تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حديث: "اطلبوا العلم ولو بالصين، فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم":

رواه الخلال في العلل (63 منتخبه) وابن عدي (4/ 118) وأبونعيم في أخبار أصبهان (2/ 156)، وابن عَلِيَّك النيسابوري في الفوائد (241/ 2) وأبوالقاسم القشيري في الأربعين (151/ 1 ذكرهما الألباني في الضعيفة 416) وابن السبط في فوائده (كما في المسهم للغماري 22) وابن عبد البر في جامع بيان العلم (1/ 7 - 8) والخطيب في التاريخ (9/ 363) وفي الرحلة (1 - 3) والبيهقي في المدخل (1/ 241) وفي الشعب (2/ 253 رقم 1663 العلمية) والشجري في الأمالي (1/ 57) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في مشيخته (3/رقم 557 و665 و683) والسهروردي في المعارف (رقم 17) وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 215) والرافعي في التدوين (1/ 492) وابن الدبيثي في الذيل (3/ 105) والضياء في المنتقى من مسموعاته بمرو (28/ 1 كما في الضعيفة).

كلهم من طريق الحسن بن عطية بن نجيح، عن أبي عاتكة، عن أنس مرفوعا مطولا ومختصرا.

وعزاه السيوطي في اللآلئ (1/ 193) لتمام الرازي، ولم أجده في فوائده وأجزائه المطبوعة.

قال ابن عدي: قوله "ولو بالصين" ما أعلم يرويه غير الحسن بن عطية عن أبي عاتكة عن أنس.

ونص الحاكم (كما في الموضوعات) والخطيب أن الحسن تفرد به كذلك، إلا أنه رُويت له متابعة:

فرواه البخاري في تاريخه (4/ 357) والدولابي في الكنى (2/ 23 أصل الحديث، وفيه قصة) والعقيلي (2/ 230) -ومن طريقه ابن الجوزي- من طريق حماد بن خالد الخياط، نا طريف بن سليمان أبوعاتكة به.

قلت: الحسن وحماد ثقتان، وعلته أبوعاتكة، وهو ضعيف جدا، وذكره السليماني فيمن عُرف بوضع الحديث.

واتفق الأئمة على إنكار خبره هذا، فقال الخلال: أخبرني الدوري أنه قال: سألتُ يحيى بن معين عن أبي عاتكة هذا فلم يعرفه.

ولم أجده في تاريخ الدوري عن ابن معين.

وقال الخلال: أخبرني المروذي، أن أبا عبدالله [يعني الإمام أحمد] ذُكر له هذا الحديث فأنكره إنكاراً شديداً.

وأورد البخاري له هذا الحديث الواحد ثم قال: منكر الحديث. كما في الكامل لابن عدي (4/ 118).

وقال البزار في المسند (1/ 175): حديث أبي عاتكة: اطلبوا العلم ولو بالصين"؛ لا يُعرف أبوالعاتكة، ولا يُدرى من أين هو، فليس لهذا الحديث أصل.

وساق العقيلي هذا الحديث الواحد في ترجمته، وقال عقبه: متروك الحديث.

وقال ابن حبان (1/ 382) إن أبا عاتكة: منكر الحديث جدا يروي عن أنس ما لا يشبه حديثه، وربما روى عنه ما ليس من حديثه، وذكر له هذا الحديث.

بينما نقل ابن الجوزي والسخاوي في المقاصد (63) عن ابن حبان أنه قال: باطل لا أصل له.

وصرح ابن عدي أنه منكر.

وضعفه البيهقي في المدخل وفي الشعب.

وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.

وقال الذهبي في الميزان (2/ 335): هو صاحب حديث اطلبوا العلم ولو بالصين!

وضعّفه في تلخيص الموضوعات (110).

كما ضعفه السخاوي في المقاصد الحسنة (125).

وقال الألباني في الضعيفة (416): باطل.

وضعفه ابن باز في التحفة الكريمة (30 بتخريجي).

فهذه حال أشهر طرق الحديث!

وله طريق أخرى:

رواها ابن عبد البر في العلم (1/ 9) من طريق يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم العسقلاني، ثنا عبيد بن محمد الفريابي، نا ابن عيينة، عن الزهري، عن أنس مرفوعا بمثل حديث أبي عاتكة.

والعسقلاني كذاب، وذكر ابن حجر في اللسان (6/ 304) الحديث من بلاياه.

وضعفه السخاوي في المقاصد الحسنة (125).

وثمة طريق أخيرة عن أنس جاءت في كتاب موضوع، نذكرها تنبيهاً:

فجاء في ترتيب المسند المزعوم للربيع بن حبيب (18) أنه قال: حدثني أبو عبيدة، عن جابر بن زيد، عن أنس بن مالك مرفوعا بالشطر الأول محل الشاهد.

وهذا المسند وضعته الأباضية متأخراً، والربيع وشيخه مختلَقان لا وجود لهما؛ كما صرح بذلك جماعة من العلماء والباحثين، مثل الألباني وسعد الحميد.

• ورُوي محل الشاهد من حديث أبي هريرة، رواه ابن عدي (1/ 177) من طريق محمد بن كرام، عن أحمد الجويباري، عن الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعا.

وقال ابن عدي: وهذا بهذا الإسناد باطل، يرويه الحسن بن عطية عن أبي عاتكة عن أنس.

قلت: آفته الجويباري، قال عنه ابن عدي في الموضع السابق: وكان يضع الحديث لابن كرام على ما يريده، وكان ابن كرام يضعها في كتبه عنه، ويسميه أحمد بن عبد الله الشيباني!

فالخلاصة أن الحديث موضوع، وللعلامة مرتضى الزبيدي مؤلف بعنوان: العقد الثمين في حديث اطلبوا العلم ولو بالصين، ذكره الكتاني في فهرس الفهارس (1/ 539).

وروى ابن الدبيثي في الذيل (1/ 232 دار الغرب) لطاهر بن محمود الفقيه:

تقرَّب إلى الرحمن بالفقه في الدين * * * وعاشرْ عبادَ الله بالرفق واللِّينِ

وكُنْ طالباً للعِلمِ بالجُهدِ دائباً * * * وإنْ كنتَ ترجو نيلَ ذلك بالصِّينِ

لا يفوتني التنويه أن قدامى الأئمة والعارفين بالعلل لم يغتروا بكثرة طرق أصله حديث "طلب العلم فريضة"، وصرحوا أنها ضعاف ومناكير لا تتقوى، وأنه لا يصح في الباب شيء، مثل: الإمام أحمد، وابن راهويه، والبزار، والعقيلي، وأبوعلي النيسابوري، وابن عبدالبر، والبيهقي، وابن الجوزي، وابن القطان الفاسي، وابن الصلاح، والمنذري، والنووي، وأول من قواه بطرقه المزي في القرن الثامن، فالزركشي، والعراقي، والسيوطي، ومن بعدهم من المتأخرين والمعاصرين.

يُنظر مسند البزار (1/ 175 و13/ 240 و14/ 46)، والعلل للخلال (ص128)، والمدخل للبيهقي (1/ 242)، والشعب له (1663)، والمقاصد الحسنة (رقم 660)، والجزء المفرد في الحديث للسيوطي (مع التعليقات عليه)، والروض البسام للدوسري (1/ 140).

كتبه: محمد زياد بن عمر التكلة، حامداً مصليًّا مسلّماً.

الرياض 1428

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير