تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت:ولا يفهم من قول ابن حجر هذا أنه ثقة في السيرة! وإنما مراده دفع شبهة التدليس عنه لأنه متهم بها كما مر؛ إذ أنه بكّر بسمع المغازي مع أبيه من يونس بن بكير الشيباني،فاتهم:" بأن الكتب التي يحدث منها كانت لأبيه فادعى سماعها معه "،فأراد الحافظ ابن حجر أن يثبت سماعه، وقد نقل الخطيب قصة تبين صحة سماعه من يونس إذ نقل بسنده عن محمد بن الحسن بن حميد بن الربيع عن أبيه:" .. أنهم سألوا أبا كريب عن مغازي يونس بن بكير فقال:مروّا إلى غلام بالكناس يقال له العطاردي سمع معنا مع أبيه فجئنا إليه فقال: لا أدري أين هو مذ سمعته ما نظرت فيه ولكن هو في قمطار فيها كتب فاطلبوه،فقمت فطلبته فوجدته وعليه ذرق الحمام،وإذا سماعه مع أبيه بالخط العتيق، فسألته أن يدفعه إلي ويجعل وراقته لي ففعل ".وهذه القصة إن ثبتت فإنّ الراوي يضعّف حفظه "صدراً"إذ نسيه فلم يذكره، ويبين ضعف اهتمامه به "كتاباً"،إذ تركه في برج حمام، حتى أصابه ذرقه! فالرجل ضعيف كما نص على ذلك أئمة الشأن ([13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=558043#_ftn13)).

أما يونس بن بكير هو الشيباني الكوفي:

فوثقه ابن معين وابن نمير، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: محله الصدق.وضعفه النسائي وأبو داود وقال:ليس هو عندي بالحجة،يأخذ كلام ابن إسحاق فيوصله بالحديث. وقال الذهبي:أحد أئمة الأثر والسيرة،كان حسن الحديث.وقال ابن حجر:صدوق يخطئ.

فالرجل صدوق إذا توبع، وفي تفرده كلام، وهكذا هو هنا، أضف إلى كونه انفرد به عن ابن إسحاق، وكلام أبي داود فيه واضح، ثم إنّ ابن إسحاق رواه في مغازيه دون إسناد؟

وأما ابن إسحاق: ففيه كلام طويل خلاصته: أنه صدوق يدلس في الحديث،وهو إمام المغازي والسير،إليه المنتهى فيهما.

قال عباس الدوري:سُئل أحمد بن حنبل في ابن إسحاق فقال:"يكتب عنه هذه الأحاديث –يعني المغازي ونحوها –فإذا جاء الحلال والحرام أردنا قوماً هكذا،وضم يديه وأقام أصابعه الإبهامين " ([14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=558043#_ftn14)).

وأما عثمان بن محمد بن مغيرة الأخنس الثقفي الحجازي: فهو صدوق،له أوهام ومناكير ([15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=558043#_ftn15)).

فهذا الإسناد لا يفرح به، إذ فيه العطاري وابن بكير، أضف إلى شبهة الانقطاع إذ لم يصرح عثمان ممن أخذه من آل عمر بن الخطاب؟ فلعله وهم فيه، أو يكون الوهم من ابن بكير إذ هو معروف بالمخالفة فكان يأخذ كلام ابن إسحاق فيوصله بالحديث.

2 - وأخرجه أبو عبيد في الأموال ص215 –مرسلاً- فقال: حدثني يحيى بن عبدالله بن بكير وعبد الله بن صالح قالا: حدثنا الليث بن سعد قال:حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب أنه قال: بلغني أن رسول الله r كتب بهذا كتاباً ... " بنحو حديث ابن إسحاق.

قلت:هذا الإسناد أنظف الأسانيد التي جاءت في الوثيقة –أعني التفصيلية-لولا إرسال الزهري،وهو إمام الدنيا في الحديث بيد أن في مراسيله كلاماً.

قال ابن القطان: مرسل الزهري شر من غيره لأنه حافظ وكلما قدر أن يسمي يسمي، وإنما يترك من لا يستحسن أن يسميه"؛وقال أبن معين:"مرسل الزهري ليس بشيء"،وروي عن الإمام الشافعي وغيره مثل قول ابن معين ([16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=558043#_ftn16)). فالحديث ضعيف.

3 - وأخرج - طرفاً منه -البيهقي 8/ 106 من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف فقال: وروى كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده أنه قال: كان في كتاب النبي r :" إن كل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط من المؤمنين وإن على المؤمنين أن لا يتركوا مفرحا منهم حتى يعطوه في فداء ".

حدثنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال:حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال:أنبأ معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق -هو الفزاري -عن كثير بن عبد الله فذكره.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير