[حديث كذب في التحذير من الكذب:"أيزني المؤمن .. نعم"]
ـ[حسام الدين بو خالد]ــــــــ[09 - 04 - 07, 03:46 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين:
سمعت كثيرا من الدعاة وحتى من بعض العلماء الاستشهاد بحديث يحذرون فيه من الكذب، وأحسب أن هذا الحديث كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
لابد من التحذير منه لما له من أثر سيء، والحديث هو:
"سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيزني المؤمن؟؟
قال:نعم
قيل أيشرب الخمر؟؟
قال: نعم
قيل أيكذب المؤمن؟؟
قال: لا"
من روى الحديث؟؟
لا أعلم ..
وأظنه تلفيق قبيح بين حديثين:
الحديث الأول وهو على نقيض تلك الرواية، والحديث هو:
"لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة، يرفع الناس إليه فيها أبصارهم، وهو مؤمن."
رواه البخاري:6772،ومسلم:57 من رواية أبي هريرة رضي الله عنه.
فنرى بكل وضوح أن الحديث نفى صفة الإيمان عن الزاني وعن شارب الخمر، وهو نفي لكمال الإيمان لا لأصل الإيمان،
والحديث الثاني:
"قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جبانا؟ قال: نعم، فقيل له: أيكون المؤمن بخيلا؟ فقال: نعم، فقيل له: أيكون المؤمن كذابا؟ فقال: لا "
الراوي: صفوان بن سليم - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح مرسل - المحدث: الألباني - المصدر: الذب الأحمد - الصفحة أو الرقم: 43
وهذا الحديث بالرغم من ضعفه-لأنه مرسل- إلا أنه مع ذلك ذكر صفتين قد تكونا مع المؤمن:
البخل والجبن.
فلماذا يقحم الناس مه هاتين الصفتين الخمر والزنى والسرقة أحيانا؟؟!!
إذن فهذه الرواية:
"سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيزني المؤمن؟؟
قال:نعم
قيل أيشرب الخمر؟؟
قال: نعم
قيل أيكذب المؤمن؟؟
قال: لا"
1) لم يقلها النبي صلى الله عليه وسلم.
2) تعارض الحديث المتفق على صحته:
""لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة، يرفع الناس إليه فيها أبصارهم، وهو مؤمن".
3) فيه تهوين لكبيرة على حساب أخرى، فتكرار الكذب كبيرة والزنى كبيرة وشرب الخمر كبيرة، ولا نحذر من اخرى على حساب أخرى.
ملاحظة:
جاء في حديث ضعفه الحافظ العراقي يرويه الصحابي عبد الله بن الجراد رضي الله عنه وفيه:
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقلت: يا رسول الله هل يزني المؤمن؟ قال: قد يكون ذلك قال: يا نبي الله , هل يكذب المؤمن؟ قال صلى الله عليه وسلم: لا ثم أتبعها صلى الله عليه وسلم بقول الله تعالى: {إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله} [النحل: 105].
قال فيه الحافظ العراقي في تخريجه للإحياء:
أخرجه ابن عبد البر في التمهيد بسند ضعيف ورواه ابن أبي الدنيا في الصمت مقتصرا على الكذب وجعل السائل أبا الدرداء.
ونعلق عليه بما يلي:
1) الحديث ضعيف كما قال العراقي.
2) معارض للحديث السابق الذي في الصحيحين.
3) جاء في روايات أاخرى مقتصرا على ذكر الكذب دون الكبائر الأخرى كما قال الحافظ العراقي.
4) ليس فيه التهوين لمعصية الزنى بالشكل الموجود في الرواية المشهورة المكذوبة، بل فيه قول مضعف لاحتمال الزنىمن المؤمن"قد يكون ذلك".
5) لم يذكر الكبائر الأخرى كشرب الخمر والسرقة.
الخلاصة:
لا يجوز شرعا الاستدلاعلى حرمة الكذب بهذا الحديث الكذب
والله أعلم وأجل
منقول من
شبكة الشورى الإسلامية
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[09 - 04 - 07, 07:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[09 - 04 - 07, 03:34 م]ـ
جزاك الله خيراً .. تنبيه مهم، وذكرى طيبة.
ـ[حسام الدين بو خالد]ــــــــ[10 - 04 - 07, 06:26 م]ـ
جزاك الله خيرا
وأياك أخي الفاضل
ـ[أحمد علاء الدين]ــــــــ[09 - 06 - 07, 06:58 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
ينبغي التريث في نقل الحديث حتى التأكد من صحته و لأن الدين النصيحة فإن الحديث موضوع لا يصح البتة و إليكم التخريج:
قال أبو الدرداء وذكر بعضهم قال عبدالله بن جراد يارسول الله هل يزني المؤمن قال قد يكون ذلك قال هل يسرق المؤمن قال قد يكون ذلك قال هل يكذب المؤمن قال لا ثم أتبعها نبي الله صلى الله عليه وسلم: (إنما يفتري الكذب الذين لايؤمنون) 0 (موضوع) 0
¥