[بطلان حكاية رحلة الشافعي واجتماعه بابي يوسف]
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 02 - 07, 07:27 ص]ـ
قال ابن كثير في " البداية " 10/ 182: من زعم من الرواة أن الشافعي اجتمع بأبي يوسف كما يقول عبدالله بن محمد البلوي الكذاب في الرحلة التي ساقها للشافعي، فقد أخطأ في ذلك، وإنما ورد الشافعي بغداد في أول قدمة قدمها إليها سنة أربع وثمانين ومئة، وإنما اجتمع الشافعي بمحمد بن الحسن الشيباني، فأحسن إليه، وأقبل عليه، ولم يكن بينهما شنآن كما يذكره بعض من لا خبرة له بهذا الشأن
وقال الذهبي في " الميزان " 2/ 491: عبدالله بن محمد البلوي، عن عمار بن يزيد، قال الدارقطني: يضع الحديثوقال ابن حجر في " اللسان " 3/ 338: وهو صاحب " رحلة الشافعي " طولها ونمقها. وغالب ما أورده فيها مختلق.
وفي " توالي التأسيس ": وأما الرحلة المنسوبة إلى الشافعي المروية من طريق عبدالله بن محمد البلوي، فقد أخرجها الآبري والبيهقي وغيرهما مطولة ومختصرة، وساقها الفخر الرازي في " مناقب الشافعي " بدون إسناد معتمدا عليها، وهي مكذوبة، وغالب ما فيها موضوع، وبعضها ملفق من روايات ملفقة.
سير أعلام النبلاء - (ج 10 / ص 78
سمعنا جزءا في رحلة الشافعي، فلم أسق منه شيئا لانه باطل لمن تأمله (2) وكذلك عزي إليه أقوال وأصول لم تثبت عنه،
حاشية السير:
(2) وهذا الجزء مروي من طريق عبدالله بن محمد البلوي الكذاب الوضاع، وسامح الله الامام البيهقي فإنه أورد خبر هذه الرحلة عن طريق البلوي هذا في " مناقب الشافعي " 1/ 130 وما بعدها، ولم ينبه على وضعها، مع أنه لا يخفى عليه بطلانها، فانخدع بصنيعه هذا غير واحد ممن ألف في مناقب الشافعي ممن لا شأن له في تمحيص الروايات وغربلتها من أمثال الجويني والرازي وأبي حامد الطوسي، واعتمدوها بصدد ترجيحهم لمذهب الشافعي.
ولا ينقضي عجبي كيف راجت هذه الفرية على الامام النووي، وهو من نقدة الاخبار وجهابذة المحدثين، فقال في " المجموع " 1/ 81: وفي رحلته مصنف مشهور مسموع، ونقل منها في " تهذيب الاسماء " 1/ 59 قوله: وبعث أبو يوسف القاضي إلى الشافعي حين خرج من عند هارون الرشيد يقرئه السلام، ويقول: صنف الكتب فإنك أولى من يصنف في هذا الزمان.
أما الحافظ ابن حجر، فقد قال في " توالي التأسيس " ص 71: وأما الرحلة المنسوبة إلى الشافعي المروية من طريق عبدالله بن محمد البلوي فقد أخرجها الآبري والبيهقي، وغيرهما، مطولة ومختصرة، وساقها الفخر الرازي في " مناقب الشافعي " - ص 23 - بغير إسناد معتمدا عليها، وهي مكذوبة، وغالب ما فيها موضوع، وبعضها ملفق من روايات ملفقة، وأوضح ما فيها من الكذب قوله فيها: إن أبا يوسف ومحمد بن الحسن حرضا الرشيد على قتل الشافعي، وهذا باطل من وجهين:
أحدهما: أن أبا يوسف لما دخل الشافعي بغداد كان مات ولم يجتمع به الشافعي
والثاني: أنهما كانا أتقى لله من أن يسعيا في قتل رجل مسلم، لا سيما وقد اشتهر بالعلم وليس له إليهما ذنب إلا الحسد له على ما آتاه الله من العلم. هذا ما لا يظن بهما، وإن منصبهما وجلالتهما وما اشتهر من دينهما ليصد عن ذلك والذي تحرر لنا بالطرق الصحيحة أن قدوم الشافعي بغداد أول ما قدم كان سنة أربع وثمانين، وكان أبو يوسف قد مات قبل ذلك بسنتين، وأنه لقي محمد ابن الحسن في تلك القدمة، وكان يعرفه قبل ذلك من الحجاز وأخذ عنه ولازمه
قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة - (ج 2 / ص 220)
...... ثم ساق العلوم على هذا النحو في حكاية طويلة يعلم من له علم بالمنقولات أنها كذب مختلق وافك مفترى على الشافعى والبلاء فيها من عند محمد بن عبد الله البلوى هذا فإنه كذاب وضاع وهو الذي وضع رحلة الشافعى وذكر فيها مناظرته لأبي يوسف بحضرة الرشيد ولم ير الشافعى أبا يوسف ولا اجتمع به قط وإنما دخل بغداد بعد موته ثم إن في سياق الحكاية ما يدل من له عقل على انها كذب مفترى فإن الشافعى لم يعرف لغه هؤلاء اليونان البتة حتى يقول إني أعرف ما قالوه بلغاتهم وأيضا فإن هذه الحكاية أن محمد بن الحسن وشى بالشافعى إلى الرشيد وأراد قتله وتعظيم محمد الشافعى ومحبته له وتعظيم الشافعى له وثناؤه عليه هو المعروف وهو يدفع هذا الكذب وأيضا فإن الشافعى رحمه الله لم يكن يعرف علم الطب اليوناني بل كان عنده من طب العرب طرف حفظ عنه في منثور
¥