[هل للطالب المبتدئ في علم الحديث أن يتدرب -لنفسه-على تخريج و الحكم على الأحاديث]
ـ[نور الدين الأثري]ــــــــ[22 - 02 - 07, 03:14 م]ـ
أرجو من الاخوة المشاركة بأراءهم في هذا الموضوع.
هل للطالب المبتدئ في علم الحديث أن يتدرب -لنفسه-على تخريج و الحكم على الأحاديث صحة و ضعفا بعد دراسته مثلا للموقظة و النّخبة حسب القواعد التى حصلها.
وهل لأهل العلم كلام في هذا
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[23 - 02 - 07, 11:43 ص]ـ
هل قرات في كتب قواعد الجرح والتعديل أخي الكريم, والكتب التي اختصت في شرح معاني مصطلحات أهل العلم في كتبهم.
اذا اجتزت هذه المرتبة ... فتستطيع أن تخرج الأحاديث وتنظر في أسانيدها.
وأنصحك بارك الله فيك باحاديث الموطأ, ادرس هذه الأحاديث أولاً وفي كل حديث تدرسه ارجع بعد ذلك لكتب أهل العلم فيه وترى ما يقولون في كل حديث ... وقارن بين عملك وما سطروه.
... ميزة الموطأ للمبتديء أن أسانيده قصيرة, اذا ما قارنتها باسانيد الكتب الأخر, فاغلب أحاديث هذا الكتاب من العوالي, فيسهل على طالب العلم المبتديء (مثلي) أن يدرس هذه الأسانيد.
وادمن القراءة في كتب أهل العلم الكبار حتى تفهم طريقتهم في الحكم على الأحاديث.
ومع الزمن يفتح الله عليك ومن يدري ... لعلك تخدم الأمة خدمات عظيمة في يوم من الأيام.
والله تعالى أعلم
ـ[نور الدين الأثري]ــــــــ[23 - 02 - 07, 02:46 م]ـ
بارك الله فيك أخي خنفر على هذه المداخلة الطيبة
لكن هل الاعتماد على كتب المعاصرين أفضل في رأيك أم المتقدمين بالنسبة لكتب التخريج ككتب الشيخ الألباني رحمه الله وكتب قواعد الجرح و التعديل ككتاب أبو الحسن المأربي مثلا
ألا تظن أن الموطأ كبير جدا على مثلي بارك الله فيك
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[23 - 02 - 07, 03:53 م]ـ
أخي الحبيب نور الدين حفظه الله تعالى
الناس في أبواب العلم حفظك الله تعالى أقسام, منهم:
1. المبتديء مثلي ومثلك ... فنحن نقلد من كان أعلم منا في هذا الباب, فمن علم أنه أهل للحكم على الأحاديث فيلزمنا تقليده.
2. طالب علم متوسط, له دراية بأهل العلم الكبار وكيف يرجح بين أحكامهم اذا تعارضت فيما بينها, مثل أن يكون هناك من الحفاظ من يعرف بالتساهل وصحح حديثاً معيناً وضَعف هذا الحديث حافظ آخر هو معتدل في أحكامه ... فحين يُعلم التساهل من من الحافظ الأول والاعتدال من الحافظ الثاني ... فالنفس تميل الى أحكام الحافظ المعتدل.
3. طالب علم قوي, وهذا الذي تكونت له ملكة قوية من خلال توجيه أهل العلم وطول النظر في كتب الحفاظ الكبار وطرقهم في الحكم على الأحاديث, فهذا الأخير له الأهلية في الحكم على الأحاديث والاجتهاد في (الترجيح)) بين أحكام أهل العلم الكبار, مع الرجوع الى أهل العلم دائماً طلباً في النصح والتوجيه ... وادراك ما فات هذا الطالب من خبايا النكت والفوائد.
*******
بالنسبة لكتب العلماء الكبار أخي الحبيب, فكتب أهل العلم قاطبة مفيدة ونافعة ... وكتب المتقدم هي أجل وأعظم من كتب المتأخر في الجملة.
مع التنبيه أخي الحبيب الى أن كتب المتأخرين هي نفيسة أيضأ, لما فيها من جمع لطرق الحديث الواحد, ومعرفة الكتب المسندة التي يرجع اليها ... ولعل المتقدم ضعف حديثاً معيناً لعلة ... ومن خلال كتب المتأخرين يتبين لك أن هذه العلة تجبر, ومثل ذلك: أن يضعف أحد الحفاظ حديثاً بسبب وجود رجل ضعيف في الاسناد وهذا الرجل اذا تفرد بحديث فان هذا التفرد يسقط حديثه ويخرج عن حيز الاحتجاج, فيجد المتأخر طريقاً آخر لهذا الحديث, فينجبر ضعف هذا الحديث.
وأقول مثل ذلك في كتب المتأخرين, فلعل المتأخر يصحح حديثاً قد أعله المتقدم بعلة لم يتنبه لها المتأخر - والله أعلم - فالأصل الرجوع الى كلام المتقدم من أهل العلم, لأن من تأخر من أهل العلم عيال على من قبلهم, ومن علمهم يقتبسون.
فان أعل المتقدم الحديث بعلة وصحح المتأخر نفس الحديث مع عدم تبيين ما يجبر هذه العلة, فالاصل أن يعمل بكلام من تقدم من أهل العلم حتى يتبين انتفاء علة الحديث التي أعلوا الحديث بها.
... فيتبين أخي الحبيب مما سبق أن كتب أهل العلم جميعاً لا يغني بعضها عن بعض أبداً, وأنك تجد من الفوائد في البعض ما لا تجده في البعض الآخر.
... وبالنسبة الى قولك هل الأفضل ((للمبتديء)) أن ينظر في كتب المتقدمين أم المتأخرين, فأقول أن الذي أراه من الاطلاع الشخصي على كتب أهل العلم أن كتب أهل العلم المتقدمين عبارتهم أسهل - والله أعلم - فعليك بها.
******
بالنسبة لكتاب الشيخ أبي حسن فهو كتاب قيم أثنى عليه الشيخ اللاحم حفظه الله تعالى في سلسلة الدروس ((دراسة الأسانيد)) التي رفعا أخي الفاضل محمد بن عبد الله حفظه الله, وقال فيما معناه أن هذا الكتاب جمع فيه مؤلفه ما تفرق من عبارات أهل العلم في الجح والتعديل وشرحها من كلامهم أو كلام الحفاظ الذين بعدهم مع اجتهاده في البعض الآخر. والكتاب أخي الكريم في جزئه الأول كتاب يشرح معاني كلمات الجرح والتعديل للأهل العلم فقط.
اما بالنسبة لقواعد الجرح والتعديل فخير هذه الكتب - والله أعلم - ((ضوابط الجرح والتعديل)) للشيخ عبد العزيز العبد اللطيف رحمه الله تعالى.
*****
وبالنسبة لدراسة الأسانيد أخي الحبيب, فقد نصحتك بكتاب الامام مالك, وهذا الكتاب له مزية كما ذكرت لك من قبل, وهذا المزية أن أسانيد هذا الكتاب قصيرة نسبياً مع كتب السنة الأخرى, ورجال الموطاء على الغاالب هم من رجال الصحيحين, فلن تجد مشقة في التوصل الى الحكم الصحيح على جل الروايات وبسهولة.
******
هذا ما عندي, وأرجو من أهل الفضل مزيد توجيه واستدراك اذا كان هناك ما يستدرك.
والله تعالى أعلم
¥