تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعبيد الله بن موسى دلس مسهرا أو غيره من الضعفاء ورواه عن عيسى بن عمر مباشرة، وهو من شيوخه.

ولهذا فيما أظن قرائن.

أولا، البخاري رحمه الله أنكر الحديث من حديث السدي، ولو كان الحديث عند عبيد الله بن موسى لعرفه البخاري، ولو كان عند ثقة غير مسهر عن عيسى بن عمر لا أظنه كان يخفى على البخاري رحمه الله.

ثانيا، كما قدمت الحديث مشهور عند الحفاظ بالنكارة، ولو كان مرويا عن ثقة عن عيسى بن عمر لتكلموا في عيسى بن عمر من جهته، وكما قلنا من قبل لا يمكن إلصاق هذا بالسدي أصلا، فتعين النزول إلى من دون عيسى بن عمر.

ثالثا: النسائي رحمه الله حين خرج هذا الحديث خرجه من طريق مسهر، وعبيد الله بن موسى من رجال النسائي سمع النسائي رحمه الله طائفة من الحفاظ ممن كتبوا حديث عبيد الله بن موسى كإسحاق ومحمد بن يحيى الذهلي وعباس الدوري والجوزجاني وغيرهم، فلو وجد النسائي الحديث عند الحفاظ من أصحاب عبيد الله بن موسى فلا أشك أن عبيد الله بن موسى أوثق عنده من مسهر وقد نقل عنه في التهذيب قوله في مسهر ليس بالقوي.

رابعا: الترمذي رحمه الله روى الحديث عن سفيان بن وكيع عن عبيد الله بن موسى، واستغربه البخاري رحمه الله والبخاري سمع عبيد الله بن موسى، لو كان الحديث عند كبار أصحاب عبيد الله لكان البخاري أولى به.

خامسا: الحفاظ ممن دون النسائي ظل فيهم من لا يعرف حديث عبيد الله بن موسى هذا، كابن عدي رحمه الله فقد جزم بتفرد مسهر بهذا الوجه في ترجمته في الكامل، ولو كان هذا من مشهور حديث عبيد الله بن موسى لعرفه ابن عدي رحمه الله.

فالذي وقع عندي أن عبيد الله بن موسى حدث بهذا الحديث.

لعله حدث به بعض أصحابه دون بعض فسمعه الصغار دون الكبار، أو لعله لم ينفق الحديث عند الكبار وتكلم فيه بعضهم من قبل هذا الحديث وأشباهه، فلو كان يحدث بأمثال هذه الأحاديث على الاستقامة لما تكلموا في حديثه، ولجرى عندهم مجرى محمد بن فضيل وغيره. ولهذا المعنى لم يرو النسائي الحديث فهو إما أنه عرفه وعرف أنه ليس من حديث عبيد الله بن موسى، أو لم يعرفه لأنه لم يحمله عن عبيد الله إلا الصغار والضعفاء فلم يكتبه.

وأيضا لهذا المعنى لم يعرفه مثل ابن عدي رحمه الله، لأن الحديث صار بعد ذلك من الفوائد ولعله لم يكن يروى إلا على سبيل المذاكرة، فالترمذي رحمه الله أورده واستغربه وذاكر به البخاري رحمه الله فاستغربه وكأنه غرب هنا على البخاري بحديث عبيد الله بن موسى وقد عرفت العلة وكيف أنه ليس من أصل حديث عبيد الله بن موسى، ثم رواه الدارقطني في الغرائب والأفراد.

هذا ما انقدح في ذهني بعد طول نظر في هذا الطريق للحديث.

والله تعالى أعلم بالصواب.

ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[03 - 06 - 10, 04:17 ص]ـ

لعل أصل الحديث هو:

ما رواه الإمام أحمد وغيره عن مروان بن معاوية قال الإمام أحمد:

ثنا مروان بن معاوية قال أخبرني هلال بن سويد أبو معلى قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه وهو يقول أهديت لرسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث طوائر فأطعم خادمه طائرا فلما كان من الغد أتته به فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم ألم أنهك ان ترفعي شيئا فان الله عز و جل يأتي برزق كل غد.

فلفق بعضهم المتن ولفقوا له أسانيد.

أهل الكوفة قالوا السدي عن أنس وعبد الملك بن عمير عن أنس وغيرهما، وأهل البصرة قالوا ثابت عن أنس والحسن عن أنس وقتادة عن أنس وغيرهما وأهل الحجاز قالوا جعفر بن محمد عن أبيه عن أنس وقالوا مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وغيرهما بينما كل هذا راجع إلى متن واحد مشهور وهو ما ذكرته سابقا لفقوا له أسانيد وزادوا في متنه.

وتأمل في ما رواه سهل بن شعيب عن بريدة بن سفيان عن سفينة رضي الله عنه كما في مسند البزار وأمالي المحاملي قال الإمام البزار رحمه الله:

حدثنا عبد الأعلى بن واصل، قال: نا عون بن سلام، قال: نا سهل بن شعيب، قال: نا بريدة بن سفيان، عن سفينة، وكان خادما لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طواير فصنعت له بعضها، فلما أصبح أتيته به فقال: «من أين لك هذا؟» فقلت: من الذي أتيت به أمس، قال: «ألم أقل لك لا تدخرن لغد طعاما لكل يوم رزقه؟» ثم، قال: «اللهم أدخل علي أحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير» فدخل علي، فقال: «اللهم وإلي»

ثم انظر إلى رواية الإمام أحمد:

ثنا مروان بن معاوية قال أخبرني هلال بن سويد أبو معلى قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه وهو يقول أهديت لرسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث طوائر فأطعم خادمه طائرا فلما كان من الغد أتته به فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم ألم أنهك ان ترفعي شيئا فان الله عز و جل يأتي برزق كل غد.

أتصور أن التلفيق واضح ورواية مروان بن معاوية الحافظ مشهورة وهي المعتمدة، وليس في كل من روى حديث الطير من طبقته من يدانيه في الثقة والحفظ.

وبارك الله في شيخنا المبارك ابن وهب إذ قال:

والخطأ وراد من جهة أخرى

فهذا الحديث أصلا من رواية شخص آخر عن أنس لا من رواية السدي

وأخطأ من جعل هذا من رواية السدي عن أنس

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير