[من روى هذا الحديث ومامرتبته؟]
ـ[خالد ابن عباس]ــــــــ[09 - 03 - 07, 05:48 م]ـ
تخريج حديث الدنيا ملعونة وملعون مافيها إلا ذكر الله وماوراه وعالم ومتعلم وربما ورد بصيغ مختلفة شيئا ما
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[09 - 03 - 07, 06:07 م]ـ
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6/ 703:
أخرجه الترمذي (2323) و ابن ماجه (4112) و الأصبهاني في " الترغيب " (ق
223/ 2) من طريق ابن ثوبان عن عطاء بن قرة عن عبد الله بن ضمرة السلولي قال:
حدثنا أبو هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، و
قال الترمذي: " حديث حسن غريب ". قلت: و هو كما قال أو قريب منه، و قد أقره
المنذري في " الترغيب " (1/ 56)، فإن رجاله كلهم ثقات معروفون غير عطاء بن
قرة، وثقه ابن حبان في " أتباع التابعين " (7/ 252) لكن قد ذكر في "
التهذيب " أنه روى عنه جمع من الثقات، منهم الأوزاعي و الثوري، فكأنه لذلك
قال في " التقريب ": " صدوق يخطىء ". فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى، و
يؤيده قول الذهبي في " المغني ": " صدوق ". أخرجه الترمذي من طريق علي بن
ثابت - و هو الجزري - و الآخران من طريق أبي خليد عتبة بن حماد، كلاهما عن ابن
ثوبان - و هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان - به. و خالفهما أبو المطرف المغيرة
بن المطرف قال: حدثنا ابن ثوبان عن عبدة بن أبي لبابة عن أبي وائل عن ابن
مسعود مرفوعا به. أخرجه البزار (4/ 108 / 3310) و الطبراني في " الأوسط " (
رقم 4248 - نسختي) و قال: " لم يروه عن ابن ثوبان عن عبدة إلا أبو المطرف ..
و روى غيره عن ابن ثوبان عن عطاء بن قرة عن عبد الله بن ضمرة عن أبي هريرة ".
قلت: و هذا أصح لاتفاق الصدوقين عليه، و لأن أبا المطرف هذا غير معروف في كتب
الرجال، ثم رأيت الدارقطني قد سبقني إلى هذا، فقال في " العلل " (5/ 89):
" و هو الصحيح ". و قال الهيثمي (1/ 122): " لم أر من ذكره ". قلت:
أورده بحشل في " تاريخ واسط " (181) و ذكر له أثرا من رواية وهب بن بقية. و
قال الذهبي في " المقتنى ": " واه ". و لفظ البزار: " إلا أمرا بمعروف أو
نهيا عن المنكر ". و للحديث شاهد من حديث جابر مرفوعا به، إلا أنه قال: " ..
إلا ما كان منها لله عز وجل ". أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (3/ 157 و 7 /
91) و الأصبهاني (ق 143/ 2) و البيهقي في " الشعب " (7/ 341 / 10512) من
طريقين عن عبد الله بن الجراح: حدثنا عبد الملك بن عمرو العقدي حدثنا سفيان بن
سعيد عن محمد [بن المنكدر] عنه، و قال أبو نعيم: " غريب من حديث محمد و
الثوري تفرد به عبد الله بن الجراح ". قلت:: قال الذهبي في " الكاشف ": "
ثقة ". و قال الحافظ في " التقريب ": " صدوق يخطىء ". و هذا أقرب إلى مجموع
أقوال المتقدمين فيه، فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى، و ذكره ابن أبي حاتم
في " العلل " (2/ 124) من طريقه، و قال عن أبيه: " هذا خطأ، إنما هو محمد
بن المنكدر أن النبي صلى الله عليه وسلم ". يعني أنه مرسل. و لم يبين السبب،
و على التسليم به هو شاهد حسن مسندا و مرسلا. و شاهد آخر، يرويه محمد بن وضاح
: أخبرنا عبد الملك بن حبيب المصيصي أخبرنا ابن المبارك عن ثور بن يزيد عن خالد
بن معدان عن أبي سعيد الخدري مرفوعا بلفظ: " .. إلا ما كان فيها من ذكر الله،
أو آوى إلى ذكر الله، و العالم و المتعلم شريكان في الأجر، و سائر الناس همج
لا خير فيه ". أخرجه ابن عبد البر في " جامع بيان العلم و فضله " (1/ 27) و
أعله بالوقف فقال: " هكذا رواه عبد الملك بن حبيب المصيصي عن ابن المبارك
مسندا، و رواه عبد الله ابن عثمان عن ابن المبارك عن ثور عن خالد بن معدان من
قول أبي الدرداء ". ثم ساقه بإسناده إلى عبد الله بن عثمان به موقوفا. و
تابعه عبد الرزاق عند البيهقي في " الشعب " (7/ 342). قلت: و عبد الله بن
عثمان هو الحافظ الثقة الملقب بـ (عبدان)، و قد تابعه الحسين المروزي فرواه
في " الزهد " (191/ 543): أخبرنا ابن المبارك به. و هذا أصح مما قبله،
لأن المصيصي مع مخالفته لعبدان و الحسين المروزي فهو مجهول الحال لم يوثقه أحد
، على أنه مع وقفه فهو منقطع بين خالد و أبي الدرداء. و قد جاءت هذه الزيادة "
و العالم و المتعلم شريكان في الأجر .. " مرفوعة من طرق أخرى عن أبي الدرداء و
غيره .. و لكنها واهية كما بينته في " إرواء الغليل " (414). (تنبيه):
عزا السيوطي الحديث في " الجامعين " لابن ماجه فقط عن أبي هريرة، و " أوسط "
الطبراني عن ابن مسعود. و لم يتكلم المناوي على إسناد أبي هريرة، و إنما على
إسناد ابن مسعود، و لم يزد فيه على أن نقل عن الهيثمي قوله المتقدم في راويه
أبي المطرف: " لم أر من ذكره ". هذا في " الفيض "، و أما في " التيسير " فقد
زاد في توضيح الإيهام، فقال: " رمز المؤلف لصحته، و ليس كما قال، إذ فيه
مجهول "! قلت: و فيه ما يلي و إن أقرته لجنة " الجامع الكبير " (55 - 10703
)! أولا: أوهم أن المجهول في إسناد حديث أبي هريرة أيضا، و ليس كذلك كما سبق
. ثانيا: أن رموز السيوطي في " الجامع الصغير " لا قيمة لها، كما نبهنا عليه
مرارا، و شرحته في مقدمة " ضعيف الجامع " و " صحيح الجامع "، و قد نبه
المناوي نفسه على شيء منه في مقدمة " الفيض ". ثالثا: أوهم أن الحديث ضعيف،
و ليس كذلك بالنظر إلى طريق أبي هريرة، فهو حسن كما تقدم، و يزداد قوة بحديث
جابر! و الله أعلم. قلت: و من جناية (الهدام) على السنة تضعيفه لهذا
الحديث، في تعليقه على " إغاثة اللهفان "، و تصدير تخريجه إياه بقوله (1 /
56): " ضعيف: و لعله قول لبعض السلف "!! فيقال له: اجعل (لعل) عند ذاك
الكوكب، فإن جل طرقه مرفوعة، و أولها حسن لذاته، و نحوه حديث جابر، و لكن
الرجل مبتلى بالشذوذ العلمي!
¥