تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و إليك مثالا ثالثا هو أخطر من المثالين السابقين لتضمنه الاحتيال على استحلال ما حرمه الله و رسوله , بل هو من الكبائر بإجماع الأمة ألا و هو الربا! قال ذلك المسكين (ص 321): " إذا نذر المقترض مالا معينا لمقرضه ما دام دينه أو شيء منه صح نذره , بأن يقول: لله علي ما دام المبلغ المذكور أو شيء منه في ذمتي أن أعطيك كل شهر أو كل سنة كذا.

و معنى ذلك أنه يحلل للمقترض أن يأخذ فائدة مسماه كل شهر أو كل سنة من المستقرض إلى أن يوفي إليه دينه , و لكنه ليس باسم ربا , بل باسم نذر يجب الوفاء به و هو قربة عنده!! فهل رأيت أيها القاريء تلاعبا بأحكام الشريعة و احتيالا على حرمات الله مثلما فعل هذا الرجل المتعالم ? أما أنا فما أعلم يفعل مثله أحد إلا أن يكون اليهود الذين عرفوا بذلك منذ القديم , و ما قصة احتيالهم على صيد السمك يوم السبت ببعيدة عن ذهن القاريء , و كذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " قاتل الله اليهود , إن الله لما حرم عليهم الشحم جملوه , أي ذوبوه , ثم باعوه و أكلوا ثمنه "! رواه الشيخان في " صحيحيهما " و هو مخرج في " الإرواء " (1290) بل إن ما فعله اليهود دون ما أتى به هذا المتمشيخ , فإن أولئك و إن استحلوا ما حرم الله , فإن هذا شاركهم في ذلك و زاد عليهم أنه يتقرب إلى الله باستحلال ما حرم الله!! بطريق النذر!

و لا أدري هل بلغ مسامع هذا الرجل أم لا قوله صلى الله عليه وسلم: " لا ترتكبوا ما ارتكب اليهود , فترتكبوا محارم الله بأدنى الحيل " رواه ابن بطة في " جزء الخلع و إبطال الحيل " و إسناده جيد كما قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (2/ 257) و غيره في غيره , و الذي أعتقده في أمثاله أنه سواء عليه أبلغه هذا الحديث أو لا , لأنه ما دام قد سد على نفسه باب الاهتداء بالقرآن و السنة و التفقه بهما استغناء منه عنهما بحثالات آراء المتأخرين كمثل هذا الرأي الذي استحل به ما حرم الله , و الذي أظن أنه ليس من مبتكراته! فلا فائدة ترجي له من هذا الحديث و أمثاله مما صح عنه صلى الله عليه وسلم و هذا يقال فيما لو فرض فيه الإخلاص و عدم اتباع الهوى نسأل الله السلامة.

و مع أن هذا هو مبلغ علم المؤلف المذكور فإنه مع ذلك مغرور بنفسه معجب بعلمه , فاسمع إليه يصف رسالة له في هذا الكتاب (ص 58): " فإنها جمعت فأوعت كل شيء (!) لا مثيل لها في هذا الزمان , و لم يسمع الزمان بها حتى الآن , فجاءت آية في تنظيمها و تنسيقها و كثرة مسائلها و استنباطها , ففيها من المسائل ما لا يوجد في المجلدات , فظهرت لعالم الوجود عروسا حسناء , بعد جهود جبارة و أتعاب سنين كثيرة , و مراجعات مجلدات كثيرة و كتب عديدة , فهي الوحيدة في بابها و الزبدة في لبابها , تسر الناظرين و تشرح صدر العالمين!

و لا يستحق هذا الكلام الركيك في بنائه العريض في مرامه أن يعلق عليه بشيء , و لكني تساءلت في نفسي فقلت: إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الذين يمدحون غيرهم " احثوا في وجوه المداحين التراب " فماذا يقول فيمن يمدح نفسه و بما ليس فيه ? فاللهم عرفنا بنفوسنا و خلقنا بأخلاق نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم.

هذه كلمة وجيزة أحببت أن أقولها حول هذا الكتاب " تعاليم الإسلام " بمناسبة هذا الحديث الباطل نصحا مني لآخواني المسلمين حتى يكونوا على بصيرة منه إذا ما وقع تحت أيديهم , و الله يقول الحق و يهدى السبيل.

انتهى

****

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـ[الشبامي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 10:39 ص]ـ

فكيف بهذا الإسناد:

قال الربيع بن حبيب حدثني ابو عبيدة عن جابر بن زيد عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم

هذا إسناد ساقط لا قيمة له وفيه مجاهيل

الربيع بن حبيب: مجهول ويذكر الاباضية أنه عاش في القرن الثامن الهجري

أبو عبيدة: مجهول ويذكر الاباضية أنه عاش في القرن الرابع الهجري فبالتالي كيف أدرك التابعي الجليل جابر بن زيد رضي الله عنه الذي توفي سنة 93هـ

وهذان لم يترجم لهم أحد أبدا ولم يرد ذكرهما لا في كتب الحديث ولا في كتب التراجم ولا في كتب التاريخ إلا في كتب الاباضية.

ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[19 - 03 - 07, 11:34 ص]ـ

بارك الله فيك

ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[28 - 03 - 07, 07:44 ص]ـ

قال محمد زياد عُفي عنه:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير