تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَقَالَ أَبُو الْفَرَجِ: «هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَرْوِهِ عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ إِلاَّ أبُو الْحَارِثِ، وَاسْمُهُ نَصْرُ بْنُ حَمَّادٍ الْبَجَلِيُّ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: نَصْرُ كَذَّابٌ. وَقَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ».

قُلْتُ: هُوَ كَمَا قَالَ: مَوْضُوعٌ، وَلَكِنْ لَمْ يَتَفَرَّدْ بِهِ أبُو الْحَارِثِ نَصْرُ بْنُ حَمَّادٍ الْبَجَلِيُّ!، فَقَدْ تَابَعَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ، وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.

قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ «أَخْبَارُ أَصْبَهَانَ» (1702): حَدَّثَنَا أبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْقَرْمَطِيُّ الْمُؤَذِّنُ ثَنَا أَبِي ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ ثَنَا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ بِمِثْلِهِ.

قُلْتُ: فَمَدَارُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، وَهُوَ الْمَصْلُوبُ كَذَّابٌ زِنْدِيقٌ هَالِكٌ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ «الْمَجْرُوحِينَ» (2/ 247): «شَامِيُّ مِنْ أَهْلِ الأَرْدُنِ صُلِبَ فِي الزَّنْدَقِةِ، يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الثِّقَاتِ وَيَرْوِى عَنِ الأَثْبَاتِ مَا لا أَصْلَ لَهُ، لا يَحِلُّ ذِكْرُهُ فِي الْكُتُبِ إِلاَّ عَلَى سَبِيلِ الْقَدْحِ فِيهِ، وَلا الرِّوَايَةُ عَنْهَ بِحَالٍ مِنَ الأَحْوَالِ».

وَقَالَ أبُو الْفَرَجِ «الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ» (3/ 65): «مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ الشَّامِيُّ الْمَصْلُوبُ، هَذَا الرَّجُلُ كَانَ كَذَّابَاً يَضَعُ الْحَدِيثَ وَيُفْسِدُ أَحَادِيثَ النَّاسِ، صُلِبَ عَلَى الزَّنْدَقَةِ، وَقَدْ قَلَبَ خَلْقٌ مِنَ الرُّوَاةِ اسْمَهُ، وَبَهْرَجُوا فِي ذِكْرِهِ، وَالْعُتْبُ عَلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ شَدِيدٌ، وَالإِثْمُ لَهُمْ لازِمٌ، لأَنَّ مَنْ دَلَّسَ كَذَّابَاً فَقَدْ آثَرَ أَنْ يُؤْخَذَ فِي الشَّرِيعَةِ بِقَوْلٍ بَاطِلٍ!».

وَلِلْحَدِيثِ وَجْهٌ آخَرُ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ عَنْ مُعَاذٍ، تَعَقَّبَ بِهِ السُّيُوطِيُّ فِي «اللالِئِ الْمَصْنُوعَةِ» عَلَى أَبِي الْفَرَجِ قَائِلاً:

«قُلْتُ لَهُ طَرِيقٌ آخَرُ: قَالَ ابْنُ شَاهِينَ فِي «شَرْحِ السُّنَّةِ» (108): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ إِسْحَاقَ الْقَاضِي حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيْمِ بْنُ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا مُصَرِّفُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ عَنْ أَبِي الْعَطُوفِ جَرَّاحِ بْنِ الْمِنْهَالِ عَنِ الْوَضِينِ بن عَطَاءٍ عَنْ عُبَادَةَ بن نَسِيٍّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن غَنْمٍ عَنْ مُعَاذِ بن جَبَلٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يُوَجِّهَهُ إِلَى الْيَمَنِ، وَثَمَّ أَبُو بَكْرٍ، وعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَسَعْدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: تَكَلَّمُوا، فَقَالَ أبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ لَوْلا أَنَّكَ أَذِنْتَ لَنَا بِالْكَلامِ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ مَعَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي فِيمَا لَمْ يُوحَ إِلَيَّ كَأَحَدِكُمْ»، فَتَكَلَّمُوا، وَتَكَلَّمَ أبُو بَكْرٍ، وَأَمَرَ بِالرِّفْقِ بِالنَّاسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاذٍ: «مَا تَرَى يَا مُعَاذُ؟»، فَقَالَ: مَا قَالَ أبُو بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَكْرَهُ فَوْقَ سَمَائِهِ أَنْ يُخْطِئَ أَبُو بَكْرٍ».

وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي «الْكَبِيْرِ» (20/ 67/124) قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْعَبَّاسِ الرَّازِيُّ وَغَيْرُهُ قَالُوا: ثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ ثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ بِهِ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير