحيحين ج1ص183
" قال عمر إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل فلا تبدونهم بالأحاديث فيشغلونكم جردوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وامضوا وأنا شريككم فلما قدم قرظة قالوا: حدثنا –أي بحديث رسول الله- قال نهانا ابن الخطاب ".
وفي المعتصر من المختصر تكملة: " فقال قرظة: لا أحدث حديثا عن رسول اله صلى الله عليه وسلم أبد "
قال الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد له طرق تجمع ويذاكر بها ".
والله اعلم أن هذا الاسناد صحيح وقد طعن فيه ابن عبد البر وسياتي ولكن هذا الاثر ليس كالاثار التي ذكر فيها ابو هريرة وغيره انما هذه حالة مخصوصة
وقد اخرج النسائي في سننه الكبرى 4/ 274
أن عمر خرج فجلس على المنبر فتشهد فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإني قائل لكم مقالة لا أدري لعلها بين يدي أجلي فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث تنتهي به راحلته ومن خشي أن لا يعينها فلا أحل لأحد أن يكذب علي إن الله.
فهذا القول يوضح ما قصده أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وقد قال ابن عبر البر وهو يتكلم هن هذا الاثر في جامع بيان العلم وفضله 2/ 122
وهذا يدل على أن نهيه عن الاكثار وأمره بالاقلال من الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كان خوف الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وخوفا أن يكونوا مع الاكثار يحدثون بما لم يتيقنوا حفظه ولم يعوه لأن ضبط من قلت روايته أكثر من ضبط المستكثر وهو أبعد من السهو والغلط الذي لا يؤمن مع الاكثار فلهذا أمرهم عمر من الاقلال من الرواية ولو كره الرواية وذمها لنهى عن الاقلال منها والاكثار ألا تراه يقول فمن حفظها ووعاها فليحدث بها فكيف يأمرهم بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وينهاهم عنه هذا لا يستقيم بل كيف ينهاهم عن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأمرهم بالاقلال منه وهو يندبهم إلى الحديث عن نفسه بقوله من حفظ مقالتي ووعاها فليحدث بها حيث تنتهي به راحلته ثم قال ومن خشي أن لا يعيها فلا يكذب علي وهذا يوضح لك ما ذكرنا والآثار الصحاح عنه من رواية أهل المدينة بخلاف حديث قرظة هذا وإنما يدور على بيان عن الشعبي وليس مثله حجة في هذا الباب لأنه يعارض السنن والكتاب.
والله اعلم وللحديث بقية
¥