تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأضيف بأنه قد دخل أيضاً في الدعاء للميت كما في حديث عوف بن مالك رضي الله عنه فقد جاء عند ابن ماجة زيادة لفظة الذنوب والخطايا، والحديث أصله في مسلم بدون زيادة (والذنوب)، فروى ابن ماجة عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- صَلَّى عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَاغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ وَاغْسِلْهُ بِمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ وَنَقِّهِ مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ وَأَبْدِلْهُ بِدَارِهِ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ وَأَهْلاً خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ وَقِهِ فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ»، وراه أبو داود الطيالسي بالزيادة هذه، قال: حدثنا الفرج بن فضالة، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد، عن عوف بن مالك، وأسقط جبير بن نفير بين حبيب، وعوف، وكذا عند ابن ماجة بدون ذكر جبير، وذكر المزي في تهذيب الكمال أن حبيب روى عن عوف فلا أشكال في هذا.

ولكن الإشكال في غير ذلك فلم أجد في كتب الصحاح ولا السنن ولا المسانيد ولا المصنفات ولا المعاجم من ذكر هذه الزيادة في حديث عوف بن مالك إلا ابن ماجة والطيالسي، وصحح الألباني هذا الحديث في (صحيح ابن ماجة)، ولم يعلق على الزيادة.

قلت: ولعل هذه الزيادة من أوهام لأن هذه الزيادة مدارها عليه، ولم يذكرها إلا من روى عنه، قال ابن حبان عنه في المجروحين: كان ممن يقلب الأسانيد ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة لا يحل الاحتجاج به، وقال البخاري، منكر الحديث، وقال مرة: حديثه ليس بقائم)

وفي إسناد ابن ماجة عصمة بن راشد الاملوكي قال الذهبي: ليس بمعروف، وقال ابن حجر لا يدرى من هو، وقال في تهذيب التهذيب: (روى عن حبيب بن عبيد عن عوف بن مالك في الصلاة على الجنازة، وعنه إسماعيل ابن عياش وفرج بن فضالة وقيل إن فرج بن فضالة إنما سمعه من إسماعيل ورواه معاوية ابن صالح عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن ابيه عن عوف بن مالك وتابعه أبو حمزة ابن سليم عن عبدالرحمن بن جبير وروي عن معاوية بن صالح عن حبيب بن عبيد عن جبير عن عوف.

قلت: فيحتمل أن يكون لمعاوية فيه شيخان ويظهر منه أن حبيب ابن عبيد لم يسمع من عوف) أهـ والله أعلم

قلت تابع عصمة بن راشد، أبا بكر بن أبي مريم عند الطيالسي وهو ضعيف، قال أحمد: ليس بشئ، قال أبو داود سرق له حلي فانكر عقله وقال أبو حاتم سالت ابن معين عنه فضعفه، وقال أبو زرعة ضعيف منكر الحديث، وقال ابن حبان كان من خيار أهل الشام لكن كان ردئ الحفظ يحدث بالشئ فيهم فكثر ذلك منه حتى استحق الترك.

قلت: ولو تابع عصمة أبا بكر بن أبي مريم لم يصح به الحديث ولا الزيادة لضعف فضالة فقد رواه عن عصمة وأبي بكر، والذي يظهر لي بعد البحث المتواضع أن هذه الزيادة في صلاة الجنازة شاذة لأسباب:

1 - لأن الحفاظ الذين رووا هذا الحديث من عوف، والذين رووه من جبير لم يذكر أحد منهم هذه الزيادة، وهم أضبط حفظاً وأكثر عدداً

2 - لم ترد هذه الزيادة إلا في مسند أبي دواد الطيالسي، وعنه رواها ابن ماجة.

3 - ضعف رواة هذه الزيادة وهم فرج بن فضالة، أو عصمة، أو أبو أبكر، وعندي أنها من أوهام فرج والله تعالى أعلم

ـ[عبد المجيد أبو عاصم]ــــــــ[01 - 12 - 08, 07:29 م]ـ

..... قلت: ولعل هذه الزيادة من أوهام (فرج بن فضالة) لأن هذه الزيادة مدارها عليه، ولم يذكرها إلا من روى عنه، قال ابن حبان عنه في المجروحين: كان ممن يقلب الأسانيد ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة لا يحل الاحتجاج به، وقال البخاري، منكر الحديث، وقال مرة: حديثه ليس بقائم) ...............

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير