وإن تصوير الوحي في هذا المقام بالحلم في النوم، يخالف ما أجمع عليه المسلمون من أن جبريل عليه السلام كان يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم بالعيان لا في المنام ...
وإنه إذ يقطع الرسالة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقطع الوحي عنه، ويتجه إلى القرآن فيذكر عباراته أحياناً منسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، على أنها من تفكيره، ومن قوله، لا أنها قرآن موحى به وقائله هو الله سبحانه وتعالى، وأن ذلك لمبثوث في الكتاب بكثرة. وأن ذلك لمبثوث في الكتاب بكثرة ولنضرب على ذلك بعض الأمثلة .. ثم مضى يذكر بعض الأمثلة, انظر: http://www.alkashf.net/shkhsyat/25.htm
أخطر ما يقدم الكتاب: التشكيك في (القرآن):
هذه أمثلة سقناها وإنها لكثيرة في الكتاب، وهي تدل على أنه يرى –أي الكاتب- أن القرآن من كلام محمد صلى الله عليه وسلم، وفي الحقيقة إنه لم يذكر قط أن الله سبحانه وتعالى منزل القرآن وباعث محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة، بل إن ذكر الله تعالى يندر في الكتاب بل لا نجد له ذكراً قط (نسوا الله فأنساهم أنفسهم).
قال ابو زهرة: " ... ولم يذكر القرآن إلا نادراً، بل إنك تقرأ الصفحات الكثيرة التي تبلغ مائتين أو أكثر فلا تجد ذكراً لكلمة القرآن الكريم، بل لكلمة القرآن قط، وإذا ذكر آية ذكر أنها همهمة نفس النبي صلى الله عليه وسلم ...
وأكبر علامات التشكيك في آيات الله، أنه يذكر الهمهمة ثم يقرنها بآية على أنها من همهمته ثم يتلو آية أخرى غير ناسبها إلى الله تعالى ولا لأحد فهي بمنطقة من همهمة النبي أيضاً ... "
وهذه بعض الأمثلة من تحريفه للسيرة ذكرها أبو زهرة كذلك:
فلنتجه بعد ذلك إلى موقفه من النبي صلى الله عليه وسلم المبعوث من عند الله تعالى، فإن الكلام الذي كتبه عنه غير قائم على أسس صادقة، بل على ما ينافي كل الحقائق التاريخية تماماً.
أولاً: إدعاء خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ... وهذا القول لم يذكر في الصحاح تاريخ النبي صلى الله عليه وسلم، وقد يذكره المستشرقون من غير سند تاريخي، بل بفرض يفرضونه ليتم لهم ما يبتغون من توهين شأن الدعوة الإسلامية، بإدعاء أن محمد صلى الله عليه وسلم كان رحالة وأن ما جاء به نتيجة تجاربه لا بوحي من ربه.
ثانياً: يسترسل في إدعاء أن محمداً صلى الله عليه وسلم كان رحالة معنياً بما عند الرومان والفرس. فهو يقول في ص 62 (لم تكن الجزيرة العربية وحدها هي التي تعنيه، فقد طاف بالشمال والجنوب، وعرف كثيراً مما يحدث في بلاد الفرس والروم ...
قال أبو زهرة: ولا يهمنا من هذا الكلام إلا ما فيه من إدعاء أن النبي صلى الله عليه وسلم، قد جاب البلاد العربية شمالاً وجنوباً، وأنه كان معنياً بمعرفة ما عند الرومان والفرس، مع أن ذلك كله لا يوجد ما يدل عليه في التاريخ الإسلامي والمصادر الصحيحة، بل لا يوجد شيء من هذا في أي مصدر عربي قديم، ولكنه خيال المستشرقين لحاجة في نفوسهم.
ثالثاً: ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم تعلم الكتابة من ملاحظته الحروف ...
رابعاً: إن هناك نزعة نصرانية نجدها في مواضيع كثيرة، نذكر منها أن النبي صلى الله عليه وسلم ينادى بياولدي، ولا يذكر من المنادي، فقد جاء في ص 49 ما نصه: (غريب أنت في هذا التيه الذي يتنفس باللعنة والأكذوبة والمنكر، شارد حزين لا تنفك تتأمل في السماوات والأرض ووجوه الرجال والنساء والأطفال.
ما تكاد تضحك مستمتعاً بحياتك الجديدة المطمئنة مع المرأة الجميلة التقية الحكيمة التي اختارتك للحياة).
ولا تدري من الذي يناديه ذلك النداء وقد تكرر ذلك في عدة مواضع ولا تدري من الذي يناديه ذلك النداء وقد تكرر ذلك في عدة مواضع فقد جاء في ص 134 ما نصه:
(طريد أنت يا ولدي، مسكين معذب كالمبشرين الأوائل) ...
قال أبو زهرة: هذا موقف الكتاب من القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى الخيال الروائي الذي يفتقر إلى الصدق التاريخي في بعض الروايات عن حمزة وغيره، والكتاب في الجملة يسيئ إلى الناس في دينهم".
قال الخراشي: هذا التقرير الذي كتبه الشيخ محمد أبو زهرة عام 1962 وقد حصل عليه منه قبل وفاته الأستاذ محمد نعيم الصحفي الإسلامي وقد احتفظ به حتى أتيحت له فرصة نشره عام 1975م. وهذا الذي قام بتلخيصه على هذا النحو المنشور الآن.
ثم ذكر ما يتعلق بتحريفه تاريخ علي رضي الله عنه والحسين رضي الله عنه, ويكفينا ما تقدم, إذ الغرض إثبات تحريف هذا الرجل وجرأته على الكذب والطعن في جهة النبي صلى الله عليه وسلم والعياذ بالله.
ختاما يقول الخراشي: ويمكن أن نقول بوضوح إن عبد الرحمن الشرقاوي القصاص الذي يغلبه الخيال والبريق والرواية المثيرة لا يصلح مؤرخاً ولا يمكن أن يقبل منه كل ما كتب على أنه تاريخ ... وفي الوقت الذي يأتي كتاب غربيون يشيدون بعظمة الإسلام ورسوله ورجاله ينحرف كتاب عرب لهم أسماء إسلامية عن هذا الخط ويخوضون إلى ما تحت ركبهم في الأعراض والقبائح.
ولقد تأكد ما قاله الشيخ الشعراوي من أن الأهرام أصبحت وكراً لأعداء الإسلام ... وهاهي الأهرام تستخدم من قبل توفيق الحكيم وزكي نجيب محمود، والشرقاوي لخدمة أعداء الإسلام.
ولقد صدق الشيخ محمد الغزالي حين وصف الشرقاوي بأنه يجمع القمامات من كتب التاريخ ويصدق أيضاً ما وصف بأنها مؤامرة لضرب الإسلام ...
وقال الأستاذ إسماعيل الكيلاني في كتابه (لماذا يزيفون التاريخ) (ص117 - 119): "والشرقاوي هذا كاتب تدثر بدثار التقدمية الماركسية، فلما وجد أن بضاعته مزجاة، وكتبه كاسدة لجأ إلى التاريخ الإسلامي ليقرأ حوادثه من خلال "المادية التاريخية" ...
وبعد: أيرضى مسلم يعظم النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل مصدره مثل هؤلاء المجرمين الكذابين الذين يطعنون في جهة نبيه الكريم العظيم ..
أيصل الكره والتعصب الأعمى ضد بعض الشخصيات ببعض الناس أن يلجأ إلى هؤلاء الطاعنين في الدين ليتلقف منهم الأكاذيب ليصفي حساباته ..
أما نتقي الله ونتثبت عن من ننقل قبل أن ننقل ..
دعوة للوقوف مع النفس والاعتراف بالخطأ وعدم المكابرة ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله, وإنا لله وإنا إليه راجعون, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
¥