أَخْرَجَهُ الأَصْبَهَانِيُّ «التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ» (1672) مِنْ طَرِيقِ كَادِحِ بْنِ رَحْمَةَ ثَنَا نَهْشَلُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعَاً: «مَنْ صَلَّى عَلِيَّ فِي كِتَابٍ لَمْ تَزَلِ الصَّلاةُ جَارِيَةً لَهُ مَا دَامَ اسْمِي فِي ذَلِكَ الْكِتَابِ».
قُلْتُ: وَهَذَا إِسْنَادٌ مُتَهَافِتٌ وَاهٍ بِمَرَّةٍ. نَهْشَلٌٌ وَكَادِحٌ كَذَّابَانِ. وَالضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ الْبَلْخِيُّ، قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ شُعْبَةُ يُنْكِرُ أَنْ يَكُونَ الضَّحَّاكُ لَقِيَ ابْنَ عَبَّاسٍ قَطُّ. وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَيْسَرَةَ يَقُولُ: الضَّحَّاكُ لَمْ يَلْقَ ابْنَ عَبَّاسٍ، إِنَّمَا لَقِيَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ بِالرَّي، فَأَخَذَ عَنْهُ التَّفْسِيرَ.
[إيْضَاحٌ وَإيْقَاظٌ] مَا زَبَرْنَاهُ مِنْ بَيَانٍ مُوجَزٍ مُقْتَضَبٍ لِطُرُقِ وَرِوَايَاتِ هَذَا الْحَدِيثِ تُؤَكِّدُ شِدَّةَ ضَعْفِهِ، وَأَنَّهُ مِمَّا لا يَنْجَبِرُ، وَلا يُقَوَّى، وَلا عَاضِدَ لَهُ، وَلَمْ يَعْتَسِفْ أبُو الْفَرَجِ إِذْ حَكَمَ عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ، بَلْ أَقَرَّهُ الْحَافِظَانِ الذَّهَبِيُّ وَابْنُ كَثِيْرٍ وَغَيْرُهُمَا.
وفِي ذَلِكَ كُلِّهِ رَدٌّ عَلَى قَوْلِ الْحَافِظِ السُّيُوطِيِّ فِي «تَدْرِيبِهِ» (2/ 75): «وَهَذَا الْحَدِيثُ وَإِنْ كَانَ ضَعِيفَاً فَهُوَ مِمَّا يَحْسُنُ إِيْرَادُهُ فِي هَذَا الْمَعْنَى، وَلا يُلْتَفَتُ إِلَى ذِكْرِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ لَهُ فِي الْمَوْضُوعَاتِ فَإِنَّ لَهُ طُرُقَاً تُخْرِجُهُ عَنِ الْوَضْعِ، وَتَقْتَضِي أَنَّ لَهُ أَصْلاً فِي الْجُمْلَةِ»!!.
[إيْضَاحٌ ثَانٍ] مَا جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُ كَتَبَةِ الْحَدِيثِ وَحَمَلَةِ الآثَارِ هُوَ اسْتِحْبَابُ كِتَابَةِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّمَا ذُكِرَ اسْمُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ الْحَافِظُ أَبُو بكْرٍ الْخَطِيبُ «الْجَامِعُ لأَخْلاقِ الرَّاوِي» (1/ 271): رَأَيْتُ بِخَطِّ أَبِي عَبْدِ اللهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ فِي عِدَّةِ أَحَادِيثَ اسْمَ النَّبيِّ، وَلَمْ يَكْتُبِ الصَّلاةَ عَلَيْهِ، وَبَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُطْقَاً لا خَطَّاً، وَقَدْ خَالَفَهُ غَيْرُه مِنَ الأَئِمَّةِ الْمُتَقَدِّمِينَ فِي ذَلِكَ.
وَأَسْنَدَ الْحَافِظُ عَنْ عبدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ سَمِعْتُ عَبَّاسَاً الْعَنْبَرِيَّ وَعَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولانَ: مَا تَرَكْنَا الصَّلاةَ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كُلِّ حَدِيثِ سَمِعْنَاهُ، وَرُبَّمَا عَجَّلْنَا فَنُبَيِّضُ الْكِتَابَ فِي كُلِّ حَدِيثٍ حَتَّى نَرْجَعَ إِلَيْهِ.
ويُتْبَعُ بِتَوْفِيقِ اللهِ وَعَوْنِهِ.
ـ[الباحث]ــــــــ[11 - 03 - 07, 01:25 م]ـ
توجد أخي الفاضل مواقع متخصصة في البحث عن الأحاديث وبيان أقوال العلماء فيها من حيث القبول والرد.
منها:
الدرر السنية - جامع الحديث النبوي.
اسأل عنهما جوجل وسيأتيك بالخبر اليقين.
ـ[الغريبه]ــــــــ[12 - 03 - 07, 12:11 م]ـ
جزاكم الله الخير الوفير
وانا متابعة
أكمل رعاك الله ..
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[12 - 03 - 07, 01:16 م]ـ
أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكِ.
حَيْثُ أَحْسَنْتِ الرَّدَّ، وَقَبِلْتِ الإِطَالَةَ، فَسَيَأْتِيكِ الْجَوَابُ مُطَوَّلاً عَنْ كُلِّ حَدِيثٍ تَسْأَلِينَ عَنْهُ، فَإِلَيْكِ:
[2] حَدِيثُ «إِنَّ اللهَ وَكَّلَ بِقَبْرِي مَلَكَاً أَعْطَاهُ أَسْمَاعَ الْخَلائِقِ، فَلا يُصَلِّي عَلَيَّ أَحَدٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلاَّ أَبْلَغَنِي بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ: هَذَا فُلانُ ابْنُ فُلانٍ قَدْ صَلَّى عَلَيْكَ».
¥