وقد روي هذا الحديث عن سعيد بن جبير من طريق زيد الحواري، وهو أبو الحواري، العمِّي، البصري، قاضي هراة، ضعيف، ضعفه غير واحد من الأئمة، (انظر تهذيب الكمال 10/ 56، التقريب 2131)، وتفرد عن زيد: هارون بن كعب، ولم أقف على ترجمته، وعنه: إسماعيل بن إبراهيم الصائغ، ذكره ابن حبان في الثقات، وذكره البخاري في الضعفاء الكبير، وقال: سكتوا عنه. وقال أبو حاتم: شيخ. (انظر: التاريخ الكبير 1/ 341، الجرح والتعديل 2/ 152، ثقات ابن حبان 8/ 92، الميزان 1/ 215، لسان الميزان 1/ 391) فمثل هذا الإسناد لا يعتد به، ولا يلتفت إليه، ثم هو موقوف - كما سبق -.
وبهذا يعلم أن هذا الحديث لا يصح عن سعيد بن جبير من الطريقين جميعاً.
وعلى هذا يبقى النظر في طريق زاذان، عن ابن عباس، وقد تفرد عنه: إسماعيل بن أبي خالد، وقد رواه عن إسماعيل: عيسى بن أبي سوادة النخعي، كما يروى - أيضاً - عن سفيان بن عيينة، عن إسماعيل، فهذان طريقان.
فأما عيسى بن سوادة، فقد قال ابن معين: كذاب رأيته. وقال أبو حاتم: هو منكر الحديث، ضعيف، روى عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زاذان، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديثاً منكراً - وهو هذا الحديث -. وذكره البخاري في الضعفاء الكبير، وقال: منكر الحديث، ثم ذكر حديثه هذا، لكن وقع عنده: عيسى بن سواء - بالهمزة - ولذلك جعله الذهبي في الميزان اثنين، عيسى بن سوادة، وعيسى بن سواء. وإنما هو واحد، وهذا حديثه، ولم يقع في شيء من طرقه: سواء، إلا عند البخاري، وإنما هو سوادة. والله أعلم. (انظر: الجرح والتعديل 6/ 277، الميزان 3/ 312، 313، لسان الميزان 4/ 396 - 397).
وقد استنكر الأئمة - كالبخاري، وأبي حاتم - هذا الحديث - أيضاً - على عيسى بن سوادة، فقال ابن خزيمة عند إخراجه: إن صح الخبر، فإن في القلب من عيسى ابن سوادة شيئاً. وقال البيهقي: تفرد به عيسى بن سوادة هذا، وهو مجهول. أما الحاكم فقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، فتعقبه الذهبي بقوله: ليس بصحيح، وأخشى أن يكون كذباً، عيسى قال أبو حاتم: منكر الحديث. وكذا نص الذهبي على عدم صحته في الميزان. وبهذا يعلم أن هذا الحديث منكر.
أما حديث سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، فلم أقف عليه إلا عند أبي علي الهروي، وشيخه فيه سليمان بن الفضل بن جبريل، ولم أقف عليه. إلا أن يكون سليمان بن الفضل الزيدي، يروي عن ابن المبارك، ذكره ابن عدي، وقال: ليس بمستقيم الحديث، ثم ذكر بعض ما أنكر عليه، وقال: وسليمان بن فضل هذا قد رأيت له غير حديث منكر. (انظر: الكامل 3/ 291، الميزان 2/ 219، السلسلة الضعيفة 1/ 502)، وعلى كل حالٍ فلو كان ابن عيينة حدث بهذا لرواه عنه الناس، وإنما هو إسناد فرد ساقط.
وبهذا يعلم أن هذا الحديث لا يصح من جميع طرقه.
والله تعالى أعلم.
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[01 - 03 - 07, 07:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الدكتور عبدالله الوهبي]ــــــــ[16 - 03 - 07, 06:32 م]ـ
شكرا لمرورك أخي سعود.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[16 - 03 - 07, 07:04 م]ـ
أحسن الله اليك
الموضوع على ملف وورد حتى تعم الفائدة
والسلام عليكم
ـ[الدكتور عبدالله الوهبي]ــــــــ[16 - 03 - 07, 08:44 م]ـ
أحسن الله اليك
الموضوع على ملف وورد حتى تعم الفائدة
والسلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
جزاك الله خيرا، ونفع الله بك أخي بلال.