تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (برقم 244) (3 - 135) وابن عساكر في تاريخ دمشق (6 - 272) كلاهما عن يعلى بن الأشدق عن عبدالله بن جراد أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فذكره0000 وأخرجه ابن أبي الدنيا (برقم 474) في كتاب الصمت ومحمد بن أبي بكر القرشي في مكارم الأخلاق (140) والخطيب البغدادي في تاريخه (6 - 272) من طرق كلهم عن إسماعيل بن خالد الضرير حدثنا يعلى بن الأشدق حدثنا عبدالله بن جراد قال أبو الدرداء: يارسول الله هل يكذب المؤمن قال لايؤمن بالله ولا باليوم الآخر من حدث فكذب قلت وهذا لفظ آخر للحديث

قلت هذا الحديث موضوع وآفته يعلى بن الأشدق الكذاب وعبدالله بن جراد مجهول قال بن حجر في لسان الميزان (3 - 266): عبدالله بن جراد مجهول لايصح خبره لأنه من رواية يعلى بن الأشدق الكذاب قال أبو حاتم لايعرف ولا يصح خبره 0000000ثم قال عن عبدالله بن جراد والعجب من ابن حبان ذكره في الصحابة وقال توفي سنة 164من الهجرة وقال ليست صحبته عندي بصحيحة 0قال الذهبي صدق فإن خاتمة الصحابة أبو الطفيل بلا خلاف عند أهل الحديث وقد مات سنة عشر ومائة على الأصح وقيل غير ذلك0 وقد كذبه الذهبي في ميزان الإعتدال (4 - 71) فقال أيضا عبدالله بن جراد لايصح خبره لأنه من رواية يعلى الأشدق الكذاب عنه0 وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3 - 209) وفيه يعلى الأشدق وهو كذاب وقال مرة فيه ضعف والأولى مفسرة0

وفي الجرح والتعديل (9 - 302) سئل أبوزرعة عن يعلى بن الأشدق فقال هو عندي لايصدق ليس بشيء قدم الرقة فقال رأيت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له عبدالله بن جراد فأعطوه على ذلك فوضع أربعين حديثا وعبدالله بن جراد لايعرف0 انتهى000

قال بن حبان لما كبر إجتمع عليه من لادين له فوضعوا له شبيها بمأتي حديث نسخة عبدالله بن جراد فجعل يحدث بها وهو لايدري لاتحل عنه الرواية بحال 0وقال البخاري في التاريخ الأوسط لايكتب حديثه قلت قال ذلك مع كونه ناعم الجرح رحمه الله تعالى قال صاحب التوبيخ والتنبيه عبدالله بن حيان (1 - 206) قال بن عدي روى عن عمه فذكر أحاديث كثيرة ومنكرة وهو وعمه غير معروفين0

قلت فهل من شك بعد هذا البيان والبرهان أن هذا الحديث بهذا اللفظ مكذوب على سيد الكرام محمد عليه أفضل الصلاة والسلام فليحذر منه قال بعضهم لأن أتعلم علة حديث خير لي من أن أتعلم عشرة أحاديث0

ومع هذا فالحديث مروي بلفظ آخر مختلف إلا الجملة الأخيرة وهو أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أيكون المؤمن جبانا فقال نعم فقيل أيكون المؤمن بخيلا فقال نعم فقيل أيكون المؤمن كذابا فقال لا0

أخرجه مالك في موطئه (2 - 990) فقال وحدثني الراوي عنه وحدثني مالك عن صفوان بن سليم أنه قيل لرسول الله فذكره قلت وهذا سند ضعيف وعلته الإنقطاع فإنه من رواية صفوان بن سليم وهو في الطبقة دون الوسطى من التابعين 0و أخرجه من طريقه صاحب مكارم الأخلاق (1 - 54) وكذلك البيهقي كما قال صاحب ىالدر المنثور (4 - 218) قال بن عبدالبر في كتابه الحافل الإستذكار (8 - 575): لا أحفظ هذا الحديث مسندا من وجه ثابت وهوحديث حسن مرسل ومعناه أن المؤمن لايكون كذابا والكذاب في لسان العرب من غلب عليه الكذب ومن شأنه الكذب فيما أبيح له وفيما لم يبح وهو أكثر من الكاذب لأن الكاذب يكون لمرة واحدة والكذاب لا يكون إلا للمبالغة والتكرار وليست هذه صفة المؤمن0 قلت: فيتبين لك الفرق بين هذا اللفظ الضعيف والذي له شاهد موقوف كما سيأتي والذي فيه أن وصف الإيمان الواجب لايسلب إلا بالتكرار واللفظ الموضوع الذي هو عنوان البحث والذي يصدق عليه سلب صفة الإيمان الواجب ولو كذب مرة وهو مثل قولك زيد الحكيم يسرق!!! أي هل يمكن صدور السرقة منه ولو مرة وهذا بخلاف وصفنا له بتكرار السرقة كسراق لو صح لغة 0

وقد جاء هذا اللفظ على صيغة المبالغة موقوفا على عمر فيم أخرجه كل من بن أبي الدنيا (489) و (523) والبيهقي في شعب الإيمان (4887) وكل منهما من طريق الأوزاعي عن حسان بن عطية أن عمر بن الخطاب قال لاتجد المؤمن كذابا0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير