تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(4) يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ بْنِ الصَّلْتِ السَّدُوسِيُّ الْبَصْرِيُّ.

قُلْتُ: وَهَذَا حَدِيثٌ ثَابِتٌ مُتَّصِلُ الإِسْنَادِ، جَوَّدَهُ وَحَفِظَهُ الثِّقَةُ الثَّبْتُ الْمَأْمُونَ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ أبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَصَرَّحَ بِسَمَاعِهِ إِيَّاهُ مِنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى، وَتَفَرَّدَ الْبُخَارِيُّ بِرِوَايَتِهِ فِي صَحِيحِهِ. وَإِنَّمَا فَاتَ مُسْلِمَاً، لِتَرَاخِيهِ فِي لِقَاءِ أبِي سَلَمَةَ، فَفَاتَهُ الأَخْذُ عَنْهُ، وَالسَّمَاعُ مِنْهُ، ثُمَّ رَوَى عَنْهُ بَعْدُ حَدِيثَاً فَرْدَاً بِنُزُولٍ، إِذْ رَوَاهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيِّ عنْ أَبِي سَلَمَةَ.

وَأَمَّا إِمَامُ الْمُحَدِّثِينَ، فَقَدُ بَكَّرَ إلَى أبِي سَلَمَةَ بِذَهَابِهِ، فَحَمِدَ مَسْرَاهُ عِنْدَ إِيَابِهِ، إِذْ حَفِظَ مِنْ أَحَادِيثِ الطَّوْدِ الشَّامِخِ وَقْرَ بَعِيْرٍ بَلْ زَادَ، وَتَزَوَّدَ مِنْهُ بِعِلْمٍ وَفِيرٍ وَنِعْمَ الزَّادُ، فَمَا شَافَهَهُ شَيْخُهُ بِنَادِرَةٍ إِلاَّ أَوْدَعَهَا جَوْفَ الْفِرَا، ولا شَرَدَتْ عَنْهُ نَادَّةٌ إلا اقْتَنَصَهَا وَلَوْ أَنَّهَا فِي جَوْي السَّمَا، ثُمَّ خَلَّدَ ذِكْرَهُ فَأَوْدَعَ صَحِيحَهُ صُنُوفَاً مِنْ رِوَايَاتِهِ، وَمِئَاتٍ مِنْ مَسْمُوعَاتِهِ.

قَالَ الْعَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِيْنٍ قَالَ: مَا جَلَسْتُ إِلَى شَيْخٍ إِلاَّ هَابَنِي، أَوْ عَرَفَ لِي، مَا خَلاَ هَذَا الأَثْرَمَ التَّبُوْذَكِيّ، فَعَدَدْتُ لابْنِ مَعِيْنٍ مَا كَتَبنَا عَنْهُ خَمْسَةً وَثَلاَثِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ. وَقَالَ الْحُسَيْنُ بنُ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، فَقَالَ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ عَنْ يَحْيَى قَالَ: كَانَ كَيِّسَاً، وَكَانَ حَجَّاجُ بنُ مِنْهَالٍ رَجُلاً صَالِحَاً، وَأَبُو سَلَمَةَ أَتْقَنُهُمَا.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبَا الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيَّ يَقُوْلُ: مُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ ثِقَةٌ صَدُوْقٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ أَيْضَاً: قَالَ عَلِيُّ بنُ الْمَدِيْنِيِّ: مَنْ لَمْ يَكْتُبْ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، كَتَبَ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ ثِقَةً، لاَ أَعْلَمُ أَحَدَاً بِالبَصْرَةِ مِمَّن أَدرَكْنَاهُ أَحْسَنَ حَدِيْثاً مِنْهُ.

وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً كَثِيْرَ الْحَدِيْثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِنَ الْمُتْقِنِينَ. وَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ: ثِقَةٌ إِمَامٌ مَشْهُورٌ.

قُلْتُ: وَحَكَوْا أَنَّ أَبَا زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ أَنْكَرَ عَلَى أَبِي سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيِّ سَمَاعَهُ حَدِيثَ الْغَارِ مِنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ ابْنُ الْمقْرِئِ «مُعْجَمُهُ» (773): حَدَّثَنَا أبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ دُحَيْمٍ الدِّمَشْقِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: قَدَمَ عَلَيْنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ الْبَصْرَةَ، فَكَتَبَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، فَقَالَ: يَا أَبَا سَلَمَةَ؛ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَذْكُرَ لَكَ شَيْئَاً فَلا تَغْضَبْ، قَالَ: هَاتِ، قَالَ: حَدِيثُ هَمَّامٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ فِي الْغَارِ، لَمْ يَرْوِه أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ، وَإِنَّمَا رَوَاهُ بَهْزٌ وَحَبَّانَ وَعَفَّانَ، وَلَمْ أَجِدْهُ فِي صَدْرِ كِتَابِكَ، إِنَّمَا وَجَدْتُهُ عَلَى ظَهْرِهِ!، قَالَ: فَتَقُولُ مَاذَا؟، قَالَ: تَحْلِفُ لِي أَنَّكَ سَمِعْتَهُ مِنْ هَمَّامٍ، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: ذَكَرْتَ أَنَّكَ كَتَبْتَ عِشْرِينَ أَلْفَاً، فَإِنْ كُنْتُ عِنْدَكَ فِيهَا صَادِقَاً فَمَا يَنْبَغِي أَنْ تُكَذِّبَنِي فِي حَدِيثٍ، وَإِنْ كُنْتُ عِنْدَكَ كَاذِبَاً فِي حَدِيثٍ فَمَا يَنْبَغِي أَنْ تُصَدِّقَنِي فِيهَا، وَلا تَكْتُبْ مِنْهَا شَيْئَاً، وَتَرْمِي بِهَا!، بَرَّةُ بِنْتُ أَبِي عَاصِمٍ طَالِقٌ ثَلاثَاً إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ مِنْ هَمَّامٍ، وَاللهِ لا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير