[ما مدى صحة حديث لا أرضى وأحد من أمتي في النار؟]
ـ[خليل إبراهيم]ــــــــ[13 - 04 - 07, 09:18 ص]ـ
هل هذا حديث صحيح؟ ومن راويه
جزاكم الله خيرا
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[13 - 04 - 07, 06:58 م]ـ
الحمد لله، هذا الحديث يتعلق بالشفاعة، وبقوله تعالى {ولسوف يعطيك ربك فترضى}، ولا وجود له في أي من الكتب المسندة، لا في أبواب الشفاعة، ولا عند تفسير هذه الآية.
نعم يذكره بعض المتأخرين عن عصر الرواية مصدرين ذلك بقولهم: وروي، لكنه ذكر بلا إسناد، وأما الكتب المسندة فلا يوجد فيها إلا رواية موقوفة على ابن عباس، وهي مروية من ثلاثة طرق؛
إحداها: أخرجها البيهقي في شعب الإيمان (2/ 164) قال: أخبرنا علي بن محمد بن بشران أنا أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا محمد بن زيد أن ابن سويد ثنا سلام بن سليمان أبو العباس الدمشقي ثنا شريك عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: "في قوله عز وجل ولسوف يعطيك ربك فترضى قال رضاه أن يدخل أمته كلهم الجنة".
والثانية: ذكرها السيوطي بعد الرواية الأولى في الدر المنثور للسيوطي (8/ 542) فذكر أن الخطيب أخرجها في تلخيص المتشابه من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما: "في قوله ولسوف يعطيك ربك فترضى قال لا يرضى محمد واحد من أمته في النار"
والثالثة أخرجها الطبري في تفسيره (30/ 232) إلا أن روايته مقيدة بأهل البيت، قال الطبري: حدثني عباد بن يعقوب قال ثنا الحكم بن ظهير عن السدي عن ابن عباس: "في قوله ولسوف يعطيك ربك فترضى قال من رضا محمد صلى الله عليه وسلم ألا يدخل أحد من أهل بيته النار".
وهذه الروايات الثلاث كلها ضعيفة، وغير مشهورة، أما الأوليان فلغرابتهما جداً، إذ ليس لهما ذكر في شيء من الكتب المسندة عند تفسير هذه الآية، إضافة إلى ضعف إسناد الأولى منها، لضعف سلام بن سليمان وشريك، وابن سويد أظنه أيوب بن سويد الرملي وهو ضعيف أيضاً، ومحمد بن زيد لم أعرفه، وأما الرواية الثانية فلم أقف على إسنادها، وأما الثالثة ففيها الحكم بن ظهير وهو ضعيف جداً.
وأصح ما ورد في هذا الباب مرفوعاً ما أخرجه مسلم في صحيحه ح (202) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم {رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني} وقال عيسى عليه السلام: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} فرفع يديه وقال: اللهم أمتي أمتي وبكى، فقال الله عز وجل يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم فسله ما يبكيك فأتاه جبريل عليه السلام فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم فقال الله يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك".
ـ[خليل إبراهيم]ــــــــ[15 - 04 - 07, 12:42 م]ـ
بارك الله فيك اخانا سعيد
لقد وفيت وكفيت كما يقولون
عجبت من الشنقيطي وضعه باضواء البيان دون التعليق عليه
وقرأت في أحد التفاسير ما يفيد أنه لا يغتر أحد بهذا الحديث لكنه لم يعلق عليه أيضا
وكل من ساقه في التفسير لم يعلق عليه
فجزاك الله خير الجزاء
لكن لا شتمامي فيه شيئا أعرضت عنه وكنت سألت حتى أكون متأكدا مما ألقيه على مسامع الناس في خطبتي الماضية
فجزاك الله خيرا من علم.