تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بارك الله فيك أفيك أخي الحبيب عبد الله أنا والله من يستفيد منك،وأما الاحاديث التي أخرجها البخاري ومسلم عن السبيعي وغيره من المدلسين ممن عدهم ابن حجر من الطبقة الثالثة وعرفها بقوله: من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم الا بما صرحوا فيه بالسماع ومنهم من رد حديثهم مطلقا ومنهم من قبلهم كأبي الزبير المكي.

فهذا الضرب كثير عن البخاري ومسلم وقد أفرد لهم ابن حجر في النكت عن ابن الصلاح مبحثا مختصرا يمكنك مراجعته.

وسوف أذكر لك موضعين في البخاري ومثلهما في مسلم لأن أحاديثه بالعنعنة كثيرة في الصحيحين.

حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود قال قال لي بن الزبير كانت عائشة تسر إليك كثيرا فما حدثتك في الكعبة قلت قالت لي قال النبي صلى الله عليه وسلم يا عائشة لولا قومك حديث عهدهم قال بن الزبير بكفر لنقضت الكعبة فجعلت لها بابين باب يدخل الناس وباب يخرجون ففعله بن الزبير. صحيح البخاري ج1/ص59

حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا زهير عن أبي إسحاق قال حدثنا أبو جعفر أنه كان عند جابر بن عبد الله هو وأبوه وعنده قوم فسألوه عن الغسل فقال يكفيك صاع فقال رجل ما يكفيني فقال جابر كان يكفي من هو أوفى منك شعرا وخير منك ثم أمنا في ثوب.صحيح البخاري ج1/ص101

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو الأحوص سلام بن سليم عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن معاذ بن جبل قال كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له عفير قال فقال يا معاذ تدرى ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله قال قلت الله ورسوله أعلم قال فإن حق الله على العباد أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله عز وجل أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا قال قلت يا رسول الله أفلا أبشر الناس قال لا تبشرهم فيتكلوا. صحيح مسلم ج1/ص58

وحدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن سليمان بن صرد عن جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر عنده الغسل من الجنابة فقال أما أنا فأفرغ على رأسي ثلاثا. صحيح مسلم ج1/ص259

أما قضية فطر فأنا أوافقك ولكن البخاري لايقال هكذا من رجال البخاري لأن في هذا الامر ابهام لحاله ففطر متكلم فيه ولم يخرج له البخاري مفردا البتة بل أخرج له مقرونا بغيره كحال يعقوب بن عباد الرواجني فلا يطلق القول فيه أنه من رجال البخاري هكذا إنما يقال أخرج له البخاري مقرونا بغيره.

والله اعلم

في الواقع لقد استشكلت في البداية إخراج الشيخين لحديث أبي إسحاق السبيعي بالعنعنة

مع وصف غير إمام له التدليس حتى قال النسائي أنه مشهور بذلك

ثم تبين لي وجهٌ للجمع بين الأمرين

وهو أن الأئمة يقصدون بالتدليس عند أبي إسحاق السبيعي الإرسال الخفي

فالمقدمون يطلقون لفظة التدليس على الإرسال الخفي

وقد تكلم على علاقة الإرسال الخفي بالتدليس

الشريف حاتم العوني في كتابه ((المرسل الخفي))

ويؤيد ما ذهبت إليه اشتهار (أبو) إسحاق السبيعي بالإرسال الخفي

فقد أرسل عن جماعة من الصحابة والتابعين عاصرهم وأمكنه اللقيا بهم بل ورأى بعضهم

فعليه روايته عن الجدلي محمولة على الإتصال إذا ثبت أصل سماعه من الجدلي _ وذلك بالسند الصحيح طبعاً _

وإن لم يثبت

أمكننا ان نجعل عنعنة السبيعي علةً في الرواية

ـ[سهل بن سعد]ــــــــ[27 - 02 - 07, 03:10 ص]ـ

يا أخي عبد الله و أخي العتيبي جزيت و إياكم الجنة ثبت الله على طريق الحق مسعاكم آآآآمين

ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[27 - 02 - 07, 06:46 ص]ـ

أخي الحبيب سهل أسأل الله لك التوفيق في الدارين

وفي الحقيقة يا أخي الحبيب أن الشيخين أخرجا لبضعة وستون نفسا ممن رمي بالتدليس وهم على طبقات والذين أكثروا من التدليس ممن هم على حال السبيعي ما يقارب الثلاثين كالاعمش وقتادة وبقية وحجاج بن أرطأة.

قال ابن حجر في النكت على ابن الصلاح 2/ 636

وفي أسئلة الإمام تقي الدين السبكي للحافظ أبي الحجاج المزي وسألته عن ما وقع في الصحيحين من حديث المدلس معنعنا هل نقول انهما اطلعا على اتصالها فقال كذا يقولون وما فيه إلا تحسين الظن بهما وإلا ففيهما أحاديث من رواية المدلسين ما توجد من غير تلك الطريق التي في الصحيح قلت وليست الأحاديث التي في الصحيحين بالعنعنة عن المدلسين كلها في الاحتجاج فيحمل كلامهم هنا على ما كان منها في الاحتجاج فقط أما ما كان في المتابعات فيحتمل أن يكون حصل التسامح في تخريجها كغيرها وكذلك المدلسون الذين خرج حديثهم في الصحيحين ليسوا في مرتبة واحدة في ذلك بل هم على مراتب.

والحقيقة أنه ليس كل من دلس من الثقات في جيمع المراتب ترد روايته، فهناك ضوابط منها كثرة المداومة والاخذ عن شيخ معين فمن عرف عنه الاكثار عن شيخ يقبل حديثه ولو كان بالعنعنة،وقد اشار الذهبي إلى هذا في الاعمش حيث قال في ميزان الاعتدال3/ 316

قلت وهو يدلس وربما دلسعن ضعيف ولا يدري به فمتى قال حدثنا فلا كلام ومتى قال عن تطرق إليه إحتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم كإبراهيم وابن أبي وائل وأبي صالح السمان فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الإتصال.

وكذلك بعض من عرف عنه التمحيص في روايات المدلسين كشعبه عندما قال كفيتكم تدليس ثلاثة الأعمش وأبي إسحاق وقتادة قال ابن حجر في طبقات المدلسين ص58

قلت فهذه قاعدة جيدة في أحاديث هؤلاء الثلاثة أنها إذا جاءت من طريق شعبة دلت على السماع ولو كانت معنعنة ونظيره ثنا الليث عن أبي الزبير عن جابر فإنه لم يسمع الا ما سمعه من جابر.

والله اعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير