تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأرسل إليه الشرط والبخاريه فقاتلهم بمن معه، ثم انقضوا عنه وأتى به زياد وباصحابه فقال له: ويلك ما لك؟ فقال: إني على بيعتى لمعاوية لا أقيلها ولا استقيلها، فجمع زياد سبعين من وجوه أهل الكوفة، فقال: اكتبوا شهادتكم على حجر وأصحابه، ففعلوا ثم وفدهم على معاوية وبعث بحجر واصحابه إليه.

وبلغ عائشة الخبر فبعثت عبدالرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي إلى معاوية فسأله أن يخلي سبيلهم، فقال عبد الرحمن بن عثمان الثقفي: يا أمير المؤمنين جدادها جدادها، لا تعن بعد العام أبداً، فقال معاوية: لا أحب أن أراهم ولكن اعرضوا على كتاب زياد، فقرئ عليه الكتاب، وجاء الشهود فشهدوا، فقال معاوية بن ابي سفيان: أخرجهم إلى عذرى فاقتلوهم هنالك، قال فحملوا إليها.

فدلت هذه الحكاية على أن معاوية أمر بقتله لما شهد عنده الشهود بأنه ألب على عامله بالعراق، وحصبه وهو على المنبر، وخلع البيعة لمعاوية نفسه، وهو آنذاك أمير المؤمنين، وقد قال رسول الله (- فيما أخرجه مسلم من حديث عرفجة -: ((إنه ستكون هنات وهنات، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة، وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان)). قال الإمام النووى - رحمه الله - (12/ 241): ((فيه الأمر بقتال من خرج على الإمام، أو أراد تفريق كلمة المسلمين ونحو ذلك، وينهى عن ذلك، فإن لم ينته قوتل، وإن لم يندفع شره إلا بقتله فقتل كان هدراً)).

قلت: وفي القصة التي ذكرها ابن سعد ما يدل على أن الشيعة قد ألبوه على معاوية وعامله، وأن زياداً والى العراق قد راجعه في ذلك قبل أن يبعث بالشهود إلى معاوية - (- فلما علم معاوية من حاله، وشهد عنده الشهود بذلك، أمر بقتله عملاً بنص هذا الحديث، خصوصاً وأن البيعة كانت قد استقرت له، والتأليب عليه مما يضر بالدولة الإسلامية آنذاك. وقد أمرنا النبي (بالسمع والطاعة ولو لعبد حبشي، فكيف بمن كان من صحابته الذين آزروه ونصروه، وبمن دعا له النبي (بالهداية؟!!.

وأمر أخيراً أذكره: أن حجر بن عدى هذا مختلف في صحبته، والأكثر على أنه تابعى، قال الحافظ ابن حجر في ((الإصابة)) (1/ 313): ((وأما البخاري، وابن أبي حاتم، عن أبيه، وخليفة بن خياط، وابن حبان فذكروه في التابعين وكذا ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة)). وعلى فرض التسليم له بالصحة فالواجب علينا عدم الخوض فيما شجر بين الصحابة، بل الترحم عليهم، والتصديق بعدالتهم. قال ابن حجر في مقدمته ((الإصابة)) (1/ 17): ((اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة)).)) انتهى

قدمتُ لك بهذا النقل في هذه العجالة ولعل عند الإخوة الفضلاء ما يثلج الصدر

ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[02 - 05 - 07, 06:24 م]ـ

أعوذ بالله من شبهات الروافض والرفض والتعدي على الصحابة رضي الله عنهم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير