هذا، ولم أر من ذكر رواية أحمد بن صالح عن السامي والنيلي
2 - أما رواية أحمد بن صالح حديثا باطلا عن مجهول فليس بِدْعا من الفِعال، وكم من حافظ ناقد مُتَحَرّ يروي أحاديث مستنكرة قد يذكرها على سبيل التعجب ثم يأتي من يرويها عنه
ولذلك ترى إمام الأئمة ابن خزيمة يُحَرِّج على من يروي عنه ما يذكره على سبيل الحكاية أو التحذير مما يسوقه في تصانيفه بطريقة متميزة يقدّم فيها المتن على سياق السند كاملا ويعلن أنه لا يحل لأحد أن يسوقه دون كشف حاله
وتلك الأحاديث من جنس ما يقول تلميذه أبو حاتم البستي: لا يحل ذكر حديثه إلا على سبيل التعجب
وكان شعبة والثوري وغيرهما من أئمة هذا الشأن يكتبون أحاديث ذاك الضرب من التالفين على سبيل المعرفة
وذاك الذي حمل ابن معين على كتابة صحيفة أبان بن أبي عياش عن عبد الرزاق عن معمر عنه
3 - ولا يسوغ تطريق الاحتمالات المجردة عن الأدلة أو القرائن القوية
ولا يخفى على حصيف مثلك أن العلم إما علم مُحَقَّقٌ أو نقل مصدَّقٌ
أما إرخاء العنان للتوهّمات والخيالات؛ فلا موضع لذلك البتة
بل لو عُكس الأمر في حديث نجده من رواية ثقة عن ثقة ولم نجد ما نُعِلّ به الخبر إلا بتطريق احتمال إسقاط ضعيف بينهما؛ لَما كان صنيع من ينهج ذاك النهج بمستنكر
قال المحقق عبد الرحمان المعلمي في مقدمته النفيسة التي دبجها يراعه بين يدي الفوائد المجموعة ص8:
إذا استنكر الأئمة المحققون المتن، وكان ظاهر السند الصحة، فإنهم يتطلّبون له علة، فإذا لم يجدوا علة قادحة مطلقا حيث وقعت أعلوه بعلة ليست بقادحة مطلقا، ولكنهم يرونها كافية للقدح في ذاك المنكر، فمن ذلك: إعلاله بأن راويه لم يصرح بالسماع، هذا، مع أن الراوي غير مدلس، أعل البخاري بذلك خبرا رواه عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن عكرمة، تراه في ترجمة عمرو من التهذيب ----- وكذلك أعل أبو حاتم خبرا رواه الليث بن سعد عن سعيد المقبري، كما تراه في علل ابن أبي حاتم 2/ 352 - --
ولا بد من مراجعة كلامه بطوله ص7 - 9 ففيه نفائس وضنائن لا يأتي بها إلا من كان مثله في الرسوخ في معرفة هذا الشأن، رحمه الله وجزاه عنا خير الجزاء
ويحسن بك أن تتأمل فيما أشار إليه خاصة قول أبي حاتم: ولم يذكر --- الليث في هذا الحديث خبرً، ويَحتمل أن يكون سمعه من غير ثقة ودلّسه
4 - وقد ألان ابن حجر القول في أبي الصلت، والحق أنه هالك ساقط، ودونك النظر في أحاديثه الباطلة التي ائتفكها واختلقها
فضلا عن تلوّنه وتنقّله بين بعض الفِرَق الهالكة
وليس هذا مقام تفصيل حاله
ولا يؤود مثلك أن يتعرّف على حاله وينظر في أخباره مَلِيًّا
ـ[أبو يحيى العدني]ــــــــ[27 - 03 - 07, 03:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والله لقد أجدت وأفدت، ولقد أكرمني الله بالاستفادة منك يا أخي الكريم، فجزاك الله عني خيراً، وزادك الله بسطة في العلم والجسم ..
وبقي الكلام عن رواية الهشيمي عن عبد الرزاق .. فلا تبخل على أخيك بذلك ..
وبارك الله فيك، وكثر من أمثالك، ونفعنا بك ..
والسلام عليكم
ـ[ابن السائح]ــــــــ[27 - 03 - 07, 03:42 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
أسأل الله أن يتقبل دعواتك الطيبات وأن يكتب لك منها أوفر الحظ والنصيب
أما الهشيمي فهو أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن (يزيد) المؤدب
قال ابن عدي: كان بسامرّا يضع الحديث
ثم ساق له حديثا باطلا رواه هذا التالف عن عبد الرزاق في فضل أمير المؤمنين علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
قال الخطيب: هو أنكر ما روى
وقال الدارقطني: يحدث عن عبد الرزاق وغيره بالمناكير، يُترك حديثه
فتأمل
ـ[أبو يحيى العدني]ــــــــ[30 - 03 - 07, 06:55 ص]ـ
بارك الله فيك يا أخي الكريم
لقد أجدت وأفدت
ولا تنس أخاك من صالح الدعاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو حسان السلفي]ــــــــ[10 - 03 - 09, 03:28 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أستاذنا الكريم ابن السائح
قد أجدت و أفدت فبارك الله فيك
لي سؤال (بسيط)!!
عفوا .. أمزح أقصد لي سؤال مهم (بالمناسبة قد اعتدت على كلمة بسيط و قد علمت منك أنها خطأ فما البديل عنها؟)
قولك:
وهذ الحديث لو رواه ثقة مثل أحمد بن الأزهر وأحمد بن الفرات فضلا عن إسحاق الدبري وغيره من متأخري أصحاب عبد الرزاق = لما شك عاقل في بطلانه
كلام جميل جدا و أرجوا منك أن تدلني على مصدره خاصة أحمد بن الأزهر!