(قد رؤي أبو لهب بعد موته في النوم، فقيل له ما حالك؟ فقال: في النار، إلا أنه يخفف عني كل ليلة اثنين، وأمص بين أصبعي ماء بقدر هذا- وأشار لرأس أصبعه-وأن ذلك بإعتاقي لثويبة،عندما بشرتني بولادة النبي صلى الله عليه وسلم وبإرضاعها له.فإذا كان أبو لهب الكافر، الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحة ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم به،فما حال المسلم الموحد من أمة النبي صلى الله عليه وسلم يسر بمولده، ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته صلى الله عليه وسلم لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنات النعيم).ا. هـ.
قلت: أن هذا الخبر رواه البخاري مرسلاً في باب: {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ}، و ((يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب)) من صحيحة، بعد أن ذكر الحديث بسنده عن عروة بن الزبير، أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته أن أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرتها أنها قالت: يا رسول الله! انكح أختي بنت أبي سفيان،فقال: ((أو تحبين ذلك؟)).فقلت: نعم، لست لك بِمُخلية، وأحب من شاركني في خير أختي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن ذلك لا يحل لي)). قلت: فإنا نُحدَّث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة. قال: ((بنت أم سلمة؟)). قلت: نعم. فقال: ((لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلَّت لي، إنها لابنة أخي من الرضاعة، أرضعتني وأبا سلمة ثويبة، فلا تعرضن على بناتكن ولا أخواتكنّ)).
قال عروة: وثويبة مولاة لأبي لهب، وكان أبو لهب أعتقها فأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشر حيبة، قال له: ماذا لقيت؟ قال: أبو لهب: لم ألق بعدكم، غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة.
قال الحافظ ابن حجر: وفي الحديث دلالة على أن الكافر قد ينفعه العمل الصالح في الآخرة، لكنه مخالف لظاهر القرآن، قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً}.
وأجيب عن هذا من وجوه منها:
*أ- أن الخبر مرسل أرسله عروة ولم يذكر من حدثهُ به – كما تقدم -.
*ب- وعلى تقدير أن يكون موصلاً، فالذي في الخبر رؤيا منام فلا حجة فيه، ولعلَّ الذي رآها لم يكن إذ ذاك أسلم بعد فلا يحتج به.
*ج- أن ما ورد في مرسل عروة هذا من إعتاق أبي لهب ثويبة كان قبل إرضاعها النبي صلى الله عليه وسلم، وما ذكره ابن الجزري من أنه أعتقها عندما بشرته بولادة النبي صلى الله عليه وسلم: يخالف ما عند أهل السير من أن إعتاق أبي لهب إياها كان بعد ذلك الإرضاع بدهر طويل.
قال ابن سعد: (وأخبرنا محمد بن عمر – الواقدي – عن غير واحد من أهل العلم، وقالوا: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلها وهو بمكة، وكانت خديجة تكرمها، وهي يومئذٍ مملوكة، وطلبت إلى أبي لهب أن تبتاعها منه لتعتقها، فأبي أبو لهب، فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، أعتقها أبو لهب، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إليها بصلة وكسوة، حتى جاءه خبرها أنها قد تُوفيت سنة سبع مرجعة من خيبر).
*د- أنه لم يثبت من طريق صحيح أن أبا لهب فرح بولادة النبي صلى الله عليه وسلم ولا أن ثويبة بشرته بولاته، ولا أنه أعتق ثويبة من أجل البشارة بولادة النبي صلى الله عليه وسلم وتقدم ذلك – فكل هذا لم يثبت، ومن ادّعى ثبوت شيء من ذلك، فعليه إقامة الدليل على ما ادَّعاه، ولن يجد إلى الدليل الصحيح سبيلاً.
3 - - لما ولد النبي صلى الله عليه وسلم أتى جبريل بالبشارة واهتز عرش الرحمن طربا وخرجت الحور العين من القصور وقيل لرضوان زين الفردوس .. وابعث غلى منزل آمنة أطيار جنات عدن ترمي من مناقيرها درا فلما وضعت محمد صلى الله عليه وسلم رأت نورا اضاءت منه قصور بصر. انتهى , فيا له من كذب وافتراء , نعم ق رأت نورا أضاء منه قصور الشام ولكن ذلك في المنام.
4 - ونار فارس من نوره أخمدت والأسرة بملوكها تزلزت والتيجان من رؤوس أربابها تساقطت وبحيرة طبرية عند ظهوره وقفت ... إلى غير ذلك من الإرهاصات الكاذبة التي لم يصحمنها شيء مطلقا.
5 - وحديث انتقال نوره من نبي غلى نبي , وهذا لم يصح.
6 - وقالت آمنة: أنه ولد مكحولا مختونا مدهونا طيبا وأن جبريل حمله فطاف به البر والبحر , وهذه كله لا أصل له أما إنه ولد مختونا فضعيف.
7 - سبحان من خلق هذا النبي ... جعل من فرح بمولده حجابا من النار وسترا , من أنفق في مولده درها كان له شافعا ومشفاع , وهذا كذب و لا يصح.
8 - لما أراد الله عز وجل خلق المخلوقات قبض تلك القبضة من نوره عز وجل وقال لها: كوني محمدا فصارت عمودا ... , انتهى , وهذا هراء وكذب ومثله حديث أن محمدا صلى اله عليه وسلم خلق من نور الله.
9 - إن الله قسم نور محمد صلى الله عليه وسلم عشرة أقسام فالأول العرش ... , انتهى , وهذا زور وبهتان وأكاذيب.
10 - ولما خلق الله القلم قال له: اكتب محمد رسول الله , قال القلم ك وما مجم الذي قرنت اسمه بغسمك؟ فقال الله: تأدب يا قلم , وعزتي وجلالي لولا محمد ما خلقت احدا من خلقي , انتهى , وهذا لا أصل له.
11 - ولما تزوج عبد الله آمنة مات من نساء مكة مائة امرأة أسفا وشوقا إلى نور محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا لا يصح ايضا.
12 - قول آمنة عند الولادة بانشقاق الحائط وخروج حواء ةآسيا ومريم بنت عمران ثم الحور العين وظهور الأعلام , وهذا لا يصح.
13 - قول آمنة: اخمدت ليلة مولده نار فارس وانشق إيوان كسرى , وهو ضعيف.
رقم (1) و (2) من عمل الأخت: قطرة ندى بارك الله فيها.