تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأخرجه ابن أبي خيثمة –كما نقله ابن سيد الناس في عيون الأثر 1/ 240 من طريق كثير هذا،فقال: حدثنا احمد بن جناب ابو الوليد،قال: حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو المزني عن ابيه عن جده:"أن رسول الله r كتب كتابا من المهاجرين والانصار"فذكر بنحوه –أي بنحو الكتاب الذي أورده ابن إسحاق أ. هـ كلام ابن سيد الناس.

قلت: هذا الحديث ليس متابعاًُ لحديث ابن اسحاق بل جاء مختصراً كالروايات الآتية، وإنما ذكره ابن سيد الناس كما قال:"أي بنحو الكتاب الذي أورده ابن إسحاق" وتابعه عليه من تابعه لا يقوم له،إذ لم يذكر لنا ابن سيد الناس متنه،وهي في المفقود من تأريخ ابن ابي خيثمة ([17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=558043#_ftn17))، ويؤيد هذا أن البيهقي أخرجه مختصراً كما ترى.

وعلى كل حال فالسند ضعيف إذ مداره على كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني:

قال ابن معين:ليس بشيء. وقال أبو زرعة الرازي: واهي الحديث ليس بالقوي. وقال الشافعي وأبو داود:ركن من أركان الكذب. وضرب أحمد على حديثه.

وقال أبو خيثمة الحافظ والد (محمد) -وهو من روى هذا الحديث – قال لي أحمد بن حنبل:لا تحدث عنه شيئاً. وقال النسائي مرة: متروك،وروي عنه أخرى: ليس بثقة.

وقال ابن حبان:له عن أبيه عن جده نسخة موضوعة،لايحل ذكرها والرواية عنه إلا على جهة التعجب. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.

وقال الدار قطني:متروك

وقال الحافظ ابن حجر:ضعيف أفرط من نسبه إلى الكذب ([18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=558043#_ftn18)).

قلت: فالرجل ضعيف جداً،ولم يخطئ من أتهمه بالكذب.

الحديث بهذا الإسناد واهي، وهوعلة بذاته لا يصلح أن يشهد لغيره ناهيك أن يقوم بنفسه، وفي الصحيح ما يغني عنه وعن أمثاله من الأسانيد.

ومما يشهد لأصل الوثيقة، وبعض ألفاظها:

ما أخرجه أحمد 1/ 79،والبخاري1/ 53 (111) و3/ 110 (2882)،و6/ 2531 (6507)،و6/ 2534 (6517)،والترمذي (1412)،والنسائي 8/ 23،وابن ماجة (2658) من طرق عن مطرف عن الشعبي عن أبي جحيفة قال: قلت: لعلي هل عندكم كتاب؟ قال: لا إلا كتاب الله أو فهم أعطيه رجل مسلم أو ما في هذه الصحيفة.قال:قلت: فما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر".

وما أخرجه أحمد 3/ 321و349 - واللفظ له-ومسلم2/ 1146 (507)،

والنسائي في الكبرى 4/ 240 (7034)،والصغرى8/ 52،وأبو يعلى في مسنده 4/ 160 (2228) من طرق عن أبي الزبير عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهyِ يَقُولُ:"كَتَبَ النَّبِيُّ r عَلَى كُلِّ بَطْنٍ عُقُولَهُ ثُمَّ إِنَّهُ كَتَبَ أَنَّهُ لَا يَحِلُّ أَنْ يُتَوَالَى مَوْلَى رَجُلٍ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِ قَالَ رَوْحٌ يُتَوَلَّى" ([19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=558043#_ftn19)).

وما أخرجه إبن أبي شيبة في مصنفه 5/ 419 (27577)،وأحمد1/ 276،وأبويعلى4/ 366 (2484) من طرق عن حجاج ([20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=558043#_ftn20))، عن الحكم،عن مقسم عن ابن عباس y قال:" كتب رسول الله r كتاباً بين المهاجرين والأنصار: أن لا يغفلوا معاقلهم، وأن يفدوا عانيهم بالمعروف والإصلاح بين الناس".

وما أخرجه أحمد 1/ 276و2/ 204 قال:حدثنا سريج، قال:حدثنا عباد عن حجاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ([21] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=558043#_ftn21)) أن النبي r كتب كتابا بين المهاجرين والأنصار أن يعقلوا معاقلهم وأن يفدوا عانيهم بالمعروف والإصلاح بين المسلمين ".

وهكذا فإن أصل الوثيقة ثابت بالحديث الصحيح عند الأئمة:البخاري ومسلم وغيرهما،وجاءت الروايات مجتزأة مختصرة بمجموعها يثبت أن رسول الله r كتب كتاباً بين المهاجرين والأنصار في المدينة المنورة؛أما التفصيلات التي جاءت في رواية

ابن إسحاق فلم نجدها إلا عنده ومدارها عليه،وجاءت أيضاً من طريق الزهري مرسلة؛ فهي ضعيفة ([22] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=558043#_ftn22)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير