ـ[أبو عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[28 - 04 - 07, 12:52 ص]ـ
قال الشيخ عمرو عبد المنعم سليم في كتابه [لا دفاعا عن الألباني فحسب بل دفاعا عن السلفية]
اتهام السقاف لمعاوية بن أبي سفيان بشرب الخمر وحاشاه أن يفعل ذلك – ? -
وقد أتهم السقاف معاوية بن ابي سفيان – رضي الله عنهما – بشرب الخمر واستدل بما رواه الإمام احمد (5/ 347) بسند رجاله رجال مسلم – كما قال لسقاف – عن عبدالله بن بريدة، قال: ((دخلت أنا وأبي على معاوية، فأجلسنا على الفرش، ثم أتينا بالطعام فأكلنا، ثم أتينا بالشراب، فشرب معاوية، ثم ناول أبي، ثم قال: ما شربته منذ حرمه رسول الله ? …)). ولم يذكر السقاف سند الحديث، ولا تتمة متنه.
? فاما سنده: فقال أحمد: حدثنا زيد بن الحباب، حدثني حسين، حدثنا عبدالله بن بريدة ……. ? وأما تتمة المتن: ((ثم قال معاوية: وكنت أجمل شباب قريش وأجوده ثغراً،وما شىء كنت أجد له لذة كما كنت أجده وأنا شاب غير اللبن، أو إنسان حسن الحديث يحدثني)).
وقد حاول السقاف بهذا الخبر التلبيس على القارئ بأن معاوية كان ممن يشرب الخمر بعد إسلامه، وبعد ثبوت تحريم شرب الخمر. وهذا مندفع بامور:
أولها: أن لفظ الشراب لا يقتضي أن يكون المشروب خمراً.
ثانيها: مناولته لبريدة بن الحصيب الشراب، فلو كان خمراً لما أخذه بريدة، ولأنكر عليه ذلك.
ثالثهما: أن قوله: ((ما شربته منذ حرمه رسول الله ….)) هو من قول معاوية وليس من قول بريدة، يدل على ذلك ما حذفه السقاف من متن الخبر والذي أشرنا إليه سابقاً، فدل على ان الشراب لم يكن خمراً، بل لعله كان لبناً.
? وكذلك فإسناد الخبر فيه لين. فزيد بن الحباب في حفظه ضعف، ومثله حسين بن واقد، ولذلك لم يجرؤ السقاف على تصحيحه.
الثامن والثلاثون
الجواب عما ذكره السقاف من قتل الصحابي حجر بن عدي بأمر معاوية
وقد حاول السقاف الطعن في معاوية - (- بطريقة أخرى، وهي اتهامه بقتل الصحابي حجر بن عدي - (- بغير علة، وإنما كان ذلك إرساء لملكه - فيما أوهم -؟!. هكذا ادعى، وحاشا لله أن يصدر هذا من صحابي جليل كمعاوية ابن أبي سفيان.
قال ابن سعد - رحمه الله - في ((الطبقات)) (6/ 151): وكان حجر بن عدى جاهلياً إسلامياً، قال وذكر بعض رواة العلم أنه وفد إلى النبي (، مع أخيه هانئ بن عدى، وشده القادسية، وهو الذي فتح مرج عذرى، وكان في ألفين وخمسائة من العطاء وكان من اصحاب علي ابن أبي طالب، وشهد معه الجمل و
منزلك، وهذا سريرى فهو مجلسك، وحوائجك مقضية لدى، فاكفنى نفسك فإني أعرف عجلتك، فأنشدك الله يا أبا عبدالرحمن في نفسك، وإياك وهذه السفلة وهؤلاء السفهاء أن يستزلوك عن رأيك فإنك لو هنت علي واستخففت بحقك لم أخصك بهذا من نفسي. فقال حجر: قد فهمت، ثم انصرف إلى منزله، فاتاه إخوانه من الشيعة، فقالوا: ما قال لك الأمير؟ قال: قال لي كذا وكذا، قلوا: ما نصح لك، فأقام وفيه بعض الاعتراض.
وكانت الشيعة يختلفون إليه ويقولون: إنك شيخنا وأحق الناس بإنكار هذا الأمر، وكان إذا جاء إلى المسجد مشوا معه، فأرسل إليه عمرو بن حريث، وهو يومئذ خليفة زياد على الكوفة وزياد بالبصرة: أبا عبدالرحمن ما هذه الجماعة وقد أعطيت الأمير من نفسك ما قد علمت؟ فقال للرسول: تنكرون ما أنتم فيه، إليك وراءك أوسع لك، فكتب عمرو بن حريث بذلك إلى زياد، وكتب إليه: إن كانت لك حاجة بالكوفة فالعجل، فأخذ زياد المسير حتى قدم الكوفة، فارسل إلى عدى بن حاتم، وجير بن عبدالله البجلى، وخالد بن عرفطة العذري، حليف بني زهرة، وإلى عدة من أشراف أهل الكوفة، فارسلهم إلى حجر بن عدى ليعذر إليه، وينهاه عن هذه الجماعة، وإن يكف لسانه عما يتكلم به، فأتوه فلم يجبهم إلى شيء، ولم يكلم أحداً منهم وجعل يقول: يا غلام اعلف البكر، قال: وبكر في ناحية الدار، فقال له عدى بن حاتم: أمجنون أنت؟ أكلمك بما اكلمك به وأنت تقول يا غلام أعلف البكر؟ فقال عدى لأصحابه: ما كنت أظن هذا البائس بلغ به الضعف كل ما رأى، فنهض القوم عنه وأتوا زياداً فأخبروه ببعض وخزنوا بعضاً، وحسنوا أمره وسألوا زياداً الرفق به فقال: لست إذا لأبي سفيان.
¥