تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الثَّانِيَةُ] أَخْرَجَهَا الْخَطِيبُ «شَرِفُ أَصْحَابِ اْلَحِديثِ» (59) مِنْ طَرِيقِ مُحَمُّدِ بْنِ مَهْدِيِّ بْنِ هِلالٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدِ بْنِ خُنَيْسٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزٍ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ: صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ، لَمْ تَزَلْ الْمَلائِكَةُ تَسْتَغْفِرُ لَهُ مَا دَامَ فِي كِتَابِهِ».

فُلْتُ: وَهَذَا إِسْنَادٌ لَيْسَ بِالْقَائِمِ. مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدِ بْنِ خُنَيْسٍ الْمَكِّيُّ صَدُوقٌ عَابِدٌ، وَلَكِنَّهُ يُدِلِّسُ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ «الثقات» (9/ 61): كَانَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ رُبَّمَا أَخْطَأَ، يَجِبُ أَنْ يُعْتَبَرَ حَدِيثُهُ إِذَا بَيَّنَ السَّمَاعَ فِي خَبَرِهِ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ إِلاَّ ثِقَةٌ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حَجَرٍ فِي «طَبَقَاتِ الْمُدَلِّسِينَ». وأَمَّا مُحَمُّدُ بْنُ مَهْدِيِّ بْنِ هِلالٍ فَهُوَ بَصْرِيٌّ لا يُعْرَفُ حَالُهُ، وَأَمَّا أبُوهُ مَهْدِيِّ بْنِ هِلالٍ فَمَعْرُوفٌ بِالْكَذِبِ وَالْوَضْعِ، كَذَّبَهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَابْنُ مَعِينٍ وَابْنُ حِبَّانَ. وأما عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، فَلَعَلَّهُ مَقْلُوبٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الثَّقَفِيُّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ بِشْرُ بْنُ عُبَيْدٍ الدَّارِسِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ آنِفَاً. فَإِنْ يَكُنْهُ، فَقَدْ جَرَحَهُ الْبُخَارِيُّ جَرْحَاً شَدِيدَاً بِقَوْلِهِ: فِيهِ نَظَرٌ.

[الثَّالِثَةُ] أَخْرَجَهَا الأَصْبَهَانِيُّ «التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ» (1670)، وَالرَّافِعِيُّ «التَّدْوِينُ فِي أَخَبَارِ قَزْوِينَ» (2/ 107) عن عَبْدِ السَّلامِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُفَيْرٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أُمَيَّةَ الْقُرَشِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ فِي كِتَابٍ لَمْ تَزَلِ الْمَلائِكَةُ يستغفرون لَهُ مَا دَامَ اسْمِي فِي ذَلِكَ الْكِتَابِ».

قُلْتُ: وَهَذَا إِسْنَادٌ وَاهٍ بِمَرَّةٍ. مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ، ذَكَرَهُ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي «مِيزَانِ الاعْتِدَالِ» فَقَالَ: «رَوَى هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْهُ عَنْ رَجُلٍ خَبَرَاً مَوْضُوعَاً فِي الدُّعَاءِ لِحِفْظِ الْقُرْآنِ، سَاقَهُ الْعُقَيْلِىُّ». وَأَسْنَدَ حَدِيثَهُ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَفَعَهُ «دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَوَجَدْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْيَمَنُ، وَوَجَدْتُ أَكْثَرَ أَهْلِ الْيَمِن مِذْحَجٍ». وَقَالَ: وَآفَتُهُ الْقُرَشِيُّ هَذَا!.

وأمَّا عَبْدِ السَّلامِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، فَقَالَ الْحَافِظُ فِي «لِسَانِ الْمِيزَانِ» (4/ 17): «قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي «غَرَائِبِ مَالِكٍ»: عَبْدُ السَّلامِ الْمصْرِيُّ ضَعِيفٌ جِدَّاً. وَقَالَ الْخَطِيبُ: صَاحِبُ مَنَاكِيرَ. وَرَوَى الدَّارَقُطْنِيُّ فِي «غَرَائِبِ مَالِكٍ» أَيْضَاً مِنْ طَرِيقِهِ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ: «مَا مِنْ مُعَمِّرٍ فِي الإِسْلامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلاَّ صَرَفَ اللهُ عَنْهُ ثَلاثَةَ أَنْوَاعٍ مِنَ الْبَلاءِ: الْجُنُونَ وَالْجُذَامَ وَالْبَرَصَ»، وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ: لا يَثْبُتُ عَنْ مَالِكٍ، وَعَبْدُ السَّلامِ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ».

[حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير