ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[03 - 03 - 07, 07:15 ص]ـ
بارك الله فيك.
قلتَ - وفقك الله -:
نعم؛ أخرج الحديثَ الإمامُ أحمدُ - رحمه الله - في " المسند: 4/ 67 - رقم: 16679 "؛ في (حديث حيّة التّميميّ - رضي الله - تعالى - عنه -) -[قلت: يعني: عن أبيه حابسٍ - رضي الله عنه -]-؛ فقال: ثنا يونس ابن محمّدٍ؛ قال: ثنا أبان، و عبد الصّمد؛ قال: ثنا هشام؛ عن يحيى؛ عن أبي جعفر؛ عن عطاء بن يسار؛ عن بعض أصحاب النّبيّ - صلّى الله عليه و على آله و سلّم -؛ به - نحوه -.
و أعاده - رحمه الله - في " المسند: 5/ 379 - رقم: 23265 "؛ في (حديث شيخٍ من بنى سُليطٍ - رضي الله عنه -)؛ بمثل إسناده، و نحو لفظه.
ثم قلتَ:
لولا أنّه أخرجه من طريق أبان؛ عن يحيى؛ به؛ بإسقاط هشامٍ بين يحيى و أبان أبو داود - رحمه الله - في " سننه: 1/ 172 - رقم: 638 "؛ في (كتاب: الصّلاة)؛ (باب: الإسبال في الصّلاة)؛ فقال: حدّثنا موسى بن إسماعيل: ثنا أبان: ثنا يحيى؛ عن أبي جعفر؛ عن عطاء بن يسار؛ عن أبي هريرة؛ به - نحوه -.
و أعاده أبو داود - رحمه الله - في " سننه: 4/ 57 - رقم: 4086 "؛ في (كتاب: اللّباس)؛ (باب: ما جاء في إسبال الإزار).
ثم قلتَ:
و أبان رواه عن هشامٍ؛ به؛ مع الحفّاظ؛ و رواية أبان في الجمع أحبّ إلينا من روايته وحده (!).
وكل هذا سببُهُ خطأ في فهم سياق أحمد لإسناده،
فأحمد قال:
حدثنا يونس بن محمد؛ قال: حدثنا أبان،
وعبد الصّمد؛ قال: حدثنا هشام،
عن يحيى؛ عن أبي جعفر؛ عن عطاء بن يسار ... به.
فأحمد رواه بإسنادين:
أحدهما: عن يونس عن أبان،
والآخر: عن عبد الصمد عن هشام،
كلاهما - أبان وهشام - عن يحيى بن أبي كثير.
ولهذا نظائر في سياقات أحمد أسانيدَهُ في المسند.
ولو كان أبان وعبد الصمد يرويانه عن هشام؛ لقال في إسناده: ... حدثنا أبان وعبد الصمد، قالا: ... ، ولم يقل - بعد ذكر الاثنين -: قال ... .
وأبان لا يروي عن الدستوائي، فلم يُذكر الدستوائي في شيوخه، ولا هو ذُكر في تلامذته.
ويبقى أنه اختلف يونس بن محمد وموسى بن إسماعيل على أبان في تعيين الصحابي، فعينه الثاني بأبي هريرة، ولم يعينه الأول.
---
وعبد الله بن رجاء الغُدَاني (كذا ضبطه ابن حجر في التقريب، لا بالتشديد كما ضبطتَهُ) إلى الثقة أقرب، اجتمعت كلمة أهل الحديث على توثيقه، إلا ما كان مرويًّا عن الفلاس بذكر كثرة غلطه تصحيفه. وقد وثقه أبو حاتم على تشدده.
وقد عَرَف ابنُ معين كثرةَ تصحيفه إلا أنه وثقه فقال - في رواية هاشم بن مرثد -: "كثير التصحيف، وليس به بأس".
فتضعيفه مطلقًا فيه نظر.
بارك الله فيك، ووفقك، ونفع بك.