والفاكهي في أخبار مكة 3/ 69 ح1812، وأبو نعيم في المعرفة 1/ 195 ح695 من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، وأبو نعيم في المعرفة 1/ 195 ح696 من طريق محمد ابن يوسف الفريابي، كلاهما (أحمد بن يونس، والفريابي) عن الثوري.
والفاكهي في أخبار مكة 3/ 68 ح1811 من طريق العلاء بن عبد الجبار.
ثلاثتهم (زيد بن الحباب، والثوري، والعلاء) عن عبد الله بن المؤمل، وقد جعله في رواية زيد بن الحباب: عن أبي الزبير، عن جابر. وجعله في رواية الثوري، والعلاء: عن محمد بن عباد بن جعفر، عن محمد بن قيس بن مخرمة مرسلاً، إلا في رواية الفريابي، عن الثوري فإنه قال: عن محمد بن قيس، عن أبيه.
ومدار هذا الحديث على عبد الله بن المؤمل المخزومي، وهو ضعيف، ضعفه أكثر الأئمة، وقد قال أحمد: أحاديثه مناكير. وقال أبو داود: منكر الحديث، وقد اختلف عليه في هذا الحديث، ولعل أرجح وجوهه جعله: عنه، عن محمد بن عباد، عن محمد بن قيس مرسلاً، ومع ذلك فهو ضعيف على كل حال لضعف عبد الله بن المؤمل، وقد ذكر ابن عدي حديث جابر في ترجمته وذكر أنه غير محفوظ، وأعله ابن الجوزي في الموضوعات بعبد الله بن المؤمل. (وانظر: اللآلي المصنوعة 2/ 129، والفوائد المجموعة ص114، والأحاديث الواردة في فضائل المدينة ص271).
ثالثاً: حديث سلمان الفارسي، ولفظه: " من مات في أحد الحرمين استوجب شفاعتي، وكان يوم القيامة من الآمنين ".
- أخرجه الطبراني في الكبير 6/ 294 ح6104، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال ص292 ح 322، والبيهقي في شعب الإيمان 8/ 111 ح3882، وابن الجوزي في الموضوعات 2/ 218 من طريق خلف بن عبد الحميد بن عبد الرحمن السرخسي، عن أبي الصباح عبد الغفور بن سعيد الأنصاري، عن أبي هاشم الرماني، عن زاذان، عن سلمان الفارسي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وهذا إسناد ضعيف جداً، فقد قال البيهقي بعد سياقه: عبد الغفور هذا ضعيف. وقال ابن الجوزي: أما حديث سلمان ففيه ضعفاء، والمتهم به عبد الغفور، قال يحيى بن معين: ليس بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث تركوه. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقات لا يحل كتابة حديثه ولا الذكر عنه إلا على جهة التعجب. (وانظر: اللآلي المصنوعة 2/ 129، والفوائد المجموعة ص114، والأحاديث الواردة في فضائل المدينة ص281، وفي حال عبد الغفور انظر: التاريخ الكبير 6/ 137، تاريخ الدوري 3/ 468، والمجروحين 2/ 148، الميزان 2/ 641).
رابعاً: حديث عبد الله بن مسعود، وهو مطوَّل، وفيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل: " ما لمن هلك في حرم الله - عز وجل -؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: من هلك في حرم الله - تعالى - محتسباً داره بعثوا آمنين يوم القيامة. قال: فما لمن هلك في حرمك؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: من هلك بالمدينة محتسباً داره حباً لله - تعالى - ولرسوله بعثوا آمنين يوم القيامة ... الحديث ".
- أخرجه الفاكهي في أخبار مكة 4/ 51 ح2370 من طريق عبد الرحيم بن زيد العمِّي، عن أبيه، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود به.
وهذا إسناد ساقط، تفرد به عبد الرحيم بن زيد، وهو متروك، كذبه ابن معين (التقريب 4055) ولفظه دال على أنه مصنوع.
خامساً: مرسل الزهري، ولفظه:" من قبر بمكة جاء آمنا يوم القيامة، ومن قبر بالمدينة كنت عليه شهيداً وله شافعاً ".
- أخرجه الفاكهي في أخبار مكة 3/ 68 ح1810 عن محمد بن يوسف بن حميد، عن موسى بن طارق، عن ابن جريج قال: حدثت عن الزهري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - به.
وهذا مرسل ومنقطع بين ابن جريج والزهري، وهذا كافٍ في سقوطه، ولعل ابن جريج إنما أخذه عن متهم، فإنه معروف بتدليس الضعفاء والهلكى، فما يبهمه فهو أحرى أن يكون من هذا النوع. وقد قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: بعض هذه الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة، كان ابن جريج لا يبالي من أين يأخذها - يعني قوله: أخبرت وحدثت عن فلان - (انظر: تهذيب الكمال 18/ 348 - 353، والميزان 2/ 659).
سادساً: مرسل غالب بن عبيد الله، ولفظه: " من زارني - يعني من أتى المدينة - كان في جواري، ومن مات - يعني بواحد من الحرمين - بُعِث من الآمنين يوم القيامة ".
- أخرجه عبد الرزاق 9/ 267 ح17166 عن يحيى بن العلاء البجلي وغيره، عن غالب بن عبيد الله رفع الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
¥