- وأخرجه الطبراني في الكبير 8/ 150 ح7579، وفي مسند الشاميين 2/ 381 ح1541 و4/ 316 ح3413 عن عثمان بنخالد الحمصي، عن عبد الله بن عبد الجبار الخبائري، عن سعيد بن عمارة، عن هشام بن الغاز، عن مكحول، عن أبي أمامة، عن النبي - صلى الله عليهوسلم - به بنحوه مختصراً.
وذكر أبو حاتم في العلل من طريق: الهقل، وعمرو بن هاشم، عن الأوزاعي، عن سليمانحبيب، عن أبي أمامة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" ثلاثة كلهمضامن على الله ... ". قال: ورواه الوليد وغيره، عن الأوزاعي، عن سليمان، عن أبي أمامة موقوف. وقال: هقل أحفظ، والحديث موقوف أشبه.
فالاختلاف ظاهر في هذا الحديث على الأوزاعي، حيث روي عنه على وجهين:
الوجهالأول: عن الأوزاعي، عن سليمان بن حبيب، عن أبي أمامة مرفوعاً، وهذهرواية الهقل بن زياد، وعمرو بن هاشم، وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة، وعمر بن عبد الواحد.
الوجه الثاني: عن الأوزاعي، عن سليمان بن حبيب، عن أبي أمامة موقوفاً، وقد ذكر أبو حاتم أن هذه رواية الوليد بن مسلموغيره. ولم أقف عليه.
وقد قال أبو حاتم بعد ذكر هذين الوجهين: هقل أحفظ، والحديث موقوف أشبه.
وهذا حكم بترجيح الموقوف وهو رواية الوليد بن مسلم وغيره، مع التسليم بأن الهقل بن زياد أحفظ من الوليد بن مسلم لحديث الأوزاعي.
ولكنقد تبين أن الهقل، وعمرو بن هاشم قد توبعا على رفعه، فتابعهما إسماعيلبن عبد الله بن سماعة العدوي، وهو ثقة (التقريب 458)، وتابعهما عمربن عبد الواحد السلمي، وهو ثقة - أيضاً - (التقريب 4943)، فهؤلاءأربعة، وفيهم ثلاثة ثقات رووه عن الأوزاعي مرفوعاً، مما يدل على ثبوترفع هذا الحديث عن الأوزاعي.
وقدتابع الأوزاعي على رفعه أبو حفص عثمان بن أبي العاتكة الأزدي الدمشقي، وهو صدوق، ضعفوه في روايته عن علي بن يزيد الألهاني (التقريب 4483)،وليس هذا من حديثه عن علي بن يزيد، وقد قال فيه أبو حاتم: لا بأس به، بليته من كثرة روايته عن علي بن يزيد، فأما ما روى عن غير علي بن يزيد فهومقارب يكتب حديثه. ومع ذلك فقد ضعفه ابن معين وغيره (انظر: الجرحوالتعديل 6/ 163، تهذيب الكمال 19/ 397).
كما تابع الأوزاعي علىروايته عن سليمان بن حبيب كلثوم بن زياد، وهو أبو عمرو، ترجم له البخاري، وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان فيالثقات، وضعفه النسائي. (التاريخ الكبير 7/ 228، ضعفاء النسائي ص90،الجرح والتعديل 7/ 164، ثقات ابن حبان 7/ 355، الميزان 3/ 413، اللسان 4/ 489).
ولكن سبق أن الظاهر أن روايته موقوفة، وهي محتملة للرفع، وهو الذي فهمه أبو القاسم الطبراني.
فهذامحصل الاختلاف في رفع هذا الحديث ووقفه على الأوزاعي، وعلى سليمان بنحبيب، ومن خلال الموازنة بين المختلفين يظهر أن رفعه أقوى من وقفه، ولكنلا يجزم بذلك لأن أبا حاتم ذكر أن الوقف رواية الوليد بن مسلم وغيره عنالأوزاعي، مما يدل على أن الوليد متابع على وقفه، فلعل الأوزاعي حدثبالوجهين جميعاً، أو لعل سبب الاختلاف هو أن رفعه ليس بصريح كما هو فيرواية كلثوم المطولة التي يحكي بها سليمان قصة إتيانه أبا أمامة. فاللهأعلم.
وأما رواية مكحول عن أبي أمامة فهي مرفوعة، ولكنه إسناد فرد، وفيه سعيد بن عمارة الكلاعي، وهو ضعيف (التقريب 2367)، وشيخ الطبرانيعثمان بن خالد بن عمروٍ السُّلَفي الحمصي لم أتبين حاله، والله أعلم.