[تحقيق النقاء بحديث لا يرد القضاء الا الدعاء]
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[25 - 03 - 07, 04:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ان الحمد لله؛نحمده ونستعينه ونستغفره؛ ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا؛ من يهدى الله فلا مضل له؛ ومن يضلل فلا هادى له؛ ونشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له.
(يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون).
(يا ايها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها
زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذى تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا).
(يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ,.يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم من يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما).
اما بعد:
فإن اصدق الحديث كتاب الله, وخير الهدى هدى محمد ٍصلى الله عليه وسلم, وشر الامور محدثاتها, وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة؛ وكل ضلالة فى النار.
وبعد:
فقد كثُرت الاحاديث الباطلة والموضوعة, مما أدى إلى التباس الامر عند البعض, فأصبح من الطبيعى ان يشك البعض من بطلان الاحاديث الصحيحة عن طريق النظر إلى المتن دون السند, فيعمل على الحكم بالضعف دون العلم منه, كحديث (إذا وقعت الذبابة) وغيره من الاحاديث التى شك الناس فيها رغم الصحة المطلقة.
وكان هناك حديث الناظر فى متنه دون سنده يشك فى صحته, فأحببت ان ابين صحة ذلك الحديث من سنده ومتنه معاً فى بحثاً سميته (تحقيق النقاء بحديث لا يرد القضاء الا الدعاء).
وأخيراً فما كان من توفيق فمن الله سبحانه وتعالى وحده , فله النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن, وما كان فيه من خطأ فمن نفسى ومن الشيطان , والله ورسوله منه بريئان, فأسأل الله الثواب والمغفرة, والله المستعان وهو حسبى ونعم الوكيل.
اولاً: المتن
عن سلمان رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يرد القضاء الا الدعاء ولا يزيد العمر الا البر)
وقال الترمذى: حسن غريب.
ثانياً: التخريج
اخرجه الترمذى (2 - 20) ,وابن ماجة (4022) ,والامام احمد فى مسنده (5/ 277 - 280 - 282) ,والطبرانى فى الكبير (1/ 147/2) ,والطبرانى فى مسند الشهاب (691 - 831 - 832 - 833) ,وابن ابى شيبة فى المصنف (12/ 157/2) , وابن حبان فى صحيحه (872) ,والطحاوى فى مشكل الاثار (4/ 169) ,والبيهقى فى السنن, وابى حاتم فى العلل (640).
ثالثاً: التحقيق
قال الترمذى (حدثنا محمد بن حميد الرازى وسعيد بن يعقوب قالا حدثنا يحى بن الضريس عن ابى مودود عن سليمان التيمى عن ابى عثمان النهدى عن سلمان رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وساقه)
ومحمد بن حميد هذا: كنيته ابى عبد الله, ضعفه الامام احمد ,وذكره بن حبان فى المجروحين ,وضعفه ابن وارة ,فهو لا يحتج به, ولكن لا بأس فى ذلك لان هناك من تابعه وهو سعيد بن يعقوب.
وسعيد بن يعقوب: هو الطالقانى البغدادى, قال ابو زرعة والنسائى ثقة, وقال الدرقطنى ثقة, وقال ابو حاتم صدوق ,وذكره بن حبان فى الثقات.
ويحيى بن الضريس: هو بن يسار البجلى, قال وكيع من حفاظ الناس غير انه خلط فى حديثين ,وهما ليس فى هذا الحديث, قلت: وخلطه فى حديثين فقط فيه دليل على قلة الخطأ لديه, وقال يحيى بن معين كان كيساً ثقة وقال ربما خلط والراجح انه ثقة.
وابى مودود هذا: هو المسمى فضة, وهو العلة الغير مؤثرة فى ذلك الحديث, حيث ان اكثر علماء الجرح والتعديل لم يذكروا فيه جرحاً او تعديل, وقد ذكره الذهبى فى ميزان الاعتدال وقال ضعفه ابو حاتم يسيراً.
قلت وهو لفظ جيد للتعبير على ما قاله ابو حاتم فيه, فقد وقفت على لفظ ابو حاتم فى جرحه فقال (ان المسمى ابى مودود فضة هناك رويان غيره الاول اسمه ابى مودود المدنى والاخراسمه ابى مودود بحر, فقال ابو حاتم مقارناً بينهم وابى مودودالمدنى احب إلى من ابى مودود بحر وابى مودود فضة)
فكان لفظ ابو حاتم عبارة عن مقارنة بينه وبين من يتفق معه فى الاسماء, فلو كان ضعيفاً لحذر من الروية عنه, وقد روى له الترمذى حديثاً واحداً وهو هذا الحديث, فقد انتقى الترمذى له الاصح على الاطلاق, والراجح انه صدوق لا بأس به لانه غير مكثر.
وسليمان التيمى: هو سليمان بن طرخان التيمى ابو المعتمر البصرى
وابى مودود الذى ذكرناه قبل قليل بصرى وبذلك ازداد احتمال اللقى بينهما, اما اقوال العلماء فيه فهى كالتالى:
¥