عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ: مِنْ سُنَّةِ الصَّلاَةِ أَنْ يَقْرَأَ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ثُمَّ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ، ثُمَّ يَقْرَأَ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ثُمَّ يَقْرَأَ سُورَةً. فَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ يَقْرَأُ أَحْيَانًا بِسُورَةٍ مَعَ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ يَفْتَتِحُ كُلَّ سُورَةٍ مِنْهَا بِ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) وَكَانَ يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ قَرَأَ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) سِرًّا بِالْمَدِينَةِ عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَكَانَ رَجُلاً حَيِيًّا.
وَرُوِّينَا الْجَهْرَ بِهَا عَنْ فُقَهَاءِ مَكَّةَ: عَطَاءٍ وَطَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
2413 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ شَرِيكٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى مَرْيَمَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِى كَثِيرٍ أَخْبَرَنِى عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ عَنْ أَبِيهِ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ اسْتَرَقَ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ أَعْظَمَ آيَةٍ فِى الْقُرْآنِ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) كَذَا كَانَ فِى كِتَابِى عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ مُنْقَطِعٌ.
2392 - [صحيح بدون ذكر البسملة] أخرجه البُخَارِي [5045] وليس فيها البسملة وفيها تصريح قتادة بالسماع من أنس، و [5046] وفيها ذكر البسملة وعدم تصريح قتادة بالسماع.
قال ابن رجب في الفتح [5/ 190]: وخرجه أَيْضاً- يعني البخاري- من طريق جرير بْن حَازِم، عَن قتادة - إلى قوله: ((مداً))، ولم يذكر: ((ثُمَّ قرأ)) وما بعده.
وقد ذكر ابن أَبِي خيثمة فِي ((كتابه)): أن يَحْيَى بْن معين سئل عَن حَدِيْث جرير هَذَا- يعني الذي ليس فيه البسملة-، فَقَالَ: ليس بشيء.
قُلتُ: وروايات جرير بْن حَازِم عَنْ قتادة فيها مناكير -: قاله الإمام أحمد ويحيى وغير واحد.
وقد تابعه عَلَى هَذَا: همام – قلت [إسلام]: وممن رواه عن همام شعبة كما سيأتي من كلام ابن رجب، وبهذه المتابعة تدفع النكارة ويصح الحديث بدون ذكر البسملة والله أعلم - قَالَ: وروي عَن قتادة مرسلاً، وَهُوَ أشبه: ذكره فِي ((العلل)).
قُلتُ: وقد روي بإسناد فِيهِ لين، عَن حرب بْن شداد، عَن قتادة، قَالَ: سألت أَنَس بْن مَالِك: كَيْفَ كَانَتْ قراءة النَّبِيّ ?؟ قَالَ: كَانَ إذا قرأ مد صوته مداً.خرجه الطبراني.
وفي الجملة؛ فتفرد عَمْرِو بْن عاصم عَن همام بذكر البسملة فِي هَذَا الحَدِيْث.
وقد روي عَن شعبة، عَن همام بدون هذه الزيادة.خرَّجه أبو الحسين بن المظفر فِي ((غرائب شعبة)).
وعلى تقدير أن تكون محفوظة، فليس فِي الحَدِيْث التصريح بقراءته فِي الصلاة، فَقَدْ يكون وصف قراءته فِي غير الصلاة، ويحتمل - وَهُوَ أشبه -: أن يكون أَنَس أو قتادة قرأ: ((بسم الله الرحمن الرحيم)) عَلَى هَذَا الوجه، وأراد تمثيل قراءته بالمد، ولم يرد بِهِ حكاية عين قراءته للبسملة.اهـ
قال ابن حجر في الفتح [5046]: اِسْتَدَلَّ بَعْضهمْ بِهَذَا الْحَدِيث عَلَى أَنَّ النَّبِيّ ? كَانَ يَقْرَأ بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم فِي الصَّلَاة , وَرَامَ بِذَلِكَ مُعَارَضَة حَدِيث أَنَس أَيْضًا الْمُخَرَّج فِي صَحِيح مُسْلِم أَنَّهُ ? كَانَ لَا يَقْرَؤُهَا فِي الصَّلَاة , وَفِي الِاسْتِدْلَال لِذَلِكَ بِحَدِيثِ الْبَاب نَظَر , وَقَدْ أَوْضَحْته فِيمَا كَتَبْته مِنْ النُّكَت عَلَى عُلُوم الْحَدِيث لِابْنِ الصَّلَاح , وَحَاصِله أَنَّهُ لَا يَلْزَم مِنْ وَصْفه بِأَنَّهُ كَانَ إِذَا قَرَأَ الْبَسْمَلَة يَمُدّ فِيهَا أَنْ يَكُون قَرَأَ الْبَسْمَلَة فِي أَوَّل الْفَاتِحَة فِي كُلّ رَكْعَة , وَلِأَنَّهُ إِنَّمَا وَرَدَ بِصُورَةِ الْمِثَال فَلَا تَتَعَيَّن الْبَسْمَلَة , وَالْعِلْم عِنْد اللَّه تَعَالَى.اهـ
2393 - [صحيح بدون ذكر البسملة] تقدم في الذي قبله.
¥