تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وذكره بن حجر فى الميزان ونبه على اسناد مشابه للذى سبق فقال (ابو توبة حدثنا يزيد بن ربيعة عن ابى الاشعث الصنعانى عن ابى عثمان النهدى عن ثوبان رضى الله عنه) مرفوعاً (خالقوا الناس بأخلاقهم وخالفوهم بأعمالهم) وهو حديث ضعيف سنداً ومتنا.

وهناك بعض العلماء الذين لم يجرحوه كما انهم لم يوثقوه:

قال ابو مسهر: اخشى عليه سوء الحفظ والوهم وهو فقيه غير متهم.

قال بن عدى: ارجوا انه لا بأس به.

قلت: والناظر فى القولين السابقين يتبين له شك كلاً منهما فيما يقول والا فلماذا قال بن عدى (ارجوا) اما كلام ابو مسهر ففيه تناقض فقد ذكر سوء الحفظ والوهم ثم قال غير متهم وهذا الكلام لا يستقيم, وهم من العلماء الكبار الذين اجتهدوا.

*************

(ب) حدثنا محمد بن شعيب الاصبهانى حدثنا احمد بن ابرهيم الزمعى حدثنا عبد الله بن ابى جعفر الرازى عن ابيه عن الربيع عن ابى العالية عن حذيفة رضى الله عنه مرفوعاً (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ومن لا يصبح ويمسى ناصحاً لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منهم).

قال الطبرانى: لم يروه عن جعفر الرازى الا ابنه ولا يُروى عن حذيفة لا بهذا الاسناد.

والاسناد ضعيف بهذا الاسناد ايضاً, والعلة فى عبد الله بن ابى جعفر الرازى هذا, فهو متروك الحديث لا يحتج به, واقوال العلماء فيه كثيرة وهى كالتالى:

قال محمد بن حميد: كان فاسقاً سمعت منه عشرة الأف حديث فرميت بها.

قال على بن مهران: (طابق لحم احب إلى منه).

قال الساجى: ضعيف.

قال بن عدى: بعض احاديثه لا يُتابع عليها.

وهناك بعض العلماء الذين لم يجرحوه

فقد قال الهيثمى فى مجمع الزوائد ضعفه محمد بن حميد ووثقه ابو زرعة وابن حبان.

فكيف يتم الترجيح بين هذه الاقوال؟

عند مضاربة الاقوال بعضها البعض فلابد من الترجيح بين الاقوال واول طريقة للترجيح هى معرفة من فى العلماء اعلم بحال الراوى ونلاحظ هنا ان محمد بن حميد سمع من عبد الله بن ابى جعفر فهو تلميذه وهو اعلم بحال شيخه من غيره.

تنبيه: قال بن حجر فى التهذيب (رأيت نسخة معتمدة من كامل بن عدى) يقول: أنا الحسن بن سفيان ثنا عبد العزيز بن سلام سمعت بن حميد يقول قال عبد الله بن ابى جعفر (كان عمار بن ياسر فاسقاً).

فهو يشتم صحابة النبى صلى الله عليه وسلم ,وقد قال الامام مسلم فى صحيحه (باب: تحريم سب الصحابة رضى الله عنهم) ,وساق حديث ابى سعيداً الخدرى رضى الله عنه قال: قال النبى صلى الله عليه وسلم (لا تسبوا اصحابى, فلو ان احدكم انفق مثل أُوحداً ذهباً

ما بلغ مد احدهم, ولا نصيفه).متفق عليه

*************

(3) روية البيهقى فى الشعب:

قال اخبرنا ابو عبد الله الحافظ ثنا ابوعبد الله محمد بن احمد بشرويه ثنا ابو يحيى البزار ثنا سليمان بن يحيى ثنا وهب بن راشد ثنا فرقد السبنجى عن انس بن مالك مرفوعاً (من اصبح وهمه غير الله فليس من الله ومن اصبح لا يهتم للمسلمين فليس منهم).

قال البيهقى:اسناده ضعيف, فالحديث به ثلاث علل سنعمل على توضيحها لأن البيهقى رحمه الله لم يبينها لانها واضحة فى نظره للناظر.

الاولى: فى وهب بن راشد هذا, فقد قال بن حبان: لا تحل الرواية عنه ولا الاحتجاج به, فقد كان يرفع المراسيل وهو لا يعلم ,ويسند الموقوف من حيث لا يفهم, فبطُل الاحتجاج به.

قال ابو حاتم: منكر الحديث حدث بأحاديث بواطيل.

الثانية: فى فرقد السبنجى هذا, واسمه الصحيح فرقد بن يعقوب السبخى.

اما اقوال العلماء فيه فهى كالتالى:

قال بن حبان: كان فيه غفلة ورداءة حفظ ولا يحتج به فى الحديث.

قال الامام احمد: رجل صالح لم يكن صاحب حديث.

قال البخارى: فى حديثه مناكير.

قال يعقوب بن شيبة: رجل صالح ضعيف الحديث.

قال النسائى: ترجة رقم (490) ضعيف.

الثالثة: هى التصحيف, فسًُمى السبنجى ,والاصل انه يُسمى السبخى ,فزيادة النون وابدال الخاء بالجيم زيادة غير صحيحة ,والتصحيف هو تغير الرواية الى غير ما رواه الثقات ,ونوع هذا التصحيف اسنادى.

*************

*البدائل الصحيحة لبيان اهمية النصيحة:

(1) فى الصحيحين من حديث جرير بن عبد الله رضى الله عنه قال (بايعت النبى صلى الله عليه وسلم على إيقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم).

*************

(2) فى الصحيحين من حديث معقل بن يسار رضى الله عنه قال: قال النبى صلى الله عليه وسلم (ما من عبد يسترعيه الله رعية ثم لم يحطها بنصحه الا لم يدخل الجنة)

*************

(3) فى صحيح مسلم من حديث ابى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (حق المؤمن على المؤمن ست فذكر منها وإذا استنصحك فانصح له)

*************

(4) فى صحيح مسلم من حديث ابى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (ان الله يرضى لكم ثلاثاً يرضى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا وان تناصحوا من ولاه الله امركم)

*************

(5) فى صحيح مسلم من حديث أبى رقية تميم الدارى رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال (الدين النصيحة. قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)

واسأل الله ان يجعلنا من العاملين بكتابه والعاملين بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ,وان يجعلنا من المهتدين , والحمد لله رب العالمين0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير