وأخرجه ابن أبي شيبة (8
609) والطبراني (23
295، 389) والحاكم (4
478) من طرق عن عمران القطان عن قتادة عن أبي الخليل (صالح بن أبي مريم) عن عبد الله بن الحارث عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يبايع لرجل من أمتي بين الركن والمقام كعدة أهل بدر. فيأتيه عصب العراق و أبدال الشام. فيأتيهم جيش من الشام، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم ثم يسير إليه رجل من قريش أخواله كلب فيهزمهم الله. قال: وكان يقال إن الخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب».
قال الطبراني في الأوسط: لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمران القطان. قلت: وعمران هذا كثير الخطأ، فلا يقارن أبداً مع الثقة الثبت هشام الدستوائي الذي كان أثبت الناس في قتادة.
و فوق هذا فإن للحديث أحاديث صحيحة كثيرة تشهد له منها:
• أخرج مسلم: عن عبيد الله ابن القبطية قال: دخل الحارثُ بن أبي رَبيعة وعبدُ الله بن صفوان وأنا معهما على أم سَلَمة أم المؤمنين فسألاها عن الجيش الذي يُخسف به –وكان ذلك في أيام ابن الزبير– فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يعوذُ عائذٌ بالبيت، فيُبعثُ إليه بعثٌ، فإذا كانوا ببيداء من الأرض خُسِفَ بهم». فقلت: يا رسول الله، فكيف بمن كان كارهاً؟ قال: «يُخسَفُ به معهم، ولكنه يُبْعَثُ يوم القيامة على نيته». وقال أبو جعفر: هي بيداء المدينة.
و هذا يؤيد ما جاء في حديث أبي داود: يكُونُ اخْتِلافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ هَارِبًا إِلَى مَكَّةَ، فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ.
• أخرج أحمد عن عدة ثقات عن ابن أبي ذئب (إمام) عن سعيد بن سمعان (ثقة) قال سمعت أبا هريرة يخبر أبا قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يُبَايَعُ لرَجُلٍ بين الرُّكْنِ والمَقام. ولن يستحل البيت إلا أهله، فإذا استحلوه فلا تسأل عن هَلَكة العرب. ثم تأتي الحبشة فيخربونه خراباً لا يَعْمُرُ بعده أبداً، وهم الذين يستخرجون كنزه».
و هذا يؤيد ما جاء في الحديث السابق فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ.
• أخرج مسلم: عن أم المؤمنين حفصة مرفوعاً: «لَيَؤُمَّنَّ هذا البيتَ جَيْشٌ يَغْزُونَهُ حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض يُخْسَفُ بأوسطهم وينادي أولهم آخرهم ثم يخسف بهم فلا يبقى إلا الشريد الذي يخبر عنهم».
و هذا يؤيد ما جاء في الحديث وَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ.
• أخرج الحاكم (4
478 #8447): (كذا عندي فيه انقطاع) حدثنا سليمان بن بلال (ثقة) عن كثير بن زيد (لين) عن الوليد بن رباح (صالح) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: «المحروم من حرم غنيمة كلب ولو عقالا. والذي نفسي بيده لتباعن نساءهم على درج (طريق) دمشق، حتى تُرَدُّ المرأة من كسرٍ يوجد بساقها».
و هذا يؤيد ما جاء في الحديث ثُمَّ يَنْشَأُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَخْوَالُهُ كَلْبٌ فَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ بَعْثًا فَيَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ وَذَلِكَ بَعْثُ كَلْبٍ، وَالْخَيْبَةُ لِمَنْ لَمْ يَشْهَدْ غَنِيمَةَ كَلْبٍ.
• أخرج الحاكم (4
557): أخبرني أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو (ثقة، راوية سنن الترمذي)، ثنا سعيد بن مسعود (سعد بن مسعود المروزي، صدوق)، ثنا النضر بن شميل (ثقة ثبت)، ثنا سليمان بن عبيد (السلمي، ثقة)، ثنا أبو الصديق الناجي (ثقة)، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج في آخر أمتي المهدي. يسقيه الله الغيث. تخرج الأرض نباتها، و يعطى المال صحاحاً، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة. يعيش سبعاً أو ثمانياً».
فهذا مؤيد تماماً لآخر حديث أبي داود: فَيَقْسِمُ الْمَالَ وَيَعْمَلُ فِي النَّاسِ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُلْقِي الْإِسْلامُ بِجِرَانِهِ فِي الْأَرْضِ. فَيَلْبَثُ سَبْعَ سِنِينَ ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ. وفي رواية أخرى تِسْعَ سِنِينَ.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 04 - 07, 11:49 ص]ـ
الملف المرفق فيه تخريج كامل مع التلوين بحسب مرتبة الراوي.
ـ[ابو عبد الله الهلالى]ــــــــ[11 - 04 - 07, 06:43 م]ـ
جزاك الله خيرا
فهمت من هذا التخريج ان الرواية التى فيها ذكر الابدال غير صحيحة
فهل فهمى هذا صحيح؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 04 - 07, 10:08 م]ـ
قد تكون تلك الشواهد مقوية له، لكن قد يكون العكس أي الحديث هذا مركب من عدة أحاديث والله أعلم
يكون اختلافٌ عند موت خليفة، يعني موت يزيد
فيخرج رجُل من قريش يعني ابن الزبير وقد عاذ بالحرم
فيأتيه ناس من أهل مكة، فيُخرِجونه وهو كاره، فيبايعونه بين الرُّكن والمَقام. إشارة لتوليه الخلافة، مع أنه لم يكن كارها لذلك بل هو دعا إليه فيما نعلم
فيبعثون إليه جيشا من أهل الشام، فإذا كانوا بالبيداء خسف بهم. إشارة لجيش الأمويين
وينشأ رجل من قريش، أخواله من كلب، فيبعث إليهم جيشا، فيهزمونهم، أي أولاد يزيد، لأن يزيد من قريش وأخواله من كلب
إن الخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب، تحريض للناس على الاشتراك بقتال جيش الأمويين حتى لا تفوتهم الغنيمة
وكان المختار بن عبيد الثقفي من أنصار ابن الزبير وصار واليه على العراق، وكان يدفع المال لمن يضع له أحاديث تؤيد دعوته. وربما انتشار مثل هذا الحديث هو الذي دفع البعض لسؤال أم المؤمنين عن الجيش الذي يخسف به. والله أعلم.
¥